بسم الله الرحمن الرحيم
نوعية المشاكل في الماضي
اما بنوعية المشاكل والمحن في الماضي قريباً كان أو بعيد تتجلى فيما يلي
1- إيذا الدعاة في أنفسهم وأتباعهم وتعذيبهم لمحاولة إيقاف الدعوة.
2- وربما قدموا لهم بعض المغريات كالأموال والمناصب والرياسة ولكن دون جدوى .
3- محاولة القضاء على الدعوة في مهدها بقتل صاحب الدعوة أو حبسة أو نفية أو إخراجة من ارضه وإبعاده في الأفاق .
هكذا كانت نوعية المشاكل في العصور الغابرة وكلها باتت بالفشل كما راينا إذ جعل الله العاقبة للرسل وأتباعهم ونصرهم على اعدائهم وما النصر إلا من عند الله
(ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون)
نوعية المشاكل في العصر الحديث.
تعيش الدعوة الإسلامية في العصر الحديث حياة لاتعرف لها مثلا في العصور الغابرة وقد تنوعت المشاكل وتعددت . مما جعل دعاة الحق يحتارون في امر الدعوة ومشاكلها المتنوعه وكيفية التغلب عليها حتى صار هذا التفكير شغلهم الشاغل وفي الامكان ان نوجز أهم تلك المشاكل فيما يلي.
أ- الجهل أي عدم تصور الإسلام تصورا صحيحا .
ب- التناقض الذي يصيب بعض الدعاة أحيانا .
ج- النفرة وعدم الإنسجام بين المنتسبين إلى الدعوة الإسلامية
د- وجود بعض الطوائف الضالة التي تعمل في بعض البلاد بأسم الإسلام (كالقاديانية)
هـ-المناهج العقيمة المقررة في كثير من جامعاتنا .
و- أثار الاستعمار الباقية في كثير من البلدان الإسلامية.
تفصيل الكلام على المشاكل السته:
الجهل- حقا إن الجهل داء فعلي الداعية أن يبداء بتكوين نفسه وعلاج دائه قبل أن ينزل الميدان للدعوة وذلك بالفهم الصحيح بأن يوجه اهتمامه إلى أخذ العلم من مصدره الأصيل الكتاب والسنة على أنهما هما المصدران للشريعة أصولها وفروعها وبدراستهما يحصل العلم النافع والهدى والسيادة في الدنيا والسعادة في الأخرة . (إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ) سوره الإسراء ويقول الرسول علية الصلاة والسلام .( أوتيت القران ومثله معه ). كما ينبغي له أن يدرس السيرة العطرة ولابأس أن يطلع على ما تزخر به المكتبة الإسلامية الحديثة من كتب قيمة تستند إلى القران والسنه المطهرة في بحوثها ومعالجتها للحوادث العلمية .
وبذلك يتكون لدى الدارس تصور صحيح لهذا الدين في أحكامه وتشريعاته وعقيدته وعبادته وأخلاقه.
وبذلك يحصل له الفقه في الدين وهو التصور الصحيح للإسلام كما قلنا يتصور ويفهم فهما دقيقا مهنى الألوهية ومعنى العبادة ومعنى الجاهلية وما اصدق كلام عمر بن الخطاب إذ يقول (إنما تنتقص عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية وهو الفقه الذي يريده النبي عليه الصلاة والسلام في قولة (من يرد الله به خيراُ يفقهه في الدين )
وعدم هذا الفقه هو الذي جعل أهل الكلام يسمون فلسفتهم توحيدا وتعطيلهم تنزيها وإثبات غيرهم تشبيها . وألغو في ذلك مؤلفات تدرس اليوم في كثير من معاهدنا وجامعاتنا بأسم التوحيد وليس فيها طعم التوحيد ولا روحه .بل قد أبعدو النجهة فهم كما قال القائل :
نزلوا بمكة في قبائل هاشم ونزلت بالبطحاء أبعد منزل
وهؤلاء في واد والتوحيد والعقيدة في واد.
فكم حالت تلك المؤلفات بين شبابنا وبين فهم العقيدة الإسلامية التي نطق بها الكتاب والسنة كنتيجة للتصور الخاطيء للإسلام وعقيدته ولقد أحسن من قال :
العلم قال الله وقــال رســـوله قال الصحابة ليس يالتموية
مالعلم نصبك للخلافة سفاهة بين الرسول وبين ؤأي فقيه
كلا ولا جحــد الصفات ونفيها حذراً من التمثيل والتشبيه
هذا وأن عدم الفقه الدقيق هو الذي حمل العباد أو المنتسبين إلى التنسك والتعبد على الإبتداع طقوس بعيدة عن روح الإسلام وفرقوا بها جماعة المسلمين ووزعوهم على تلك البدع وأعلنو عن أنفسهم أنهم أهل الله وأحباؤه .ولهم صلاحية ليست للأنبياء والرسل .إذ في إمكانهم أن يأخذوا الدين وشرائعة عن الله مباشرة بغير واسطة جبريل ودون الحاجة إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .
هكذا تدعو جهلة الصوفية إلى الردة من حيث لاتشعر أو من حيث تشعر بالنسبة لأقطابهم . ومن تلك الطرق المبتدعة الطرق الأتية أسماؤهم:
1-الطريقة التيجانية .
2- الطريقة القادرية.
3-الطريقة السنوسية.
4-الطريقة المرغنية.
إلى أخر تلك الأسماء التي وزعت المسلمين طرائق قددا وسماها أولئك الذين لافقه لهم في الدين أنها من طوائف المسلمين بل زعم .
بعض هؤلاء أن أصحاب هذه الطرق من دعاة الإسلام وانهم هم الذين إنتشر الإسلام بدعوتهم في العالم . يالها من فرية ما أفظعها ويالها من جهل ما أقبحة .
إن هي إلا بدع سميت بغير أسمائها لو كانوا يفقهون.
المصدر من كتاب مشاكل الدعوة والدعاة في العصر الحديث الطبعة الرابعة تأليف الشيخ الدكتور محمد امان بن علي جامي رحمة الله