التحاكم إلى الكتاب والسنة : سفينة النجاة
قال الله عز وجل : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } [ سورة النساء ، الآية : 59 ] .
اللغة :
( التحاكم ) : التماس الحكم ، ( تنازعتم ) : تخاصمتم .
هذا أصل من أصول مذهب أهل الحديث وهو التحاكم إلى الكتاب والسنة والتسليم لهما وعدم معارضتهما بالرأي أو العقل أو القياس ، فمن رام النجاة والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتاب والسنة ،
فلا تقبل من أحد قولا وإلا وطالِبه بالاستدلال على صحة قوله بآية محكمة أو سنة ثابتة أو قول صحابي من طريق صحيح .
[ انظر : رسالة الحرف والصوت ص ( 310 ) ] .
قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في كتابه اعتقاد أئمة أهل الحديث [ ص ( 79 ) ] : ( فتمسكوا معتصمين بحبل الله جميعا ، ولا تفرقوا عنه ،
واعلموا أن الله تعالى أوجب محبته ومغفرته لمتبعي رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه ، وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة ،
فقال عز وجل لمن ادعى أنه يحب الله عز وجل : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }
[ سورة آل عمران ، الآية : 31 ] .
وقال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني في كتابه عقيدة السلف أصحاب الحديث [ ص ( 107 ) ] :
( وقد وفقهم - يعني أصحاب الحديث - الله جل جلاله لاتباع كتابه ووحيه وخطابه ،
والاقتداء برسوله في أخباره التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل وزجرهم فيها عن المنكر منهما ، وأعانهم على التمسك بسيرته والاهتداء بملازمة سنته . .
وشرح صدورهم لمحبته ومحبة أئمة شريعته وعلماء أمته ، ومن أحب قوما فهو معهم يوم القيامة بحكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« المرء مع من أحب » (1) .
الخلاصة :
يرى أهل السنة والجماعة أن من أصول الاعتقاد وجوب التحاكم إلى الله ورسوله عند التنازع في أي أمر .
_________
(1) أخرجه البخاري ( 10 / 573 ) ح 6170 في الآداب ، باب علامة الحب في الله ، من حديث أبي وائل عن أبي موسى مرفوعا .