منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي وصية أنس بن مالك رضي الله عنه لما شُكِي له ظلم الحجاج ( مع نبذة عنه )

كُتب : [ 12-22-2014 - 08:03 AM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وصية أنس بن مالك رضي الله عنه لما شُكِي له ظلم الحجاج ( مع نبذة عنه )


السلام عليكم ورحمة الله

قال الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء :
" الحجاج : أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلاً ، وكان ظلومًا ، جبارًا ، ناصبيًا ، خبيثًا ، سافكًا للدماء ، وكان ذا شجاعةٍ ، وإقدامٍ ، ومكرٍ ، ودهاءٍ ، وفصاحةٍ ، وبلاغةٍ ، وتعظيم للقرآن .
قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير ، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ، ورميه إياها بالمنجنيق ، وإذلاله لأهل الحرمين ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة ، وحروب ابن الأشعث له ، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله .
فنسبُه ، ولا نحبه ، بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان ، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه ، وأمره إلى الله ، وله توحيد في الجملة ، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء" . هـ

وقد اختلف فيه العلماء قديما كما في البداية والنهاية لابن كثير :
" وقال يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهداً فقال : تسألون عن الشيخ الكافر.. .
وروى ابن عساكر عن الشعبي أنه قال: الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت كافر بالله العظيم كذا قال والله أعلم .
وقال الثوري عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: عجباً لإخواننا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمناً .
وقال الثوري عن ابن عوف سمعت أبا وائل يسأل عن الحجاج أتشهد أنه من أهل النار قال أتأمروني أن أشهد على الله العظيم .
وقال الثوري عن منصور سألت إبراهيم عن الحجاج أو بعض الجبابرة فقال أليس الله يقول: ألا لعنة الله على الظالمين.. وبه قال إبراهيم وكفى بالرجل عمى أن يعمى عن أمر الحجاج .
وقال سلام بن أبي مطيع: لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا، وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا .
وقال الزبير سببت الحجاج يوماً عند أبي وائل فقال لا تسبه لعله قال يوماً اللهم ارحمني فيرحمه، إياك ومجالسة من يقول أرأيت أرأيت .
وقال عوف ذكر الحجاج عند محمد بن سيرين فقال مسكين أبو محمد إن يعذبه الله عز وجل فبذنبه وإن يغفر له فهنيئاً له..
وقال أبو قاسم البغوي ثنا أبو سعيد ثنا أبو أسامة قال: قال رجل لسفيان الثوري: أتشهد على الحجاج وعلى أبي مسلم الخراساني أنهما في النار، قال: لا، إن أقرا بالتوحيد. هـ

وقال أيضا :
" كان ناصبياً يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية، وكان جباراً عنيداً، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرهاً الكفر، كما قدمنا فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها وإلا فهو باق في عهدتها، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه، فإن الشيعة كانوا يبغضونه جداً لوجوه وربما حرفوا عليه بعض الكلم وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات.
وقد روينا عنه أنه كان يتدين بترك المسكر، وكان يكثر تلاوة القرآن، ويتجنب المحارم، ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج، وإن كان متسرعاً في سفك الدماء، فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وسائرها وخفيات الصدور وضمائرها، قلت: الحجاج أعظم ما نقم عليه وصح من أفعاله سفك الدماء وكفى به عقوبة عند الله عز وجل، وقد كان حريصاً على الجهاد وفتح البلاد، وكان فيه سماحة بإعطاء المالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة لأهل القرآن، فكان يعطي على القرآن كثيراً، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا ثلثمائة درهم. والله أعلم . هـ

وقال هشام بن حسان كما في سنن الترمذي :
أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة وعشرين ألف قتيل .

ومع ذلك صلى وراءه خير الناس منهم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه ففي صحيح البخاري عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك - رضي اللهعنه - فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال :
( اصبروا ؛ فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم , سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم ) .

