الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الطبراني في الكبير 943 - حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص ثنا أبي ثنا ابن وهب أنا عبد الله بن عياش بن عباس عن عبد الله بن الأسود عن أبي معقل عن أبي عبيد مولى رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله
وقال الروياني 480 - نا أحمد بن عبد الرحمن ، نا عمي حدثني عبد الله بن عياش ، عن أبيه : أن يزيد بن المهلب لما ولي خراسان قال : دلوني على رجل حامل لخصال الخير ، فدل على أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، فلما جاءه رآه رجلا فائقا ، فلما كلمه رأى مخبرته أفضل من مرآته ، قال : وإني وليتك كذا وكذا من عملي ، فاستعفاه ، فأبى أن يعفيه ، فقال : أيها الأمير ، ألا أخبرك بشىء حدثنيه أبي أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هاته ، قال : إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من تولى عملا وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل فليتبوأ مقعده من النار » ، وأنا أشهد أيها الأمير أني لست بأهل لما دعوتني إليه ، فقال له يزيد : ما زدت على أن حرصتني على نفسك ، ورغبتنا فيك ، فاخرج إلى عهدك فإني غير معفيك ، فخرج ثم أقام فيه ما شاء أن يقيم ، فاستأذنه بالقدوم عليه فأذن له ، فقال : أيها الأمير ، ألا أحدثك بشيء حدثنيه أبي أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هاته ، قال : « ملعون من سأل بوجه الله ، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأله هجرا » ، وقال : أنا أسألك بوجه الله إلا ما أعفيتني أيها الأمير من عملك ، فأعفاه .
أقول : عبد الله بن عياش ضعفه أبو داود والنسائي وأبو حاتم وقال ابن يونس :" منكر الحديث " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وله حديثٌ واحد في صحيح مسلم (4260) متابعة
وقال ابن مندة في الرد الجهمية (1/ 128) :" وفي هذا الباب أحاديث منها : من سألكم بوجه الله فأعطوه . ومنها حديث ، ملعون من سأل بوجه الله ، ولا يثبت من جهة الرواة . والله أعلم"
وأما حديث ( من سألكم بوجه الله فأعطوه )
قال ابن أبي حاتم في المراسيل :" 942 سمعت أبا زرعة يقول أبو عُبَيْد مولى رفاعة بن رافع الذي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه اللهفمنع سائله فقال ليست له صحبة "
قال أبو داود 5110 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - قَالَ نَصْرٌ ابْنُ أَبِى عَرُوبَةَ - عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى نَهِيكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْطُوهُ ». قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ « مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ ».
أقول : هل سمع قتادة من أبي نهيك ؟
فإنه كان كثير الإرسال الخفي وليس له عن أبي نهيك إلا هذا الحديث
قال عبد الله بن أحمد 1039 - حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ، نا خالد بن الحارث ، نا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي نهيك ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من استعاذكم بالله فأعيذوه ، ومن سألكم بوجه الله عز وجل فأعطوه »
أقول : وذكر شعبة هنا تصحيف بل هو سعيد وتصحفت وصارت ( شعبة )
قال عبد الله في زوائده على المسند 2248 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللهِ فَأَعْطُوهُ "
وقال أبو داود في سننه 5108 - حدثنا نصر بن علي وعبيد الله بن عمر الجشمي قالا ثنا خالد بن الحارث ثنا سعيد قال نصر ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي نهيك
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه " قال عبيد الله " من سألكم بالله "
أقول : فهذه وغيرها تدل على وقع التصحيف في سند السنة لعبد الله بن أحمد ، ويبقى الحديث الذي على علته التي أشرت إليها وهي بين الإنقطاع بين قتادة وأبي نهيك
وقد صح حديث ( من سألكم بالله فأعطوه )
وهنا فائدة قال ابن سعد في الطبقات ( 4/307) : أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أنه كان لا يسأله أحد بوجه الله إلا أعطاه، وكان يكرهها ويقول: هى الإلحاف.
قال: أخبرنا صفوان بن عيسى البصري عن يزيد بن أبي عبيد قال: كان سلمة بن الأكوع إذا سئل بوجه الله أفف ويقول: من لم يعط بوجه الله فبماذا يعطى؟ قال وكان يقول: هى مسألة الإلحاف.
وهذا إسنادٌ قوي
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من شبكة سحاب السلفية