عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,275 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 03-14-2017 - 05:50 PM ]

إلى هنا نكون قد أنهينا الدرس الأول
وهو أهم درس في العروض ولا يمكنك إتقان علم العروض إلا بعد إتقان هذا الدرس
والنسبة التي يُحققها هذا الدرس النظري السابق من (0- 50%)
والمراد الآن أن تصل هذه النسبة إلى (100%)
ولا يصلح في علم العروض أن تكون نسبة هذا الدرس عند الطالب (99%) فأقل.
فإذا كانت نسبة النجاح في بعض الجامعات كما يلي:
- مقبول (50- 64%)
- جيد (65- 74%)
- جيد جدا (75- 84%)
- ممتاز (85- 100%)
فإن هذه النسبة لا تصلح في هذا الدرس بل إن نسبة المقبول فيه لابد أن تكون (100%) والجيد (100%) والجيد جدا (100%) والممتاز (100%) يعني أن (99%) في هذا الدرس تساوي (ضعيف)
ولماذا أقول هذا؟ وبهذه الطريقة؟
الجواب: لأن الخطأ في حرف واحد من البيت يؤدي إلى اختلال التفعيلة العروضية، وبالتالي اختلال البيت كله فلا تعرف بعد ذلك من أي بحرٍ هو،أو لعلك تنتقل من بحر إلى آخر دون أن تشعر، ولو كنت أحسنت تقطيع الكلمات لوصلت للنتيجة الصحيحة لا أقول بسهولة بل في أول الأمر بصعوبة ولكنك ستصل إليها حتما لو قطعت الأبيات تقطيعا صحيحا أما لو أخطأت في حرف واحد فلعلك لا تصل للنتيجة الصحيحة أبدا فكن على ذكر من هذا أبدا، يعني إذا أعياك الوصول لمعرفة بحر بيتٍ شعري فأَعِدْ تقطيعه لعلك أخطأت في حرف واحد دون أن تشعر.
ولعل هذا يذكرنا بالمذهب الشافعي فإنك إن لم تقرأ بحرف واحد من الفاتحة بطلت صلاتك.
المهم أني لا أريد التهويل عليك بل أريدك أن تعلم أهمية هذا الدرس، وأطمئنك بأني لن أنتقل منه للدرس التالي إلا بعد أن تكون قد أتقنته بدرجة (100%) إن شاء الله تعالى
ولهذا سأقوم بذكر كثير من التطبيقات عليه.
قَطِّع بيت المتنبي:

تَرَفَّقْ أَيُّهَا الْمَوْلَى عَلَيْهِمْ *** فَإِنَّ الرِّفْقَ بِالْجَانِي عِتَابُ
(تَـــرَفْـــــفَـــــقْ أَيْـــــــيُـــــــهَ لْــمَــــوْلَـــــى عَـــلَــــيْـــهِـــمْ *** فَـــإِنْـــــــنَ رْرِفْــــــقَ بِــــلْجَــانِـــــــــي عِــتَــــابُــــــــو)
= يلاحظ أن الفاء المشددة من (ترفَّق) عددناها حرفين أولهما ساكن والآخر متحرك
ومثله النون المشددة من (فإنَّ)
ومثله الياء المشددة من (أيها)
ومثله الراء المشددة من (الرِّفق)
= ويلاحظ عدم إشباع الهاء من (أيها)
ومثله عدم إشباع الميم من (عليهمْ)
= ويلاحظ عدم الاعتداد بهمزة الوصل من (المولى)
ومثله همزة الوصل واللام الشمسية من (الرفق)
ومثله همزة الوصل من (الجاني)
لعدم النطق بشيء منها
= ويلاحظ أنا وضعنا واوا بعد حرف الرَّوِيِّ وهو الباء من (عتاب) لأنه لا يوقف على متحرك فلابد من الخروج بحرف من جنس حركة الحرف الأخير والحركة هنا ضمة فالخروج بالواو، وسيأتيك الخروج بالياء للكسرة وبالألف للفتحة إن شاء الله تعالى
وقوله:

أتَانِي وَعِيدُ الْأَدْعِيَاءِ وَأَنَّهُمْ *** أَعَدُّوا لِيَ السُّودَانَ فِي كَفْرِ عَاقِبِ

(أتاني وعيدُ لْـــــأَدْعياءِ وأنْـــــــنَــــــهُـــــمْ *** أعَـــــــدْدُو لِـــــــيَ سْـــــسُــــودَانَ فِــــــي كَــــفْـــــرِ عَــــاقِــــبِـــــي)
= يلاحظ عدم الاعتداد بهمزة الوصل من (الأدعياء)
ومثله همزة الوصل واللام الشمسية من (السودان)
ومثله الألف التي بعد واو الجماعة من (أَعَدُّوا)
لعدم النطق بشيء من ذلك
= ويلاحظ عدم إشباع ميم (وأنهمْ)
= ويلاحظ أنا عددنا النون المشددة من (وأنَّهم) حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك
ومثله الدال المشددة في (أَعَدُّوا)
ومثله السين المشددة في (السُّودان)
= ويلاحظ الخروج بالياء بعد حرف الرَّوِيِّ وهو الباء في (عاقِبِ = عاقِبِي)