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه رياض الصالحين :
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن الزبير بن عدي أنهم أتوا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد عمر وبقى إلى حوالي تسعين سنة من الهجرة النبوية وكان قد أدرك وقته شيء من الفتن فجاءوا يشكون إليه ما يجدون من الحجاج بن يوسف الثقفي أحد الأمراء لخلفاء بني أمية وكان معروفا بالظلم وسفك الدماء وكان جبارا عنيدا والعياذ بالله وهو الذي حاصر مكة لقتال عبد الله بن الزبير وجعل يومي الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها أو هدم شيئا منها وكان قد آذى الناس فجاءوا يشكون إلى أنس بن مالك- رضي الله عنه - فقال لهم أنس :
اصبروا , أمرهم بالصبر على جور ولاة الأمور وذلك لأن ولاة الأمور قد يسلطون على الناس بسبب ظلم الناس كما قال تعالى
(وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } أنت إذا رأيت ولاة الأمور قد ظلموا الناس في أموالهم أو في أبدانهم أو حالوا بينهم وبين الدعوة إلى الله عز وجل أو ما أشبه ذلك ففكر في حال الناس تجد أن البلاء أساسه من الناس هم الذين انحرفوا فسلط الله عليهم من سلط من ولاة الأمور وفي الأثر وليس بحديث " كما تكونوا يولّى عليكم " , ويذكر أن بعض خلفاء بني أمية وأظنه عبد الملك بن مروان جمع وجهاء الناس لما سمع أن الناس يتكلمون في الولاية جمع الوجهاء وقال لهم:
أيها الناس أتريدون أن نكون لكم كما كان أبو بكر وعمر ؟ قالوا: بلى نريد ذلك قال:
كونوا كالرجال الذين تولى عليهم أبو بكر وعمر لنكون لكم كأبي بكر وعمر ..
يعني أن الناس على ديننقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ملوكهم فإذا ظلم ولاة الأمور الناس فإنه غالبا يكون بسبب أعمال الناس وجاء رجل من الخوارج إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: ما بال الناس انتقدوا عليك ولم ينتقدوا على أبي بكر وعمر قال: لأن رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي ورجالي أنت وأمثالك سيعني أن الناس إذا ظلموا سلطت عليهم الولاة ولهذا قال أنس : اصبروا , وهذا هو الواجب الواجب أن يصبر الإنسان ولكل كربة فرجة لا تظن أن الأمور تأتي بكل سهولة الشر ربما يأتي بغتة ويأتي هجمة ولكنه لن يدال على الخير أبدا ولكن علينا أن نصبر وأن نعالج الأمور بحكمة لا نستسلم ولا نتهور نعالج الأمور بحكمة وصبر وتأن
{ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون }
إن كنت تريد الفلاح فهذه أسبابه وهذه طرقه
{ اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } ثم قال أنس بن مالك فإنه لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم عنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده أشر منه شر منه ) في الدين وهذا الشر ليس شرا مطلقا عاما بل قد يكون شرا في بعض المواضع ويكون خيرا في مواضع أخرى وهكذا ومع هذا فإن الناس كلما ازدادوا في الرفاهية وكلما انفتحوا على الناس انفتحت عليهم الشرور إن الرفاهية هي التي تدمر الإنسان لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده غفل عن تنعيم قلبه وصار أكبر همه أن ينعم هذا الجسد الذي مآله إلى الديدان والنتن وهذا هو البلاء وهذا هو الذي ضر الناس اليوم لا تكاد تجد أحدا إلا ويقول: ما قصرنا ؟ ما سيارتنا ؟ ما فرشنا ؟ ما أكلنا ؟ حتى الذين يقرأون العلم ويدرسون العلم بعضهم إنما يدرس لينال رتبة أو مرتبة يتوصل بها إلى نعيم الدنيا وكأن الإنسان لم يخلق لأمر عظيم والدنيا ونعيمها إنما هي وسيلة فقط قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما معناه: ينبغي على الإنسان أن يستعمل المالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة كما يستعمل الحمار للركوب وكما يستعمل بيت الخلاء للغائط فهؤلاء هم الذين يعرفون المال ويعرفون قدره لا تجعل المال أكبر همك اركب المال فإن لم تركب المال ركبك المال وصار همك هو الدنيا ولهذا نقول: إن الناس كلما انفتحت عليهم الدنيا وصاروا ينظرون إليها فإنهم يخسرون من الآخرة بقدر ما ربحوا من الدنيا قال النبي عليه الصلاة والسلام :
( والله ما الفقر أخشى عليكم يعني ما أخاف عليكم الفقر فالدنيا ستفتح وإنما أخشى عليكم أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ) وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الذي أهلك الناس اليوم الذي أهلك الناس اليوم التنافس في الدنيا وكونهم كأنهم إنما خلقوا لها لا أنها خلقت لهم فاشتغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له وهذا من الانتكاس نسأل الله العافية وفي هذا الحديث :
وجوب الصبر على ولاة الأمور وإن ظلموا وجاروا لأنك سوف تقف معهم موقفا تكون أنت وإياهم على حد سواء عند ملك الملوك سوف تكون خصمهم يوم القيامة إذا ظلموك لا تظن أنما يكون في الدنيا من الظلم سيذهب هباء أبدا حق المخلوق لابد أن يؤخذ يوم القيامة فأنت سوف تقف معهم بين يدي الله عز وجل ليقضي بينهم بالعدل فاصبر وانتظر الفرج فيحصل لك بذلك اطمئنان النفس والثبات وانتظار الفرج عبادة تتعبد لله به وإذا انتظرت الفرج من الله فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) .
وفي هذا التحذير من سوء الزمان وأن الزمان يتغير ويتغير إلى ما هو أشر وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم لأصحابه : ( من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) , وأظن أننا وعيْشنا في الدنيا قليل بالنسبة لمن سبق نرى اختلافا كثيرا نرى اختلافا كثيرا بين سنين مضت وسنين الوقت الحاضر حدثني من أثق به أن المسجد مسجد الجامع كان لا يؤذن لصلاة الفجر إلا وقد تم الصف الأول يأتي الناس إلى المسجد يتهجدون أين المتهجدون اليوم إلا ما شاء الله ؟ قليل تغيرت الأحوال كنت تجد الواحد منهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام :
( كالطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) إذا أصبح يقول اللهم ارزقني قلبه معلق بالله عز وجل فيرزقه الله وأما الآن فأكثر الناس في غفلة عن هذا يعتمدون على من سوى الله ومن تعلق شيئا وكل إليه ، نعم في الآونة الأخيرة والحمد لله لا شك أن الله سبحانه وتعالى فتح على الشباب فتحا أسأل الله تعالى أن يزيدهم من فضله فتح عليهم وأقبلوا إلى الله فتجد بين سنواتنا هذه الأخيرة والسنوات الماضية بالنسبة للشباب فنجد فرقا عظيما قبل نحو عشرين سنة كنت لا تكاد تجد الشباب بالمسجد أما الآن ولله الحمد فأكثر من في المسجد هم الشباب وهذه نعمة ولله الحمد يرجو الإنسان لها مستقبلا زاهرا وثقوا أن الشعب إذا صلح فسوف تضطر ولاة أموره إلى الصلاح مهما كان فنحن نرجو لإخواننا في غير هذه البلاد الذين من الله عليهم بالصلاح واستقاموا على الحق أن يصلح لهم الولاة ونقول اصبروا فإن ولاتكم سيصلحون رغما عنهم فإذا صلحت الشعوب صلحت الولاة بالإضطرار . هـ


أسأل الله أن أن يصلح حال المسلمين ... ولاة ورعية إنه سميع مجيب ..

http://www.sahab.net/forums/showthre...806#post824806
المصدر: منتديات نور اليقين

 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML