ما الحكم في من حفظ القرآن الكريم ثم نسيه؟
الحكم في ذلك أن يجتهد في استعادته، ويحرص على ذلك، والله – جل وعلا- يوفقه إذا صدق، ولا شيء عليه، والحديث الذي فيه وعيد ضعيف ولا حرج في ذلك إنما الوعيد فيمن نسي العمل به وتركه وأعرض عنه، وأما من حفظه ونسيه أو نسي بعضه فلا شيء عليه إنما عليه أن يجتهد ويحرص على استعادة حفظه، والله - جل وعلا - كتب على بني آدم النسيان، من طبيعة ابن آدم النسيان يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق : (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني). أما حديث : (من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم ) فهو حديث ضعيف. أما قوله جل وعلا : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طـه(124- 126)]. يعني نسي العمل، والقيام بحق الله، ليس المراد أنه نسي الألفاظ. المراد أنه أعرض عن العمل، وترك العمل - نسأل الله العافية