منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي الرد على المدعو أحمد اليمني في وريقاته (كتب الوهابية تطعن في الأنبياء)

كُتب : [ 04-26-2014 - 10:05 PM ]

الرد على المدعو أحمد اليمني في وريقاته
(كتب الوهابية تطعن في الأنبياء)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فإن سنة الله عزوجل في خلقه أن الصراع بين الحق والباطل قائم على مدى الأزمان وذلك ليميز الله الخبيث من الطيب وليعلم الله عزوجل الصادق من الكاذب وإن أهل الباطل ليدأبون ليل نهار في الكيد بالإسلام والمسلمين وقد ابتلي أهل الحق في هذا الزمان بعدة طوائف وعلى رأس هذه الطوائف التي تكيد للإسلام وأهله طائفة خبيثة ألا وهي الفرقة الرافضية الإمامية الإثنى عشرية وقد حاولت هذه الطائفة أن تنفث السموم وتبث الدعايات الكاذبة الآثمة والاتهامات الفاجرة على المسلمين عموما وعلى أهل السنة خصوصا وأصبحت تكيل التهم والتشويهات ضد أهل الحق وذلك لغرض التنفير عن الدين وعن دعوة أهل السنة وهذا بحمد الله عز وجل لا يزيد أهل السنة إلا ثباتا وإقداما على البيان للحق والصدع به والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنه ( لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرة لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك )
ودعوة أهل السنة هي دعوة الله عز وجل وذلك لأنها مستقاة من كتاب الله عز وجل ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أقوال صحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا .
ومن تلك التشويهات الزائفة ما كتبه المدعو أحمد اليمني في وريقاته التي عنون لها (كتب الوهابية تطعن في الأنبياء)وهو يريد بالوهابية أهل السنة وهذا الوصف الذي وصفهم به هذا الكاتب بأنهم وهابية ، الغرض منه التنفير والتشويه عنهم وإلا فإن نسبتهم السائدة من قديم الزمان أهل السنة نسبة إلى سنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا يقال لهم السلفيون نسبة إلى سلفهم الصالح (الصحابة والتابعين وتابعيهم ) وهذه هي نسبتهم ويقال لهم أهل الحديث لاهتمامهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما وهابية : فهي نسبة محدثة جيء بها لغرض التشويه عنهم وأكثر من يطلقها على أهل السنة يريد أنهم ينسبون للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وهو من أهل السنة ومن العلماء الذين قاموا بنشر التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدعة فرحمه الله رحمة واسعة وأكثر من يطلقها الصوفية والشيعة وبعض الجهال .
وهذه النسبة قديمة أطلقت على فرقة خارجية إباضية فاجرة أنشأها عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم ، الخارجي الإباضيّ ، وسميت باسمه وهابية وهو المتوفى عام 197 هـ كما جاءفي كتاب الفرق الإسلامية في شرق أفريقيا ([1]).
وقد قمت مستعينا بالله عزوجل في الرد على هذا الضال المنحرف مبينا مدى بعده عن الحق وتعسفاته وتجاوزاته وتلبيسه وتزويره ورميه الآخرين مما هم عنه براء فمن تزويره وكذبه أنها فتتح رسالته بعنوان كتب الوهابية تتطاول على الأنبياء وضرب أمثلة ليس فيها شيء مما ادعاه من الطعن عليهم وإنما هي من الأفعال التي اقتضتها الطبيعة البشرية كما سيأتي بيانه.
ثم إن لي مع هذا الكلام وهو قوله كتب الوهابية تتطاول على الأنبياء وقفات :
الوقفة الأولى : أقول : أتحدى الكاتب أن يأتي بكتاب من هذه الكتب فيها شيء من الطعن في أنبياء الله كما زعم فإن من زعم أنهم يطعنون في أنبياء الله هم أشد الناس اتباعا لرسل الله وتأسيا بهم وذبا عنهم وعن سنتهم والكاتب وأمثاله ليسوا حول دين ولا كتاب ولا نبي ولا رسول فإن الرافضة الإمامية معروف ما هم عليه من العقائد الخبيثة في الدين والرب والرسول والقرآن وصحابة الرسول ولكنه جاء بهذا الكلام لغرض التشويه فقط وإلا فحاله كحال الرافضي أبو سعيد الجنابي عندما قال وهو يقتلع الحجر الأسود لا محمد ولا علي ولست بصدد ذكر عقائد الرافضة الخبيثة فذلك مزبور في كتب العلماء.
