منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي الشيخ عبد الله آل بسام : الإسلام دين ودولة

كُتب : [ 09-18-2014 - 05:01 AM ]

قال فضيلة الشيخ عبد الله آل بسام رحمه الله تعالى : ” الإسلام ” دين ودولة ” ، فكما بيّن علاقة العبد بربه ، واتصاله به، وآدابه معه، بيَّن أنواع التصرفات ؛ من البيع ، والتأجير ، والمشاركات ، والعقود الخيرية ؛ من الأوقاف ، والوصايا ، والهدايا .

كما بيَّن أحكام النكاح والعلاقات الزوجية ؛ من الشروط ، والعشرة ، والنفقات ، والفرقة الزوجية ، وآدابها ، وأحكامها ، والعدد ، ومتعلقاتها . ثم ما تحفظ به النفس من عقوبة الجنايات ؛ كالقصاص ، و الديات ، والحدود . ثم تطبيق هذه الأحكام وتنفيذها من أبواب القضاء وأحكامه .

فقد نظم العلاقات بين الناس في أسواقهم ، ومزارعهم ، وأسفارهم ، وبيوتهم ، وشوارعهم . فلم يدع شيئاً يحتاجون إليه في شؤونهم إلا وبيَّنه بأعدل نظام وأحسن ترتيب .

فالناس يحتاج بعضهم إلى بعض في هذه الحياة الدنيا ، لأن الإنسان مدنيٌّ بطبعه ، يحتاج إلى صاحبه ، كما أن صاحبه محتاج إليه .

ولا بد من قانون عادل ، يسن لهم طرق المعاملات ، وإلا حلت الفوضى ، وتفاقم الشر ، و أصبحت وسائل الحياة وسائل للهلاك والدمار .

وبسن هذه القوانين من الحكيم العليم بيان لما في الإسلام من رغبة في العمل ، ومحبة للكسب بأنواع التصرفات المباحة ، حفظاً للنفس ، وإعماراً للكون .

فهو دين الحركة والنشاط والعمل ، يحث عليه ويأمر به ، ويجعله نوعاً من الجهاد في سبيل الله ، وقسماً من العبادات ، يكره الكسل والخمول والاتكال على الغير ؛ { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى } [ النجم : 39 ] ، { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } [ الجمعة : 10 ] .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( التاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع الصديقين والشهداء ) [1] . والنصوص في هذا كثيرة مستفيضة .

والإسلام بهذه الأحكام التي سنَّ بها المعاملات وآدابها ، أعطى كل ذي حق حقه بالقسط و العدل ، ووجَّه كل ذي طبع إلى ما يلائمه من الأعمال ، ليعمر الكون بالقيام بشتى طرق الحياة المباحة .

ثم بعد هذا يأتي من يهرف بما لا يعرف ، وينعق بما لا يسمع ، فينعى على الإسلام ، ويرميه جهلاً بأن نظمه غير كافية للحياة المدنية ، والتقدم الحضاري ، فلابد من استبدالها ، أو تطعيمها بشيء من القوانين البشرية الوضعية .

يريدون بذلك حكم الجاهلية ، الذي تخلَّقت به الوحوش الضارية من أعداء البشرية ، الذين سفكوا الدماء ، وقتلوا الأبرياء ، وأيموا النساء ، وأيتموا الصغار ، وآذوا الضعفاء ، وأكلوا أموال الفقراء بحكم الطاغوت ، وشريعة الغاب .

وهذه النظم الجائرة ، وتلك الأحكام القاطعة الظالمة هي النظم الملائمة عندهم للوقت الحاضر ، والصالحة لمقتضيات الحياة الحديثة و الأوضاع المتجددة .

أما الشريعة السماوية ، والدستور الإلهيّ ، الذي سُنَّ من قِبَلِ حكيم خبي ، عالم بأحوال البشر ، في حاضرهم ومستقبلهم ، ليكون النظام الأفضل ؛ فهو غير صالح عند هؤلاء الذين يبغون حكم الجاهلية { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ المائدة : 50 ] .

بصَّر الله المسلمين بما ينفعهم ، وأعادهم إلى حظيرة دينهم ، وأعزهم به ، وأعزه بهم ، إنه حميد مجيد ، سميع قريب ” .


ــــــــــــــ

[1] : رواه الإمام الترمذي بنحوه (1212) ، وضعفه الألباني في بلوغ المرام (167) ,

تيسير العلام شرح عمدة الأحكام

صفحة 621

شبكة سحاب
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML