فالواجب على المسلمين أن يَتصَدَّوْا بعَزْمٍ وحزمٍ لتلك المحاولات والدِّعايات الَّتي يُرِيدُ مُرَوِّجُوها أن يُقنِعُوا المرأةَ في بلد الإسلام بضرورة الانعتاق من الأَسْرِ الَّذي تَقبَعُ فيه ـ زعموا ـ والكبت الَّذي تعاني منه، وأن تُطَالِبَ بمزيدٍ من الحقوق والحُرِّيَّاتِ، اقتداءً بنساء أمم الكفر، لتصيرَ مثلَ الرَّجُلِ تمامًا في شكلِه وزِيِّه ونَمَطِ عَيْشِه ورُبَّمَا في جنسه!
وعليهم أن يحافظوا على كرامةِ نسائهم، وألاَّ يَلتَفِتُوا إلى تلك الدِّعايات المُضَلِّلة والأصواتِ المُغرِضَةِ، وأن يَعتَبِرُوا بما وَصَلَتْ إليه المرأةُ في المجتمعات الَّتي قَبِلَتْ مثلَ تلك الدِّعاياتِ وانْخَدَعَتْ بها من عواقبَ وخيمةٍ،
فالسَّعيد مَنْ وُعِظَ بغَيرِه، فليس من حقوقِ المرأة في ديننا حقُّ الزِّنا، وحقُّ الحمل من سِفَاحٍ وحقُّ الشُّذوذ والسِّحاق، وليس من حقِّها أن تتركَ البيتَ الَّذي يَحفَظُ كرامتَها وعِفَّتَها لتأْوِي إلى مَنْ يُدَنِّسُ عِرضَها ويَسلَخُ منها عِفَّتَها، وليس من حقِّها أن تَرفُضَ الدِّينَ وأحكامَه أو تدعو إلى إزالةِ القيود والأغلال عن حُرِّيَّتِها الموهومةِ،
بل حقوقُها مقرونةٌ بمسؤولَيَّتِها في الأمومةِ وتربيةِ الأولاد ورعايةِ الأسرة، تُؤخَذُ وتمارس من خلال الحشمة والأدب، والعفاف والسِّتر، محوطةً بسياج الإيمان والعمل الصَّالح،
فالمرأة الَّتي نريدها هي المرأة الَّتي تَعمُرُ البيتَ بوجودها وحرَكَتِها وعَمَلِها، وليستِ المرأةُ الَّتي تَملأُ المعاملَ والمصانعَ والمكاتب والشَّوارع وتُخَلِّفُ وراءَها بيتًا يفترسه الفراغُ والخرابُ.