منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية

نصيحة لطلاب العلم: اختيار الجليس

منتدى الأدآب الشرعية


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي نصيحة لطلاب العلم: اختيار الجليس

كُتب : [ 08-05-2015 - 12:17 PM ]

احببت أن أذكر نفسي و اخواني بشيء له أهمية كبرى الا و هو اهمية اختيار الجليس فإن الانسان بحاجة عظيمة لأن يختار جليسه لأن الصاحب ساحب و المصاحب مقارب و الجليس لابد أن يؤثر في جليسه فمن جالس أهل الخير أثروا فيه خيرا, و من جالس أهل الشر أثروا فيه شرا, من جالس أهل السنة إزداد حبا في السنة و أهلها, و من جالس أهل البدع لابد أن يبتعد عن أهل السنة شيئا فشيئا, و النبي صلى الله عليه و سلم قال:" (مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ منه رِيحًا خَبِيثَةً ", و المقصود هنا يا أخوة يريد نبينا صلى الله عليه و سلم أن يقول لنا أن الجليس لابد أن يؤثر في مجالسه تأثيرا يدرك, فالجليس الصالح كحامل المسك طيب, حامل المسك إما أن تبتاع منه مسك فإذا ابتعت المسك تطيبت به فشمه الناس منك, و إما أن يحذيك يهديك طيبا فتتطيب به فيشمه الناس منك, و إما أن تجد ريحا طيبة من الجلوس في محله فيشمه الناس منك فكلها أثار ليست مستترة فهي أثار تدرك. و نافخ الكير الحداد إما أن يحرق ثيابك و إذا أحرق الثوب فإن الناس يرون هذا الحرق و إما أن تجد منه ريحة خبيثة فيشم الناس هذه الريح. فالمجالس لابد من أن يؤثر في مجالسه تأثيرا يظهر عليه في أقواله و أفعاله و لا يقولن الواحد منا انا كذا و كذا فإن من أقترب من الشر أوشك أن يتلوث به.
و الجليس السوء, إما أن يكون في باب الشهوات و إما أن يكون في باب الشبهات, و في باب الشهوات يعرف الجليس السوء لانه داعية معصية يحث على المعصية فالذي يجلس معه يعرف انه جليس سوء, سواء وافقه أم لم يوافقه. أما جليس السوء في باب الشبهات فهنا الخطر الداهم لأنه يظهر في مظهر المتدين لكن ليس على السنة فيدعو صاحبه إلى ما قد يظهر إنه دين لكنه في حقيقته ليس من الدين, و علامات الجليس السوء في هذا الباب في هذا الزمان أنك تجده حريصا على أن يبعدك عن كبارك, يبعدك عن والديك, يبعدك عن إخوانك الكبار, يبعدك عن من يعرفون بالحكمة ممن حولك فيزهدك في أهلك و يحرص على أن تكون بعيدا عنهم لأنه يدرك أن الكبار و لو لم يتعلموا فهم أهل حكمة, فحكمتهم تحول بينك و بين أن تنجرف في باب الشبهات فلابد أن يزيل هذا العائق فتجده يزهد والديك و الكبار في عينيك.

و الامر الثاني أنه يزهدك في العلماء إما مباشرة بأن يصفهم بالأوصاف غير الطيبة فيأتي للعلماء المعتبرين و يقول هؤلاء علماء سلطان, هؤلاء يدافعون عن الحكام هؤلاء كذا او هؤلاء كذا حتى تبتعد عنهم او بطريقة غير مباشرة إذا كنت لا تقبل فيقول أنت صغير هؤلاء العلماء كلامهم كبير, انت ما تفهم كلامهم اذهب و اجلس مع فلان و فلان حتى تتعلم ثم تجلس مع هؤلاء العلماء الكبار, فإذا ذهب إلى فلان و فلان تتعلم منهم لن تقبل على العلماء, لأنه يدرك أن العالم يبصرك فمهما اشتدت العواطف و العواصف فعند العالم علم و حكمة فلا تنجرفوا في باب الشبهات فلابد من إزالة هذا العائق.
و الامر الثالث أنه يزهدك في ولاة أمرك و يحاول أن يملأ قلبك حقدا عليهم أو غضبا عليهم من أجل أن تبتعد عنه لأنه يعلم أن إرتباط الانسان بولاة امره الارتباط الشرعي المبني على الأسس الشرعية سبب من اسباب حفظه بحول الله و قوته من الانجراف إلى باب الشبهات.

و الأمر الرابع أنه يزهدك في كتب العلماء و يرغب في كتب غيرهم فيقول يعني هذه كتب طيبة لكن ثقيلة, لكن كتاب فلان كتاب طيب و كذا تقرأه في ساعة و كذا و كذا و كذا ممن ليسوا من أهل العلم.
فهذه العلامات يعرف بها الانسان جليس السوء في هذا الزمان في باب الشبهات فإذا وجد هذا فإنه لا يجالسه, ينصحه و لا يجالسه فإن هذا الباب من أعظم الابواب. و الشاهد يا اخوة إنا نقول إن الانسان ينبغي أن يختار من الجلساء من يقربه إلى الجنة و لن يقترب إنسان من الجنة إلا بالسنة التي هي أقوال و أفعال النبي صلى الله عليه و سلم فيختار من هو أحسن منه و من عُرف بالسنة و يجالسه و يحرص على مجالسته حتى يزداد خيرا, حتى طالب العلم ينبغي أن يختار من جلسائه من يكون ذا همة أعلى من همته حتى يرفع من همته و يزيد من همته في طلب العلم ففي هذا خير كثير و مصلحة عظيمة.
الشيخ الدكتور سليمان الرحيلي حفظه الله


منقول
الملفات المرفقه

سحاب السلفية
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML