أساسُ الدِّين وقاعِدته شهادةُ أن لاإله إلَّا الله، بكلِّ ما تحمِل كلمَةُ الشّهادة من مَعنى مُستَوفِية الأركان والشُّرُوط والواجِبات وما يتعلَّق بذلك من الفضائل، ولا تُقبلُ هذه الشَّهادة إلّا بِشَهادة أنّ محمّدًا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فهُما رُكنٌ واحِد شهادة أن لا إله إلّا الله وشهادة أنّ محمّدًا رسول الله وهي أساسُ الدّين وقاعدته ومِفتاحُ الجنّة والفارِق بين المُسلم وغير المسلِم فالمُسلمُ هو الذي ينطِقُها عالِمًا بمعنَاها عامِلًا بمُقتضاها وغير المسلمين لا يعرفون معناها ولا يؤمنون بمُقتضاها .
وكم فيها من الفضائِل العظِيمة ومن فضائِلهَا العظِيمة أنّ قائلها عالِمًا بمعناها وعاقلًا بمُقتضاها وإن اقترف الكبائر، كبائر الذّنوب وإن عُذِّب في النّار إلَّا إنّه لا يكُونُ خالِدًا مُخلَّدًا فيها مثل أهل الكُفر الأكبر والشِّرك الأكبر والنِّفاق الاعتِقادِي والإلحادِ المُخرج من المِلَّة، بل إن عذَّبه الله عذَّبه بِقدر ما جَنى ومآلُه الجنّة لأنّه من أهل لا إله إلّا الله محمَّدٌ رسول الله وإن زنى وإن سرق وإن شربَ الخمر ولكن لا يَجُوز للمُسلم أن يتساهل في اقترافِ المعاصِي فإنّ لها طالِب ولو عُذِّب الإنسانُ في النّار بعض يوم لكان عذابًا أليمًا ووقتًا مدِيدًا، لقول الله تعالى ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ فيحرِصُ المُسلم دائِمًا وأبدًا على البُعد عنِ المَعاصِي والمُحافظة على الطَّاعات فيكونُ من أولِياءِ الله الصَّالحين وحِزبِه المفلحِين، فينجُو من النّار لأنّهُ أتى بأسبابِ النّجاة فِعل الطّاعة وترك المعصِيَة جُملةً وتفصِيلًا، ومَتى قصَّر في طاعةٍ أو وقَع في معصِيّةٍ ما، رجع إلى الله تائِبًا باطِنًا وظاهرًا والله عزّ وجلّ الذي سمَّى نفسَه الرَّحيم يُقابِلُه بالتّوبةِ عليه ومغفِرةِ ذنبِه بل ويُبدِّل سيئاته حسانات كما دلَّت على ذلكَ نُصُوص الكتابِ والسُنّة.
http://ar.miraath.net/fawaid/5718