فوائد من قوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾
وهذه الآية العظيمة تضمنت عدة فوائد:
الفائدة الأولى: أن الله - جل وعلا - خلق السموات والأرض في ستة أيام وهو - جل وعلا - قادر على خلقها فيما دون ذلك لأنه - جل وعلا - إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول إيش؟ كن فيكون
ولهذا نص العلماء - رحمة الله عليهم - عن الحكمة في أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ذكروا من الحكم في ذلك أنه - سبحانه وتعالى - أراد أن يعلم عباده الأناة والتدرج في الأمور كما ذكر ذلك الإمام الشوكاني - رحمه الله - في فتح القدير وغيره من العلماء وضح؟ ؛ وإلا سبحانه قادر على أن يخلقها في لحظة.
والفائدة الثانية: نستفيد من هذه الآية ودلت هذه الآية وتضمنت على وجوب الإيمان باستواء الله - جل وعلا - على عرشه الذي هو خلق من مخلوقاته استواء الله على عرشه استواءً يليق بجلاله - جل وعلا - الذي هو خلق من مخلوقاته فالله - جل وعلا - مستوٍ على عرشه بائن من خلقه وله العلو - سبحانه - فهو عالٍ ومستوٍ على عرشه والاستواء صفة من صفات الله - جل وعلا – الفعلية، والعلو من صفاته - جل وعلا – الذاتية، فهو عالٍ في قربه قريبٌ في علوه.
الفائدة الثالثة: أن هذه المخلوقات كلها المذكورة في هذه الآية كلها مسخرات بأمره - جل وعلا - كلها مسخرات بأمره يقلب الليل والنهار - سبحانه وتعالى - فهذه مسخرات بأمره ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ ويقول - جل وعلا -:﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ يسبحون بأمره - جل وعلا - وبقدرته - جل في علاه - فهذه المخلوقات كلها مسخرة بأمر الله - جل وعلا -.
الفائدة الرابعة: وهي أن لله الخلق والأمر، وعليه نقول ختم الله - جل وعلا - الآية المذكورة ببيان الحكمة من بيان هذه المخلوقات المسخرة بأمره فقال: ﴿تَبَارَكَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ أي تنزه وتعاظم - سبحانه وتعالى - وكثر خيره وفضله وبره وإحسانه لأنه رب العالمين فأنعم عليهم النعم الكثيرة والمتتالية وهو المالك لها - جل في علاه - والمتصرف التصرف المطلق - سبحانه وتعالى – فيها.
http://ar.miraath.net/fawaid/6140