الوقفة الثانية : الذي يظهر أن غرض الكاتب بكتب الوهابية من خلال ما ذكر في الوريقات صحيح البخاري ومسلم وهكذا جميع الكتب التي ذكرت هذه الأحاديث على سبيل الاعتقاد لها كالسنن والمسانيد والمعاجم وهكذا من جاء بعدهم ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم من العلماء الإجلاء ـ رحمهم الله ـ وهذه هي كتبنا .وعجبا كيف يقول كتب الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب الذي تنسب إليه الوهابية على حد زعمه لم يخلقه الله إلا وهذه الأحاديث قد تناقلها العلماء عبر العصور فبين البخاري ومسلم ومحمد بن عبد الوهاب ألف سنة!!.
وهذا كقولهم الباطل الذي يدل على سخافة عقولهم أن البقرة التي أمر موسى قومه أن يذبحوها أنها عائشة , وعائشة هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكم بين عائشة وبين موسى عليه السلام فأف وتف كيف استجازت هذه العقول مثل هذه السخافات والجهالات ورحم الله الإمام الشعبي يوم أن قال : ( إن الشيعة لو كانوا من الطيور لكانوا رخما ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا ).
الوقفة الثالثة : إن هذا الطعن في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم اللذين تلقتهما أمة الإسلام بالقبول وهكذا غيرها من كتب الإسلام المعتمدة عند علماء الإسلام التي جاءت فيها هذه الأحاديث ككتب التفسير والعقيدة والفقه والكتب التي شرحت هذه الأحاديث لم يسبق الكاتب إليه إلا كل مخذول.
مع أنه معلوم لدى الجميع حتى عوام الناس في جميع أنحاء المعمورة منزلتهما (البخاري ومسلم ) فجل الشعب اليمني إن لم أقل كله إذا سمع رواه البخاري ومسلم اطمئن قلبه ونزل عليه برد اليقين ، فمالك يا أحمد اليمني أين تربيت ؟ثم أقول تعقل يا أحمد ودع الجنون فما هي الكتب التي تنقل لك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وعليها اعتمادك بعد طعنك في البخاري ومسلم وغيرهما ؟! .
وأين أنت من الثناء البالغ من العلماء على صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وإليك بعض النقولات عن العلماء في ذلك .
1ـ قال الحافظ في مطلع مقدمة الفتح: "وقد رأيت الإمام أبا عبد الله البخاري في جامعه الصحيح قد تصدى للاقتباس من أنوارهما البهية - يعني الكتاب والسنة - تقريرا واستنباطا ونزع من مناهلهما الروية انتزاعا وانتشاطا ورزق بحسن نية السعادة فيما جمع حتى أذعن له المخالف والموافق وتلقى كلامه في الصحيح بالتسليم المطاوع والمفارق.." إلى آخر كلامه رحمه الله…
وقال في التقريب : "محمد ابن إسماعيل ابن إبراهيم ابن المغيرة الجعفي أبو عبد الله البخاري جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث" .
2ـ قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: "وأجمع العلماء على قبوله - يعني صحيح البخاري - وصحة ما فيه وكذلك سائر أهل الإسلام…".
3ـ قال ابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: "وأما كتابه الجامع الصحيح فأجل كتب الإسلام بعد كتاب الله…".
4ـ قال أبو عمرو ابن الصلاح في علوم الحديث بعد ذكره أن أول من صنف في الصحيح البخاري ثم مسلم: "وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز" ثم قال: "ثم إن كتاب البخاري أصح الكتابين وأكثرهما فوائد".
5ـ قال النووي في مقدمة شرحه لمسلم: "اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد الكتاب العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة وقد صح أن مسلما كان ممن يستفيد من البخاري ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث" انتهى…
6ـ قال الحافظ عبد الغني المقدسي في كتابه الكمال - فيما نقله ابن العماد في شذرات الذهب -: "الإمام أبو عبد الله الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح إمام هذا الشأن والمقتدى به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام".
الوقفة الرابعة : إن الأحاديث التي زعم الكاتب أن رواتها يتطاولون على الأنبياء على حد زعمه هي موجودة في كتب الرافضة أنفسهم فما موقف الكاتب منها ومنهم .
ثم بعد هذا نأتي إلى ما نقله الكاتب عليه من الله ما يستحق ما يدلل به على طعن أهل السنة بالأنبياء وقد سبقه إلى ذلك بعض الرافضة كعبد الحسين شرف الدين أخزاه الله في كتابه الذي أسماه المراجعات وغيره من المبطلين .
1ـ الأمر الأول: ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قرصت نملة نبيا من لأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح ) وزعم أن هذا فيه إيصال أنبياء الله إلى مرتبة العوام من الناحية الخلقية .
أقول: من الذي سبقك يا مسكين إلى هذا الفهم السقيم وما وجه التطاول في هذا الحديث وقد أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وصح هذا الخبر عنه وتناقله العلماء مصححين له معتقدين ما فيه أفيظن أن يخفى عليهم ويظهر بعد مئات السنين لهذا الكاتب المسكين!!!.
وأقول :عجبا كيف يستنكر قتل النمل ولم يستنكر قتل الآلاف من المسلمين الذين قتلوا على يد هولاكو بتحريض من نصير الدين الطوسي وهكذا لم يستنكر قتلهم لمئات من المسلمين في الحرب مع الدولة قبل سنوات وهكذا قتلهم لإخواننا السلفيين في دماج.
ثم إن الحديث مذكور في بعض كتب الرافضة على سبيل التحسين كما في بحار الأنوار استدل به مؤلفه على أن قتل النمل كان جائزا فيمن قبلنا ومذكور في لألئ الأخبار باب في أوصاف النمل فقد نقل عن أئمتهم جواز ذلك فارجع إليه فما هو قولك فيهم .
وأقول : هكذا شأن أهل البدع يبتكرون أقوال من عند أنفسهم ويستحسنونها وبالتالي يردون من أجلها أدلة الكتاب والسنة الواضحة والصحيحة أو أنهم يتعسفون التعسف المشين في تأويلها دون النظر إلى ما قاله السلف في معناها كما فعل هذا الكاتب.
وسأنقل لك بعض كلاهم أهل العلم حول هذا الحديث .
قال المفسر الكبير الإمام القرطبي عليه رحمة الله في كتابه الجامع لأحكام القران الكريم قال : قال علماؤنا : يقال إن هذا النبي هو موسى عليه السلام ، وإنه قال : يا رب تعذب أهل قرية بمعاصيهم وفيهم الطائع. فكأنه أحب أن يريه ذلك من عنده ، فسلط عليه الحر حتى التجأ إلى شجرة مستروحا إلى ظلها ، وعندها قرية النمل ، فغلبه النوم ، فلما وجد لذة النوم لدغته النملة فأضجرته ، فدلكهن بقدمه فأهلكهن ، وأحرق تلك الشجرة التي عندها مساكنهم ، فأراه الله العبرة في ذلك آية : لما لدغتك نملة فكيف أصبت الباقين بعقوبتها! يريد أن ينبهه أن العقوبة من الله تعالى تعم فتصير رحمة على المطيع وطهارة وبركة ، وشرا ونقمة على العاصي. وعلى هذا فليس في الحديث ما يدل على كراهة ولا حظر في قتل النمل ؛ فإن من آذاك حل لك دفعه عن نفسك ، ولا أحد من خلقه أعظم حرمة من المؤمن ، وقد أبيح لك دفعه عنك بقتل وضرب على المقدار ، فكيف بالهوام والدواب التي قد سخرت لك وسلطت عليها..إلى أن قال كذلك أيضا كان قتل النمل مباحا في شريعة ذلك النبي ؛ فإن الله لم يعاتبه على أصل قتل النمل اهـ.
وقال الإمام النووي في شرح مسلم عند هذا الحديث : قال العلماء وهذا الحديث محمول على أن شرع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه جواز قتل النمل وجواز الإحراق بالنار ولم يعتب عليه في أصل القتل والإحراق بل في الزيادة على نملة واحدة اهـ.
2ـ الأمر الثاني: ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه :عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون ) وزعم أن فيه تطاولا على الأنبياء ثم وضع عدة تساؤلات؟
وفي العنوان قال إنه النبي داود وليس كذلك وهذا يدل على ما ذكرت لك سابقا من أنه لاحول سليمان ولا داود ولا موسى ولا عيسى .
ثم أقول من الذي سبقك بطرح مثل هذه التساؤلات والانتقادات على هذا الحديث الذي يعتبر من مناقب سليمان عليه السلام .
يقول الإمام القرطبي قال: أعطي الأنبياء صحة النبوة وقوة الفحولية مع ما كانوا عليه من الجهد والمجاهدة حتى أن نبينا مات ولم يشبع من خبز الشعير وجاء عن سليمان أنه كان يفترش المائة امرأة وكان يأكل خبز الرماد([2]) ومن هذا حاله فالعادة ضعفه عن الجماع لكن العوائد خرقت لهم ولا يلزم مما تقرر تفضيل سليمان على محمد عليهما الصلاة والسلام لكونه لم يعط إلا قوة أربعين رجلا ولم يكن له غير عشرة نسوة ما ذاك إلا لأن سليمان تمنى أن يكون له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطي الملك وأعطي هذه القوة في الجماع ليتم له الملك على خرق العادة من كل الجهات لأن الملوك يتخذون من الحرائر والسراري بقدر ما أحل لهم ويستطيعونه فأعطي سليمان تلك الخصوصية ليتميز بها عنهم فكان نساؤه من جنس ملكه الذي لا ينبغي لأحد من بعده ونبينا خير أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا فاختار الثاني فأعطي ذلك القدر لرضاه بالفقر والعبودية فأعطي الزائد لخرق العادة .اهـ
وأما قوله : إن هذا يؤكد ما يحاول اليهود ([3]) قبحهم الله ترسيخه من أن الأنبياء رجال شهوانيون مشغولون بالنساء.
فأقول : هذا منك تلقين لليهود وتمهيد لهم للطعن بهذه الصورة في أنبياء الله وإلاعلى مدى هذه العصور لم ينتبه اليهود لهذا الطعن وهكذا لم ينتبه العلماء إلى هذا الفكر الخبيث وسبقتهم إليه حرصا منك وصونا لجانب أنبياء الله أبلغ بك الدفاع عن أنبياء الله عز وجل حتى تسبق الصحابة والتابعين وتابعيهم وتسبق البخاري ومسلما فلهذا هون عليك واعرف قدر نفسك واعلم ماذا يخرج من فمك وإياك أن تهرف بما لا تعرف ثم اعلم إن اليهود قوم بهت فلا يقفون في الطعن في الدين والأنبياء عند حد ثم ما هو قولك في من استدل بهذا الحديث من أئمة الشيعة واحتجَّ به كما فعل الفيض الكاشاني في تفسير الصافي (4/299)..
3ـ الأمر الثالث: ومما ذكره الكاتب تهويله على من أسماهم بالوهابية بحيث أنهم لا يقفون عند حد في تصوير أفعال الأنبياء وذلك بأنهم رووا حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله عليه عينه وقال ارجع فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة قال أي رب ، ثم ماذا قال ثم الموت قال فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر » قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر » ثم قال أين تذهب هذه الرواية بقوله سبحانه وتعالى :{فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
فأقول : يا سبحان الله ما ذا يصنع الجهل بأهله إن الساعة التي جاء فيها ملك الموت إلى موسى في المرة الأولى ليست ساعة وفاته وإنما كان مجيؤه من باب الاختبار والابتلاء كما ذكر ذلك ابن حبان عند هذا الحديث الذي بوب له بقوله ذكر خبر شنع به على منتحلي سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم من حرم التوفيق لإدراك معناه .
ثم ما موقف الكاتب من وكزة موسى للقبطي المذكورة في القرآن إذ أنه ذكر أنها من عمل الشيطان كيف سيكون تصويره لهذا الفعل من هذا النبي ولكن قاتل الله الجهل كيف يفعل بأصحابه أو أن الكاتب بهذه النقولات يمهد للطعن في القرآن كما هو شأن الرافضة الإثنى عشرية وهكذا ما موقفه ممن روى الحديث من أئمتهم فقد رواه نعمة الله الجزائري ـ
الرافضي الخبيث ـ وكذلك محمد نبي التويسركاني أثبته في كتابه باب " في سلوك موسى- عليه السلام وصححه الكاشاني.
وأما قوله وكيف يرفض نبي الله لقاء ربه فيرده آخر الحديث إذ لو كانت القضية قضية رفض لرفض في الأخرى كما رفض في الأولى لا سيما وقد خيره ( أن يضع يده على ظهر ثور وله بكل شعرة سنة قال ثم ماذا قال الموت قال فالآن) إذا فالحاصل
أن موسى جاءه ملك الموت على صورة لم يعرفه فيها فلكمه حتى فقأ عينه يظنه خصما كما قال ذلك أهل العلم وذكر بعضهم غير ذلك ثم إن الحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقول في الكتب المعتمدة فلا داعي لهذه التأويلات والتعسفات .
وإليك بعض كلامهم رحمهم الله في هذه القضية :
قال العلامة ابن عثيمين في مجموع فتاويه ورسائله5/31 : وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وإنما أثبته المؤلف في العقيدة لأن بعض المبتدعة أنكره معللاً ذلك بأنه يمتنع أن موسى يلطم الملك. ونرد عليهم: بأن الملك أتى موسى بصورة إنسان لا يعرف موسى من هو؟ يطلب منه نفسه، فمقتضى الطبيعة البشرية أن يدافع المطلوب عن نفسه، ولو علم موسى أنه ملك لم يلطمه، ولذلك استسلم له في المرة الثانية حين جاء بما يدل أنه من عند الله، وهو إعطاؤه مهلة من السنين بقدر ما تحت يده من شعر ثور. وقال ابن القيم في مدارج السالكين : وهذا حال موسى صلوات الله وسلامه عليه حين لطم وجه ملك الموت ففقأ عينه لا محبة للدنيا ولكن لينفذ أوامر ربه ومراضيه في الناس فكأنه قال : أنت عبده وأنا عبده وأنت في طاعته وأنا في طاعته وتنفيذ أوامره. اهـ
وقال الحافظ ابن حجر نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ،وإنما بعثه إليه اختيارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت ، ....وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء ، ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه.
و قال الثعلبي في التفسير : سمعت أبا سعيد بن حمدون قال : سمعت أبا حامد المقري قال : سمعت محمد ابن يحيى يقول : قد صحّ هذا من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم معنى قصة ملك الموت وموسى لا يردّها إلاّ ضال . وللإمام الألباني حول هذا الموضوع بحث جيد عند حديث رقم "3279".
4ـ الأمر الرابع: ذكر الكاتب حديث موسى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن موسى كان رجلا حييا ستيرا ، لا يرى من جلده شيء ، استحياء منه ، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده ، إما برص وإما أدرة وإما آفة . وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل ، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها ، وإن الحجر عدا بثوبه ، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر ، فجعل يقول ثوبي حجر ، ثوبي حجر ، حتى انتهى إلى ملاء من بني إسرائيل ، فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون ، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه ، وطفق بالحجر ضربا بعصاه ، فو الله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا ، فذلك قوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ).
ثم قال : أقول إن في هذا الحديث وهو عندهم صحيح معتبر انتقادات واستفسارات :
أقول :اعلم أن الحديث صححه الأئمة من قديم كالبخاري ومسلم وأبو عوانة والترمذي والطحاوي وابن جرير الطبري والإمام أحمد والطيالسي والبغوي وغيرهم من أهل العلم وأنت بعينك العوراء وبعرجتك وقلة بضاعتك تريد تضعيف الحديث بهذا الأسلوب الهزيل.
واعلم أنها لا تضعف الأحاديث بمثل استفساراتك الهزيلة وانتقاداتك الخاطئة فإن التصحيح والتضعيف له قواعد وأصول قعدها وأصلها أهل الحديث فعلى أي أصل أو أي قاعدة بنيت ردك للحديث وإبطاله وتضعيفه. ثم إن الحديث مذكور في تفسير القمي عن أبي عبد الله وهو من كتب الرفضة وهكذا ذكره الطبرسي في مجمع البيان وذكره نعمة الله الجزائري في قصصه(ص 250) وقال /
قال جماعة من أهل الحديث لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وإن رؤيتهم له على ذلك الوضع لم يتعمده موسى عليه السلام ولم يعلم إن أحد ينظر إليه أم لا وأن مشيه عرياناً لتحصيل ثيابه مضافاً إلى تبعيده عما نسبوه إليه ، ليس من المنفرات ) .
وقال الكاتب في إحدى استفساراته هل تشهير كليم الله موسى عليه السلام بإبداء سوأته على مرأى من قومه يبقي موسى على مقامه ويحفظ شخصيته التي كان عليها قبل الواقعة أم لا ولاسيما إذا رآه القوم بتلك الحالة المضحكة وهو يعدو خلف الحجر لا يسمع ولا يدرك شيئا ويناديه :ثوبي حجر ثوبي حجر .
أقول وبالله التوفيق : اعلم أن الحديث فيه الإشارة على أن بني إسرائيل كانوا يغتسلون عراة وكان ذلك جائزاً في شريعتهم وإنما كان موسى يستتر حياء فأي غضاضة عليه في شيء هو دأبهم وفعلهم وغير مستنكر في شريعتهم مع أنهم عندما رأوا رجلا كامل الخلقة أحسنها عرفوا ما هم عليه من الاعتداء والاتهام بغير حق ولا برهان ثم إنه لا علم له بأن أحدا يراه. ثم من سبقك يا مخذول في هذا الفهم السقيم ومن أي كيس جئت به.
وأما قوله بأن الحجر لا يسمع ولا يدرك شيئا من التقول بلا علم فالله عز وجل على كل شيء قدير ثم ليعلم أنه قد ورد إنطاق الله للجمادات لأنبيائه وأوليائه كما في الجذع الذي كان يخطب عليه رسول الله وهكذا الحجر الذي كان يسلم على الرسول وهكذا تكلم البقرة وتكلم الذئب وغير ذلك مما هو مدون في كتب السنة فلا غرابة في ذلك فالله على كل شيء قدير فأخذ الحجر ثوب موسى وهروبه به ووقوفه بعد حصول المقصود كل ذلك كان بأمر الله عز وجل وبقدرته .
وأما الاستفسار الثاني وهو قوله وأما براءته من الأدرة وغيره فليست من ا لأمور التي يباح في سبيلها هتكة وتشهيره ولا هي من المهمات التي تصدر بسببها الآيات والمعجزات ولو فرض ابتلاؤه بهذا المرض فأي بأس عليه ؟ ...
فجوابه ما قاله بعض العلماء: إنما أراهم الله تبارك وتعالى ذلك؛ لأنه يمكن أن يرتقي إلى الشك في ذرية موسى عليه السلام، ونحن نعلم أن الحيوانات المنوية تخرج من الخصية، فإذا كانت الخصية فيها عيب أو ما شابهه فيكون هذا سلم للطعن في ذرية موسى عليه السلام.
وأما قوله: ( فأي بأس عليه ) ! فنقول :البأس تعرفه يوم أن تبتلى بالأدرة أما موسى فقد برأه الله من ذلك وبؤت بالفشل، كما في الآية الكريمة .
5ـ الأمر الخامس: قوله نبينا محمد صلوات الله عليه وآله وبعض روايات الوهابية .
ثم ذكر تحت عنوان النبي يلعن ويؤذي ويسب من لا يستحق . وذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة وفي حديث آخر قال اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا ).
أقول : هذا التبويب يدل على الوقاحة وقلت الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم وقبح الله من يقول هذا الكلام ألا وإن فهمه للحديث بهذا الفهم دليل على الجهل وعدم التوفيق فإذا كنا نقول إنه نقص ومذمة في حق الواحد منا أن يسب ويؤذي من لا يستحق فكيف يتوقع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقع في هذا بدون مبرر سبحانك هذا بهتان عظيم وما موقفه من الكتب التي روت هذا الحديث وهي من كتب الشيعة وما موقفه ممن يقول إن الأنبياء يجوز لهم قول الكفر على سبيل التقية.
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى : هذه الأحاديث مبينة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته والاعتناء بمصالحهم والاحتياط لهم والرغبة في كل ما ينفعهم وهذه الرواية المذكورة آخرا تبين المراد بباقي الروايات المطلقة وانه إنما
يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه وكان مسلما وإلا فقد دعا صلى الله عليه و سلم على الكفار والمنافقين ولم يكن ذلك لهم رحمة فان قيل كيف يدعو على من ليس هو بأهل للدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك فالجواب ما أجاب به العلماء ومختصره وجهان أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الامر ولكنه في الظاهر مستوجب له فيظهر له صلى الله عليه و سلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون
في باطن الامر ليس أهلا لذلك وهو صلى الله عليه و سلم مأمور بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله تربت يمينك وعقرى حلقي وفي هذا الحديث لا كبرت سنك وفي حديث معاوية لا أشبع الله بطنه ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء فخاف صلى الله عليه و سلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا وانما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان ولم يكن صلى الله عليه و سلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا ادع على دوس فقال اللهم اهد دوسا وقال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. والله أعلم .
وقال العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة عند حديث رقم 84: و قد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف الهوجاء ، إلى إنكار مثل هذا الحديث بزعم تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم و تنزيهه عن النطق به ! و لا مجال إلى مثل هذا الإنكار فإن الحديث صحيح ، بل هو عندنا متواتر ، فقد رواه مسلم من حديث عائشة و أم سلمة كما ذكرنا ، و من حديث أبي هريرة و جابر رضي الله عنهما ،و ورد من حديث سلمان و أنس و سمرة و أبي الطفيل و أبي سعيد و غيرهم .انظر " كنز العمال " ( 2 / 124 ) .و تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما مشروعا ، إنما يكون بالإيمان بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم صحيحا ثابتا ، و بذلك يجتمع الإيمان به صلى الله عليه وسلم عبدا ورسولا ، دون إفراط و لا تفريط ، فهو صلى الله عليه وسلم بشر ،بشهادة الكتاب و السنة ، و لكنه سيد البشر و أفضلهم إطلاقا بنص الأحاديث الصحيحة . و كما يدل عليه تاريخ حياته صلى الله عليه وسلم و سيرته ، و ما حباه الله تعالى به من الأخلاق الكريمة ، و الخصال الحميدة ، التي لم تكتمل في بشر اكتمالها فيه صلى الله عليه وسلم ، و صدق الله العظيم ، إذ خاطبه بقوله الكريم : ( و إنك لعلى خلق عظيم ) .
6ـ الأمر السادس: قوله النبي يبول قائما ثم ذكر حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم أتى سُبَاطَةَ قومٍ فبالَ قائماً ) .
أقول :وهذا أيضا من أغلوطاته وتلبيساته وتهويله فهو يخيل للقارئ كأن هذه هي عادة النبي صلى الله عليه وسلم الذي استمر عليها وهذا خلاف ما عليه السابقون واللاحقون من أهل العلم والدين وذلك أنهم قالوا إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مرة واحدة وأن عادته التي استمر عليها البول جالسا ثم ما قوله في ما رواه جعفر الصادق عن رجل عنه ( عليه السلام ) قال سألته عن الرجل يطلي فيتبول وهو قائم قال لا بأس به . الكافي جـ 6 ص ( 500 ) .
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع : وقد ثبت في «الصَّحيحين» من حديث حُذيفة رضي الله عنه أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم أتى سُبَاطَةَ قومٍ فبالَ قائماً . قال بعض العلماء: فعل ذلك لبيان الجواز، وقال آخرون: فعله للحاجة ؛ لأن السُّبَاطة كانت عند قوم مجتمعين ينظرون إليه، فهو إِن قعد في أعلاها مستدبراً لهم ارتد بولُه إِليه، وإِن قعد في أعلاها مستقبلاً لهم انكشفت عورته أمامهم، فما بقي إِلا أن يقوم قائماً مستدبرًا للقوم، فيكون في ذلك محتاجاً إلى البول قائماً.
7ـالأمر السابع: قوله النبي يسحر ، ثم ذكر قول الله تعالى : { (إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا}.
وقد غلط في بداية الآية فقال ( وقال الظالمون ) وهذا يؤكد ما ذكرت لك من أن الرجل جاهل ولا هو حال كتاب ولا سنة ([4]).
والصواب ما أثبتناه .وكان الغرض من ذكره للآية أن أهل السنة وافقوا اليهود في وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مسحور. وقبل أن ندخل في الكلام على معنى الحديث ومعنى الآية .
أقول له كيف تصنع في قوله تعالى في شأن نبيه أيوب { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب}فقد ذكر أهل التفسير أن الشيطان سلط على جسده فنفخ فيه حتى تقرح ثم تقيح بعد ذلك واشتد به الأمر وكذلك تسلط على أهله وماله .فهل نقول أن في الآية طعن في نبي الله أيوب سبحانك هذا بهتان عظيم ؟!.
وهكذا ما قوله في قول الله تعالى وهو يحكي ما حصل لموسى مع السحرة قال الله تعالى:{ قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}أي أنه بسحرهم العظيم خيل إليه أنها تسعى ولهذا خاف وذلك بمقتضى الطبيعة البشرية فهل تقول أن هذه الآية تطعن في نبي الله بأنه خواف عياذا بالله .
إذا لابد أن تعرف معرفة حقيقية بأنك بحاجة ماسة إلى معرفة كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى السلف الصالح رضوان الله عليهم .ثم إنه لم يسبق الكاتب إلى هذا القول غير المعتزلة .
يقول ابن القيم :« السحر الذي أصابه صلى الله عليه وسلم كان مرضاً من الأمراض عارضاً شفاه الله منه ، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما ؛ فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذلك الإغماء ؛ فقد أغمي عليه صلى الله عليه وسلم في مرضه ، ووقع حين انفكت قدمه ، وجُحِشَ شِقُّهُ ، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعة في درجاته ، ونيل كرامته ، وأشد الناس بلاءً الأنبياء ، فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به ، من القتل والضرب والشتم والحبس ، فليس بِبدْعٍ أن يُبتلى النبي صلى الله عليه وسلم من بعض أعدائه بنوع من السحر ، كما ابتلي بالذي رماه فشجه ، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد، وغير ذلك ، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك ؛ بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله »اهـ
وقال القاضي عياض :« و أما ما و رد أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء و لا يفعله ، فليس في هذا ما يُدْخِلُ عليه داخلةً في شيء من تبليغه أو شريعته ، أو يقدح في صدقه ، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ، و إنما هذا فيما يجوز طروُّة عليه في أمر دنياه ، التي لم يُبعث بسببها و لا فُضل من أجلها ، و هو فيها للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له ، ثم ينجلي عنه كما كان ،.... و لم يأت في خبرٍ أنه نُقل عنه في ذلك قولٌ بخلاف ما كان أخبر أنه فعله و لم يفعله ، و إنما كانت خواطر و تخيلات »اهـ
وقال في أضواء البيان : اعلم أن ما وقع من تأثير السحر في رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستلزم نقصاً ولا محالاً شرعياً حتى ترد بذلك الروايات الصحيحة. لأنه من نوع الأعراض البشرية، كالأمراض المؤثرة في الأجسام، ولم يؤثر البتة فيما يتعلق بالتبليغ. واستدلال من منع ذلك زاعماً أنه محال في حقه صلى الله عليه وسلم بآية {إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً} , مردود كما سنوضحه إن شاء الله في آخر هذا البحث. قال ابن حجر في الفتح: قال المازري: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها. قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل. وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم، وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه شيء. قال المازري: هذا كله مردود. لأن الدليل قد قام على صدق النَّبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى، وعلى عصمته في التبليغ. والمعجزات شاهدات بتصديقه. فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل. وأما ما يتعلق ببعض أمور
الدنيا التي لم يبعث لأجلها، ولا كانت الرسالة من أجلها، فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض. فغير بعيد أن يخيل الله في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين ...إلى أن قال وأما قوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ
الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً}, فمعناه أنهم يزعمون أنه صلى الله عليه وسلم مسحور أو مطبوب، قد خبله السحر فاختلط عقله فالتبس عليه أمره. يقولون ذلك لينفروا الناس عنه ... ثم قال وإذا علمت أن أقوال العلماء في قوله: {مَسْحُوراً} , راجعة إلى دعواهم اختلال عقله بالسحر أو الخديعة، أو كونه بشراً, علمت أنه لا دليل في الآية على منع بعض التأثيرات العرضية التي لا تعلق لها بالتبليغ والتشريع كما ترى، والعلم عند الله تعالى.
وفي الختام أوجه نصيحة لإخواني القراء:
ألا يغتروا بكتابة كل كاتب فالكاتب المذكور أظهر أنه أخذته الغيرة على الأنبياء فقام بالافتراءات والتساؤلات والاستفسارات وفعله هذا مع ثبوت هذه الأحاديث كما نقلت لك في كتب الحديث وفي بعض كتب الرافضة يؤكد أنه هو الغرم بالطعن في الأنبياء وإلا فأين غيرته على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أن الصحابة ارتدوا إلا النزر اليسير يعدون على الأصابع معنى هذا في نظره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشل في التربية ، وأنه إنما ربى لنا شلة منافقة أهل إجرام و وو.
وأين هو من قول الشيعة إنه يجوز للأنبياء أن يقولوا كلمة الكفر على سبيل التقية ؟ .
وأين غيرته وهو يقرأ كلام الخميني الذي يقول فيه إن الأنبياء لم ينجحوا في إقامة العدل حتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم ينجح ولم يوفق والطامة الكبرى أنه قرر أن الذي سينجح في ذلك كله المهدي المنتظر انظر كتاب مختارات من أحاديث وخطابات الخميني ج2ص42.
وأين غيرته وهو يسمع ويقرأ أن عائشة أم المؤمنين زانية وهذا يعني أنها خبيثة وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحانك هذا بهتان عظيم وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم :{الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات والخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات } إذا على قولهم الأثيم هي خبيثة وزوجها خبيث قاتلهم الله أنى يؤفكون وأما نحن فنقول زوجها خير الطيبين وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي خير الطيبات فهي الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها .
وأين غيرته وهو يسمع التفضيل للأئمة على الأنبياء .
وأنا أنقل لك بعض ما ورد عنهم من تفضيلهم لأئمتهم على الأنبياء
فعن حبّة العرني قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّ الله عرض ولايتي على أهل السّماوات وأهل الأرض أقرّ بها من أقرّ، وأنكرها من أنكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقرّ بها" [بحار الأنوار: 26/282، بصائر الدّرجات: ص22.]. قد قرّر صاحب الوسائل أنّ تفضيل الأئمّة الاثني عشر على الأنبياء من أصول مذهب الشّيعة التي نسبها للأئمّة [انظر: الفصول المهمّة في أصول الأئمّة "باب أنّ النّبيّ والأئمّة الاثني عشر - عليهم السّلام - أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السّابقين والملائكة وغيرهم": ص151.]، وقال بأن الروايات عندهم في ذلك أكثر من أن تحصى [انظر: الفصول المهمّة في أصول الأئمّة: ص154.]، وفي بحار الأنوار للمجلسي عقد بابًا بعنوان "باب تفضيلهم عليهم السّلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأنّ أولي العزم إنّما صاروا أولي العزم بحبّهم صلوات الله عليهم" [انظر: بحار الأنوار: 26/267.].واستشهد لهذا الأصل بثمانية وثمانين حديثًا من أحاديثهم المنسوبة للاثني عشر [انظر: بحار الأنوار: 26/267.].أنظر كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية عرض ونقد ج2 تحت الفصل الرابع عقيدتهم في الرسل تفضيلهم الأئمة على الرسل والأنبياء . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

كتبه /عبد الملك بن سعيد العميسي 29/4/1433
راجعها وحث على نشرها الشيخ الفاضل عبد العزيز بن يحيى البرعي


------------------------------------------------------------------------------------------------
[1]أنظر كتاب تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية ص8.
[2]لعل هذا من القصص الإسرائيلية التي لم تثبت .
[3]ـ وهذا من باب ذر الرماد على العيون وإلا فعلاقة الروافض مع اليهود وطيدة وانظر كتاب الشبه بين اليهود والرافضة وطعن اليهود والشيعة في الأنبياء والصحابة وما قصة ابن العلقميوابن الطوسي عنا بخافية .
[4]ـ بل من عقائد الشيعة الاثنى عشرية أن القرآن محرف .



منقول من شبكة سحاب السلفية
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )

التعديل الأخير تم بواسطة طالب العلم ; 04-26-2014 الساعة 11:19 PM
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML