من تفسير سورة آل عمران للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في المجلد الأول :
13 ـ إثبات اسمين من أسماء الله وهما { وَاسِعٌ }والثاني { عَليم }واسع في كل صفاته. كل صفاته سبحانه واسعة، رحمته وسعت كل شيء، وعلمه وسع كل شيء، وسلطانه شمل كل شيء، وقدرته على كل شيء { {وَاسِعٌ} } بكل معناه حتى إن الله قال: {{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}} [البقرة: 115] ، أي مكان تولي وجهك له فالله أمامك، إذا كنت في الصلاة فإن الله تعالى يراك وهو أمامك كما قال عليه الصلاة والسلام: «إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَلَ وجهه؛ فإن الله قِبَلَ وجهه إذا صلى» [(176)]، الذين يستقبلون المشرق كالذين يقعون غرباً عن مكة، والذين يستقبلون المغرب كالذين يقعون شرقاً عن مكة، والذين يستقبلون الجنوب كالذين يقعون عنها شمالاً، والذين يستقبلون الشمال كالذين يقعون عنها جنوباً، كل هؤلاء أينما تولوا فثم وجه الله؛ لأن الله واسع عليم. ولكن لا تظن أن الله في الأرض قبل وجهك وأنت تصلي، فإنه قبل وجهك وهو في السماء؛ لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته. وإذا كان المخلوق وهو مخلوق يمكن أن يكون في السماء وقبل وجهك فما بالك بالخالق، لو استقبلت الشمس حين شروقها لكانت قبل وجهك وهي في السماء، وكذلك عند الغروب تكون قبل وجهك وهي في السماء. فالحاصل أن الله تعالى واسع بجميع صفاته وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .
منقول