وَلَوْ صَدَقُوا فِي جَدِّهِمْ لَحَذِرْتُهُمْ *** فَهَلْ فِيَّ وَحْدِي قَوْلُهُمْ غَيْرُ كَاذِبِ
(ولو صَـــــدَقُــــــو فِـــــي جَــــــدْدِهِـــــــمْ لَـــحَــــذِرْتُــــــــهُـــــمْ *** فهلْ فِـــيْـــــيَ وحْدِي قولهمْ غير كاذِبــــــي)
= يلاحظ عدم الاعتداد بالألف التي بعد واو الجماعة في (صَدَقُوا) لعدم النطق بها
= ويلاحظ أنا اعتبرنا الدال المشددة في (جدِّهم) حرفين أولهما ساكن والآخر متحرك
ومثله الياء من (فِــيَّ) في قوله: (فِـــيَّ وَحْدِي)
وأما الياء من (فِـــيْ) الأولى في قوله: (فِي جدهم) فهي حرف واحد ساكن
= ويلاحظ عدم إشباع الميم في (جدهمْ - لحذرتهمْ - قولهمْ)
= ويلاحظ الخروج بياء بعد حرف الرَّوِيِّ (كاذِبِ = كاذِبي)

إِلَيْكِ فإنِّي لَسْتُ مِمَّنْ إذا اتَّقَى *** عِضَاضَ الْأفَاعِي نَامَ فَوقَ الْعَقَارِبِ
(إلَيْكِ فإنْنِــــــيْ لَستُ مِــمْـــمَــنْ إِذَ تْـــــتَــــقَــــى *** عضاضَ لْــأَفَاعِي نَامَ فَوْقَ لْعَقَارِبِــــي)
= يلاحظ أنا عددنا النون المشددة من (فإنِّي) حرفين أولهما ساكن والآخر متحرك
ومثله الميم الثانية المشددة في (مِــمَّـــنْ)
ومثله التاء المشددة في (اتَّقَى)
= يلاحظ عدم الاعتداد بألف (إذا) التي بعد الذال
ومثله همزة الوصل من (اتَّقى)
ومثله همزة الوصل من (الْأَفاعي)
ومثله همزة الوصل من (العقارب)
لعدم النطق بشيء منها
= يلاحظ الخروج بالياء بعد باء (العقاربِ = العقارِبِي)
وهذه أبيات سائرة للبحتري:

وَذِي مَلَّـــــــــــــــــةٍ أَوشَكْتُ عَنْهُ تَرحُّـــلِي *** فَلَمْ يُحْـذِهِ الدَّهْـــــــرُ الطَّوِيلُ مِثَـالِي

(وذي مَلْلَتِنْ أوشكْتُ عنه تَرَحُلْلِي *** فلم يُــحْــذِهِ دْدَهْـــــرُ طْطَويلُ مثالي)

وَأَكْثَـــــــــــرُ فِتْيَـــــــــــــانِ الزَّمـــــــــــانِ أرَاذِلٌ *** مَوَازِينُهُـــمْ في السَّـــــرْوِ غَيْـــــرُ ثِقَـالِ
(وأكثر فتيانِ زْزَمانِ أراذِلُنْ *** موازِينُهُمْ فِسْـــسَـــرْوِ غير ثقالي)
= يلاحظ عدم إشباع ميم (موازينهمْ) للوزن ولو كان الوزن يحتاج لتحريكها حركناها كما سبق بيانه في الشرح
=يلاحظ أيضا وضعُ ياء بعد حرف الرَّوِيِّ وهو اللام من (ثقالِ) لأنه لا يوقف على متحرك فنخرج بحرف من جنس حركة حرف الرَّوِيِّ والحركة هنا كسرة فالخروج بياء.


إِذا كُلِّفُــــــــــوا لِلْمجْـــــدِ حَسْــوَةَ طَائِــــرٍ *** أَطَـــالُـــوا الوَنى مِنْ سَأْمَــــةٍ وكَــــلاَلِ
(إذا كلْلِفُو لِلْمجد حسوة طائِرِنْ *** أطالُـــــلْــــوَنى من سَأْمَتِنْ وكلالي)
= يلاحظ الخروج بالياء في (كلالِ = كلالي)


ومَــــــــــا آفـــــتيِ فِي خَلَّــــــتي وبدُوِّهــــــا *** سِوى خُلَلٍ لَمْ تُعْــطَ فَضْلَ خِـلاَلِ
(وما أَافَتِــــــي في خلْـــلَــــتِي وبُدُوْوِهَا *** سوى خُلَـــلـِــنْ لم تعط فضل خلالي)
= يلاحظ هنا أن الْـمَـدَّة في قوله: (آفَتِي) عددناها حرفين أولهما متحرك والثاني ساكن كما سبق بيان ذلك.
= والخروج بالياء في (خلالِ = خلالي)


تَوَاكَلنِي الإِخْــوانُ حَتَّى تَضَعْضَعَتْ *** قُوايَ وخَــــافَ المُشْفِقُون وِكــــالي
(تواكلنِ لْــإِخوان حتْـــتَـــى تضعضعتْ *** قواي وخافَ لْــمُــشْـفِـقُـونَ وكــالي)
= يلاحظ عدم الاعتداد بياء (تواكلني) ولا همزة الوصل من (الإخوان) لعدم النطق بهما كما سبق بيانه.


ومَا زَالَ خَذْلُ الدَّهْرِ حتَّى تَوَقَّعَتْ *** يَمِيني غَدَاةَ النَّصْرِ خَذْلَ شِمالي
(وما زال خذلُ دْدَهْر حَتْــتَــى تَوَقْـــقَــــعَتْ *** يميني غداة نْنَصْرِ خذل شمالي)
= يلاحظ عدم الاعتداد بهمزة الوصل في (الدهر) ولا باللام الشمسية منه، وكذلك عدم الاعتداد بهمزة الوصل من (النصر) ولا باللام الشمسية منه أيضا لعدم النطق بشيء من ذلك


عَلَى أَنَّ لي سُلْطـــــانَ رُغْبٍ ورَهْبـــــَةٍ *** أَصُــــولُ بـــهِ في العِزِّ كُـــــلَّ مَصَالِ
(على أنْـــنَ لي سلطان رغْبِنْ ورهبَتِنْ *** أَصول بِهِـــي فِلْعِزْزِ كُــلْـــلَ مصالي)
= يلاحظ أن النون المشددة في (أَنَّ) عددناها حرفين أولهما ساكن والآخر متحرك
وكذا الزاي المشددة في (العزّ = العزْزِ)
وكذا اللام المشددة في (كُلّ = كُـلْــلِ)
= وأن التنوين في (رُغْبٍ) عددناه نونا ساكنة (رُغْبِنْ)
وكذا التنوين في (رهبةٍ = رهبتِنْ)
= وإشباع الهاء من (بِهِ = بِهِـــي) حتى تولد عنها ياءٌ لإقامة الوزن كما ستعرف
= وعدم الاعتداد بهمزة الوصل في (العِزّ = لْعِزْزِ) لعدم النطق بها في الوصل
= والخروج بالياء في (مصالِ = مصالي)

ويمكنك الآن أن تقوم بتقطيع هذه الأبيات بنفسك وسننظر فيها غدا إن شاء الله تعالى.
قال تأبط شرا من قصيدته السائرة:


1 - (يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ ... ومَرِّ طَيْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ)

2 - (يَسْرِي علَى الأَيْنِ والحيَّاتِ مُحْتَفِياً ... نفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ علَى ساقِ)
3 - (إنى إِذا خُلَّةٌ ضَنَّتْ بِنَائِلِها ... وأَمْسكَتْ بضعيفِ الوصلِ أَحذَاقِ)
4 - (نَجوْتُ منها نَجائي مِن بَجِيلةَ إِذْ ... أَلْقَيْتُ ليلةَ خَبْتِ الرَّهِط أَرواقى)
5 - (ليلةَ صاحُوا وأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ ... بِالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ)
6 - (كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصًّا قوادمه ... أَو أُمَّ خِشْفٍ بِذى شَثٍّ وطُبَّاقِ)
7 - (لا شيءَ أَسْرَعُ مني ليس ذا عُذَرٍ ... وذا جَناحٍ ِبجنْبِ الرَّيْدِ خَفَّاقِ)
8 - (حتى نَجَوتُ ولمَّا ينْزِعُوا سَلَبي ... بِوَالِهٍ مِن قَبِيض الشَّدِّ غّيْدَاقِ)
9 - (ولا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَتْ ... يا وَيحَ نفسيَ مِن شوقٍ وإِشْفاقِ)
...
10 - (بَلْ من لِعَذَّالةٍ خَذَّالةٍ أَشِبٍ ... حَرَّقَ باللَّوم جِلدي أَيَّ تَحْرَاقِ)
11 - (يقولُ أَهلكْتَ مالاً لَّو قَنِعْتَ به ... مِن ثَوبِ صِدْقٍ ومن بَزٍّ وأعلاق)
12 - (عاذلتي إِنَّ بعضَ اللَّومِ مَعْنَفَةٌ ... وهَلْ متاعٌ وإِنْ أَبقيْتُهُ باقِ)
13 - (إِني زَعِيمٌ لئن لم تتركُوا عَذَلي ... أَنْ يَسْأَلَ الحيُّ عنِّي أَهلَ آفاقِ)
14 - (أَن يَسْأَلَ القومُ عني أَهلَ مَعْرِفَةٍ ... فلا يُخبِّرُهُمْ عن ثابتٍ لاَقِ)
15 - (سَدِّدْ خِلاَلَكَ من مالٍ تُجَمِّعُهُ ... حتَّى تُلاَقِي الذي كل امرئ لاقِ)



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس