منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي التنبيه على عدم صحة قصة سكب ابن سيرين للعسل

كُتب : [ 08-06-2015 - 10:05 AM ]

التنبيه على عدم صحة قصة سكب ابن سيرين للعسل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد انتشرت قصة عن الإمام محمد بن سيرين رحمه الله أنه أمر بكسب ستمائة برميل من العسل لكون فأرة وقعت في أحد هذه البراميل، ولم يعرف ذلك البرميل الذي وقعت فيه، فأمر بسكبها كلها، وأنه ذكر أن هذا بسبب ذنب أذنبه منذ أربعين سنة وهو أنه عيّر شخصا بالفقر.

وهذه القصة مكذوبة بهذا السياق، وهذه تعليقات عليها:

أولا: لم ترد هذه القصة بهذا اللفظ في شيء من الكتب فيما أعلم، ووردت روايات نحوها فيها نظر كما سيأتي.

ثانيا: يظهر أن أصل القصة ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء قال: "وقال المدائني: كان سبب حبسه أنه أخذ زيتا بأربعين ألف درهم ، فوجد في زق منه فأرة ، فظن أنها وقعت في المعصرة ، وصب الزيت كله . وكان يقول : إني ابتليت بذنب أذنبته منذ ثلاثين سنة . قال : فكانوا يظنون أنه عير رجلا بفقر ".

فالقصة فيها زيت وليس عسلا، وأن الفأرة وقعت في معصرة الزيت، فتكون نجاستها انتقلت لما عصر فيها.

ومع ذلك فسند القصة ضعيف لانقطاعه فالمدائني لم يدرك محمد بن سيرين.

ثالثا: وردت روايات عديدة تؤكد قضية الدّين الذي ركب الإمام محمد بن سيرين رحمه الله، وأنه ضاق عيشه بسببه حتى صار ضعيف الحال بعد أن كان غنيا موسرا.

قال محمد بن سعد : سألت الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس ؟ قال : اشترى طعاما بأربعين ألفا ، فأخبر عن أصل الطعام بشيء ، فكرهه فتركه أو تصدق به ، فحبس على المال حبسته امرأة ، وكان الذي حبسه مالك بن المنذر .

وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه.

وروى أبو نعيم في الحلية بسند ضعيف عن محمد بن سيرين رحمه الله أنه قال : قلت مرة لرجل : يا مفلس ، فعوقبت . قال أبو سليمان الداراني وبلغه هذا فقال : قلت ذنوب القوم فعرفوا من أين أتوا ، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى

وهذه الروايات تؤكد قضية الدين، ولا تبين حقيقة سببه إلا شيئا واحدا مؤكدا وهو الورع الذي كان عند الإمام محمد بن سيرين، فلعله تورع عن شيء من التجارة فأصيب بخسارة فيها فصارت عليه ديون، ابتلاء من الله واختبارا له.

وقد وردت روايات بنحو ذلك.

رابعا: كان الإمام محمد بن سيرين رحمه الله شديد الورع، تقيا، عابدا، ومع ذلك لم يسلم من ألسنة الناس!

عن ثابت البناني: قال لي محمد : يا أبا محمد ، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة ، فلم يزل بي البلاء حتى قمت على المصطبة . فقيل : هذا ابن سيرين ، أكل أموال الناس ،
قال: وكان عليه دين كثير . رواه ابن سعد وغيره بسند صحيح.

فالمؤمن قد يبتلى بدَين بسبب خسارة في تجارة أو يكون هناك من سرقه أو ضيع ماله، ولا يكون ملوما عند الله، ثم عند العقلاء الأتقياء.

فهذا إمام من أئمة المسلمين مع علمه وورعه وتقواه ركبته ديون، وتحمل أموالا للناس بسبب خسارة تجارته ومع ذلك اتهمه بعض الناس بأكل أموال الناس، بل إنه حبس بسبب ذلك، فلم يكن ما ابتلي به إلا رفعة له عند الله، وتكفيرا للسيئات.

فنسأل الله العفو والعافية.

ورحم الله الإمام محمد بن سيرين ، وجمعنا به في جنات النعيم.

وأكرر التنبيه على عدم صحة قصة العسل، وعدم صحة أنه عير إنسانا بالفقر أو الإفلاس.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
20/ 10/ 1436هـ





سحاب السلفية
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML