عن عطاء بن يسارعن بن عباس أنه أتاه رجل فقال : اني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني و خطبها غيري فأحبت أن تنكحه ، فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة ،قال: أمك حية ؟ قال : لا ، قال: تب الى الله عزوجل و تقرب اليه ما استطعت فذهبت فسألت بن عباس: لم سألته عن حياة أمه فقال :اني لا أعلم عملا أقرب الى الله من بر الوالدة
من فوائد الحديث
ما يترتب على بر الوالدة من تكفير السيئات
خطورة الغيرة اذا لم تكن مضبوطة بضوابط الشرع
الواجب على الانسان مهما كان ذنبه الا يياس
من أراد الخلاص فليسال أهل العلم، اذا غير أهل العلم ربما قنطوه
شأن أهل العلم و أهل الفقه مهما كان الذنب لا يقنطون من التوبة
بر الأم يكفرالسيئات و يرفع عند الله الدرجات
بيان المسلك الصحيح للتوبة ، التوبة الصادقة من الذنب و الاكثار من الحسنات
أناة السلف و عدم العجلةو الحرص على معرفةالعلم و الفقه
دقة بن عباس رضي الله عنهما في العبارة : لا أعلم نفى العلم و لم ينفي الدليل
نظير هذا الجواب لابن عباس في مقام التوبة من السحرذكره بن جرير في تفسيره و بن كثير و جود اسناده
عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة من دومة الجندلاتتها بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم عند حداثة موته فلم تجده فبكت بكاء شديدا،فذكرت قصتها لعائشة ،قالت كان لي زوج أحبه حبا شديداثم انه ذهب و لم يعد و لم نعد ندري عنه أين هو و قلبي متعلق أريده و كنت أسال عنه ، فلقيت امرأة عجوزا قلت لها ان قصتي كيت و كيت ، قالت أدلك على أمر أن فعلته جئت بزوجك ، قالت :تأتينا غدا ، فأتيتها في مكان واعدتنا فيه فاذا بكلبين ، فقالت اركبي ،فركبت على واحد فطار بنا الكلبان و ذهبا بنا الى بابل فوقفنا هناك على رجلين معلقين فقالت : قولي لهما : أريد أن أتعلم السحر، فقالا لها : انما نحن فتنة فلا تكفري ، قالت : أريد أن أتعلم السحر،قالا : اذهبي الى هذا التنور فبولي فيه ، قالت : فذهبت اليه فاقشعررت و رجعت اليهما، قالا: بلت؟ قالت : نعم ،قالا : ماذا رأيت ، قالت : لم أر شيئا ،قالا : كذبت لم تفعلي ارجعي الى بلادك ، قالت : أريد أن أتعلم السحر، كررت الأمر ثلاث مرات ، قالت : في الثالثة بلتفرأيت فارسا مقنها خرج مني و طار في السماء فلما قالت لهم ، قالا : هدا ايمانك ( يعني خرج) ،ثم قلت لم يحصل شيء، قالت المرأة التي معي:لا تطلبين شيئا الا حصل، فأخذت لي قمحاو قالت : ارميه في الأرض فقولي : ابذر فبذر، انبت فنبت ،فقولي : احقل فحقل ، اخبث فخبث ، فلما رايت أني صرت في هذا نذمت ، فأرسلتها الى بعض الصحابة فكانت كلما أتت واحدا من لصحابة دفعها للآخر حتى قال هشام بن عروة راوي الحديث:و لو جاءت في زماننا -زمان التابعين-لوجدت أناسا نوكى كل يبادرالى جوابها ، أتت بن عباس فذكرت له قصتها فقال لها: ألك و الدة ( وهو محل الشاهد)و القصة رواها الشيخ بالمعنى
المصدر : شرح الأدب المفرد للشيخ عبد الرزاق البدرالشريط الثاني ( بتصرف)