الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإننا نأسف من هذا المكان ونشتغل بوضعكم، وندعو الله أن يجعل فرجكم قريباً، ولتعلموا أنّ ما وقع من هذه الفتنة قدر مقدور، ونحن أمة نؤمن بالقدر ،مع الصبر والاحتساب وبذل الجهد في الأخذ بالأسباب الشرعية في دفع الشر.
وإنني لأوصي طلاب العلم مثلكم في هذه الفتنة والمحنة
أولا : اللجوء إلى الله مع إقامة الفرائض والرواتب، وكثرة الدعاء في وقت السحر بأن يرفع الله ما نزل بكم من تلكم الفتنة ، وقد وعدكم الله بالإجابة كما قال عزّ وجلّ : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) ، فادعوا وأنتم موقنون بالإجابة.
ثانيا : إذا كان وضع هذه القوات وهجومها بدون حساب للحرمات والأموال والدماء فالزموا بيوتكم، وأغلقوا الأبواب، ومن تجرأ ودخل عليكم وفتح الأبواب فادفعوه حتى لا يقع فساد في الأعراض والأموال والدماء ادفعوا بالأسهل فإن أبى فادفعوه بما تقدرون عليه. والحقيقة أن المعتدي حكمه في الشرع أنه يقاتل فإن قتل فهو في النار، وأما المعتدى عليه إن أوذي أو قتل وهو من المسلمين فهو شهيد في الجنة ؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك،وأأكد عليكم في الدفع أن يكون بالأسهل،فإن لم يندفع الظالم جاز قتاله وقتله، وقد يجب إذا أراد فساداً في الأموال والأعراض والدماء، فادفعوا بالأيسر فالأيسر وأغلقوا الأبواب وتحفظوا على الحرمات والأعراض ونسأل الله أن يزيل هذه الفتنة في وقت قريب فيحل الأمن محل الخوف والسلام عليكم وبلغ إخوانكم السلام