بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
ففي الصحيحين عن ابنِ عمر عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال خَالِفُوا المُشْرِكِينَ، وفِّرُوا اللِّحى، وأَحفوا الشواربَ.
وروى البيهقي في السنن الكبير (1/151) عن : "عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال :
ذكر مالك بن أنس إحفاء بعض الناس شواربهم فقال : ينبغي أن يضرب من صنع ذلك ، فليس حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الإحفاء ، ولكن يبدي حرف الشفتين والفم .
وقال مالك بن أنس : حلق الشارب بدعة ظهرت في الناس .
وقال ابن القاسم عنه: إحفاءُ الشارب وحلقه عندي مُثلَةٌ .
وقال أشهب سألت مالكا عمن يحفي شاربه فقال أرى أن يوجع ضربا .
وقال النووي في المجموع 1/340 :
وهذه الروايات محمولةٌ عندنا على الحف من طرف الشفة ، لا مِن أصل الشعر
انتهى .
و قال الشيخ الألباني رحمه الله
جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس
أي : بالغوا في القص ومثله " جزوا " والمراد المبالغة في قص ما طال على الشفة لا حلق الشارب كله فإنه خلاف السنة العملية الثابتة عنه صلى الله عليه و سلم ولهذا لما سئل مالك عمن يحفي شاربه ؟ قال : أرى أن يوجع ضربا وقال لمن يحلق شاربه : هذه بدعة ظهرت في الناس رواه البيهقي وانظر فتح الباري ( 10 / 285 - 286 ) ولهذا كان مالك وافر الشارب ولما سئل عن ذلك قال : حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر رضي الله عنه كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ رواه الطبراني في المعجم الكبير بسنتد صحيح وروى هو وأبو زرعة في " تاريخه " والبيهقي : أن خمسة من الصحابة كانوا يقمون ( أي يستأصلون ) شواربهم يقمون مع طرف الشفة " . وسنده حسن.
ويؤيد الوجوب أيضا :
التشبه بالنساء فقد :
لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال .
آداب الزفاف 137