تنبيه خطير

[الواثقة بالله]

🌱🍃

⚠ *تنــــــبيهٌ خــــــطــــــير* ⚠

" *من طلبة العلم ومن أهل الخير من إذا نظر في هذه المسألة وهي حكم أهل الكبائر يبحثها بحثا علميا نظريا ولا أكثر* من هذا، كأن الأمر لا يعنيه، لا من قريب ولا من بعيد، ما لي ولأهل الكبائر، أين أنا عنهم أهل الكبائر، هم الذين يقتلون ويزنون ويرابون، وأنا بعيد عن ذلك، هذا بحث في أناس آخرين، أنا ما لي علاقة!

🌱 *وأنا أقول: عليك يا رعاك الله - أن تتأمل في نفسك أكثر، فلربما كان من كان ممن عليه سيمة الخير، ولكنه يسبح في بحار من الكبائر دون أن يشعر* ، وهذه مصيبة؛ أن يكون الإنسان مذنبا، أن يكون صاحب كبيرة وهو يعلم ذلك، ويؤنب نفسه، ويلومها ويحثها على التوبة، هذا يرجى له الخير، يرجى أن يتداركه الله عَزَّ وَجَلَّ برحمته فيتوب.

*لكن المصيبة أن يكون غافلا ناسيا لنفسه.* انتبه! إياك أن
تنسى نفسك، إياك أن تكون ممن أنساهم الله أنفسهم، وخيبتاه! وأسفاه لمن كانت هذه حاله ! تريد أن تعرف أن الكبائر هي أشياء كثيرة، لربما يكون الواحد منا واقع فيها وهو لا يشعر، فاسمع إذن:
أليس الرياء من الكبائر ؟ بل هو والله من أشدها وأشنعها، إنه شرك أصغر. فما حالنا مع الرياء؟ المشتكى إلى الله.
أليست الغيبة من الكبائر ؟
وكم نقع وكم يقع كثير ممن عليهم سيما الخير في الغيبة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الحسد، وهو الذي عده كثير من العلماء من الكبائر، بل قال بعضهم: إنه من أمهات الكبائر، فكم تموج في النفوس أمواج من الحسد؟! إذا رأى الإنسان من هو أحسن منه، ومن فضله الله عليه في أمر الدين أو أمر الدنيا.

أليس الجدل بالباطل وشدة الخصومة من الكبائر؟ في البخاري يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَةُ الْخَصِمُ)، وكم يقع من طلاب العلم من يقع في هذا الأمر ؟! تجده شديدًا في الخصومة، لا هم له ولا حرص إلا أن يغلب وليس أن يُغلب، ليس أن يبحث عن الحق، فيخضع له إن بدا له، وهو كان بأن يعترف بخطئه، لا، لا بد أن أنتصر، الحق معي أو مع خصمي المهم أن أنتصر ! هذه كبيرة، على الإنسان أن يتنبه.

أليس شعور الإنسان بالزهو والعُجب بنفسه، حتى لربما أحب أن يتمثل له الناس قياما، وهذه كبيرة..

*كتم ما وجب بيانه من العلم لرغبة أو رهبة بلا ضرورة* ، هذه كبيرة من الكبائر، وكم يقع فيها من يقع من الدعاة وطلاب العلم ؟! وإنا لله وإنا إليه راجعون والمشتكى إلى الله !
الكذب، في كثير من أحواله قد لا يتحاشى عنه، حتى بعض طلاب العلم ولو على سبيل المزاح، والمقام فيه نص وفيه وعيد خاص، وكم يقع من يقع من طلاب العلم في هذا الأمر ويتساهلون في ذلك ؟!

التنابز بالألقاب، يقع مع الأسف الشديد وهو من الكبائر، على ما نص كثير من أهل العلم.

*أن يأمر الإنسان بمعروف لا يأتيه، وأن ينهى عن منكر يأتيه؛* هذا مقام خطر، ليس على أنه يلوم نفسه ويدعو نفسه مع غيره، وإنما مع إصراره في نفسه على هذه الذنوب والمعاصي، ودون أن يحدث نفسه بالتوبة إلى الله وفعل ما أمر الله.

*الظلم، كم يقع الإنسان في الظلم دون أن يشعر ؟!* ربما ظلم امرأته، ربما ظلمت زوجها، ربما ظلم ابنه، والظلم أنواع ليس بالضرورة أن يكون الظلم بإسالة الدم والضرب المبرح وما شاكل ذلك، لا ، ربما كان بالإهمال وترك النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد يكون هذا من الظلم.

*الشاهد - يا إخوتاه: أن هذا الموضوع موضوع حري أن يعرض الإنسان نفسه عليه، وأن يقف أمامه مليا ، فالمقام ورب السماء جد، الأمر عظيم حينما نتكلم في هذه المسائل، ونقول: هناك كبائر وصاحبها تحت المشيئة، وهناك طائفة من العصاة لابد أن يُعذِّبوا وليس عندنا صك بالأمان. وإذا قيل: إنه يُعذب إلى أمد ثم يخرج، الله أعلم كم هذه المدة؟ والله لا نصبر على نار الدنيا ولا ثانية واحدة، فكيف بنار الآخرة في مدة الله أعلم كم تكون ؟!*

🍃 *إذا: المفزع - يا إخوتاه - بتوفيق الله إلى إدمان التوبة، إلى الإكثار من التوبة، إلى تكرار التوبة".*

🎙[الدرس الثاني والثلاثون من شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح سندي حفظه الله بتصرف يسير].

══════ ❁✿❁ ══════

https://t.me/ekhlakelmeslim