حكم رطوبة فرج المرأة

[الواثقة بالله]

حكم رطوبة فرج المرأه

بسم الله*الرحمن الرحيم ..
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فهذا بحث مصغر في حكم رطوبة فرج المرأة تعريف الرطوبة: الرطوبة خلاف*اليابس الجاف , والرطوبة بمعنى: البلل والنداوة. رطوبة فرج المرأة وهي ماء أبيض متردد بين المذي والعرق. الرطوبة التي تخرج من فرج المرأة لها مجريان: (1) مجرى مسلك الذكر موضع الولد وهو يتصل بالرحم. (2) مجرى البول وهو يتصل بالمثانة، فالخارج منه نجس. أما الخارج من مجرى الحرث الولد فالصحيح أنه طاهر إذا لم يخالطه دم. لحديث عائشة (رضي الله عنها) كانت تفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من جماع فإنه ما احتلم نبي قط، وهو يلاقي رطوبة الفرج. وهو من جماع، وهو يلاقي رطوبة فرج المرأة. ولأن المني منها طاهر، وهو يلاقي*المني ويشابهه وحديث أم عطية (رضي الله عنها) قالت: كنا لا نعد الكدرة والصفرة شيئاً (رواه البخاري 1/426) زاد أبو داود: بعد الطهر شيئاً. والكدرة: الماء الذي يميل إلى السّواد. والصفرة: الماء الذي تراه المرأة كالصديد يعلوه اصفرار ومن الأدلة على رطوبة فرج المرأة ما رَوَى بن خُزَيْمَةَ في صَحِيحِهِ من طَرِيقِ عبد الرحمن بْن الْقَاسِمِ عن أبيه عن عَائِشَةَ قالت تَتَّخِذُ الْمَرْأَةُ الْخِرْقَةَ فإذا فَرَغَ زَوْجُهَا نَاوَلَتْهُ فَمَسَحَ عنه الْأَذَى وَمَسَحَتْ عنها ثُمَّ صَلَّيَا في ثَوْبَيْهِمَا مَوْقُوفٌ وَمِنْ طَرِيقِ يحيى بن سَعِيدٍ عن الْقَاسِمِ سُئِلَتْ عَائِشَةُ عن الرَّجُلِ يَأْتِي أَهْلَهُ ثُمَّ يَلْبَسُ الثَّوْبَ فَيَعْرَقُ فيه فقالت كانت الْمَرْأَةُ تُعِدُّ خِرْقَةً فإذا كان مَسَحَ بها الرَّجُلُ الْأَذَى عنه ولم يَرَ أَنَّ ذلك يُنَجِّسُهُ والقول بالطهارة قول جمهور الفقهاء. قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (2/121): وَمِنْ فَوَائِدِهِمَا كما قال بن رَسْلانَ في شَرْحِ السُّنَنِ طَهَارَةُ رُطُوبَةِ فَرْجِ الْمَرْأَةِ لِأَنَّهُ لم يذكر هُنَا أَنَّهُ كان يَغْسِلُ ثَوْبَهُ من الْجِمَاعِ قبل أَنْ يُصَلِّيَ لو غَسَلَهُ لَنُقِلَ وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الذَّكَرَ يَخْرُجُ وَعَلَيْهِ رُطُوبَةٌ من فَرْجِ الْمَرْأَةِ انْتَهَى. الحنفية قالوا: (حاشية ابن عابدين 1/349)، والمالكية والشافعية كذلك "المهذب" (1/48)، وذكره النووي والرافعي: (المجموع: 2/570 ـ 571)، و ، وروضة الطالبين" (1ـ17ـ18) وهو قول الحنابلة في المذهب واختاره *ابن قدامة من الحنابلة فقال في المغني (2/4919 ): فصل : وفي رطوبة فرج المرأة احتمالان : أحدهما*, أنه نجس ; لأنه في الفرج لا يخلق منه الولد , أشبه المذي . والثاني : طهارته ; لأن*عائشة كانت تفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من جماع , فإنه ما*احتلم نبي قط , وهو يلاقي رطوبة الفرج , ولأننا لو حكمنا بنجاسة فرج المرأة*, لحكمنا بنجاسة منيها ; لأنه يخرج من فرجها , فيتنجس برطوبته . وقال القاضي : ما*أصاب منه في حال الجماع فهو نجس ; لأنه لا يسلم من المذي , وهو نجس . ولا يصح*التعليل , فإن الشهوة إذا اشتدت خرج المني دون المذي , كحال الاحتلام)*. و رجحه محمد ابن مفلح في الفروع (1/248). وأيده حفيده ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المقدسي في "المبدع" ( 1/255). فقالوا: " ( وفي رطوبة فرج المرأة ) وهو مسلك الذكر ( روايتان ) إحداهما نجسة لأنها بلل في الفرج لا يخلق منها الآدمي أشبه المذي.* والثانية وهي الصحيحة وجزم بها الأكثر أنها طاهرة" والبهوتي في شرح منتهى الإرادات (1/109) وفي نسخة1/301)، وكشاف القناع له ايضا : (1/195). والشرح الممتع للشيخ محمد العثيمين رحمه الله (1/456) وفي نسخة (1/390 ـ 392). والراجح هو طهارة رطوبة فرج المرأة وعدم النقض. وللباحثة (رُقَيَّةَ بنتِ مُحمَّد الْمحارب) كتاب اسمه : "حكم رطوبة فرج المرأة".* وقد قرأه*الشيخُ المحقق *مًحّمَّدُ بنُ صالحٍ*العثيمين ـ رحمه اللهُ تعالَى ـ والذي أعرفه أنه غَيَّرَ فتواه عقب مراجعته هذا البحث إلَى*القول بعدم نقض الوضوء.

* كتبه أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي

المصدر: منتديات نور اليقين