منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,225 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي ان احببت بلدا مستقرا فعليك بهذا لفضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى

كُتب : [ 02-02-2015 - 05:24 PM ]

فيا عباد الله، إن الله - تبارك وتعالى - شرع لعباده أن يكون لهم أئمة: أئمة في الدين وأئمة في تنفيذ الدين والإلزام به، وإنني لأُبيّن لكم مثلاً واضحًا في الصلاة: الإمام يكون إمامًا لجماعة كثيرين عليهم أن يتابعوه في القيام والركوع والسجود والقعود والتسليم والتكبير، عليهم أن يتابعوه ولا يتقدّموا عليه ولا يتأخروا عنه كثيرًا لتحصل المتابعة التامّة .
وانظروا إلى الرجل يدخل مع الإمام في صلاة الظهر مثلاً في الركعة الثانية فيتشهد في الركعة الأولى له ويترك التشهد في الركعة الثانية كل ذلك متابعة للإمام.
وانظروا إلى الإمام يسهو فيقوم عن التشهد الأول فيلزم المأموم أن يتابعه ويدع التشهد الأول كل ذلك من أجل متابعة الإمام .
وانظروا إلى المأموم يطوّل ويقصّر ما يشاء إذا كان منفردًا ولكنه لا يُطيل ولا يقصّر إذا كان مع الإمام إلا تبعًا لإمامه .
وانظروا إلى المأموم إذا كان منفردًا يُكبِّر لتكبيرة الإحرام متى شاء ولكنه إذا كان مع الإمام لا يمكن أن يُكبِّر حتى يُتمّ الإمام تكبيرة الإحرام، فمَنْ كَبّر قبل الإمام تكبيرة الإحرام أو وافق الإمام فابتدأ معه أو كبَّر قبل أن ينتهي الإمام من التكبيرة فإنه لا صلاة له .
وانظروا إلى المأموم لا يسهو في صلاته ولكن إذا سها الإمام فإن على المأموم أن يتابعه في سجود السهو إلى غير ذلك .
والحقيقة أن اجتماع الناس على الإمام في الصلوات هو كالصورة المصغّرة على اتّباع الإمام في جميع الأمور إذا لم يكن في معصية الله؛ ولهذا لو قام الإمام إلى خامسة في الظهر مثلاً فإن المأموم لا يتابعه؛ لأنه لا يحل للإمام أن يزيد في الصلاة؛ ولهذا لو قام الإمام إلى خامسة فإنه يجب على المأمومين أن ينبِّهوه ويجب عليه أن يرجع إذا كانت هذه الخامسة زائدة، يجب عليه أن يرجع حتى لو قرأ الفاتحة بل حتى ولو ركع، يجب عليه أن يقطع ركوعه ويجلس؛ لأنه لا تحل الزيادة .
وقد فهم بعض الأئمة فهمًا خاطئًا في هذه المسألة فظنَّ أن الإمام إذا قام إلى زائدة في الصلاة ثم شرع في القراءة فإنه لا يرجع، وهذا يُؤسف له كثيرًا أن يكون الإمام يجهل مثل هذه الحال التي قد يفهمها كثير من العامة .
الحكمُ فيما ظنه هو في التشهد الأول فقط إذا قام الإمام عن التشهد الأول ناسيًا ثم استتم قائمًا فإنه لا يرجع، أما الزيادة فإنه يرجع عنها متى تبيَّنت له ولا يحلّ له أن يمضي في صلاته فإن مضى في صلاته عامدًا فإن صلاته تبطل .
وقد علمتم - أيها الإخوة - أن ائتمام الناس بالإمام في الصلاة صورة مصغّرة من ائتمام الناس في أئمتهم العلماء والأمراء إلا في معصية الله .
أيها الإخوة، انتبهوا لهذا الأمر العظيم، الشرع يريد منَّا أن نكون أمة واحدة وأن نأتمر بأوامر ولاة أمورنا ما لم يأمروا بمعصية وألا تأخذنا عاطفة أو رحمة في هذه الأمور؛ لأن الرحمة حقيقة إنما هي في اتباع ما أمر به ولي الأمر إذا لم يكن معصية .
هذا ما دلَّ عليه الشرع وهذا ما كان عليه سلف الأمة ولن يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، ولا يُشترط أن نعرف ما هو السر وما هي الحكمة في هذا الأمر الذي أصدره ولاة الأمور؛ لأنهم يعرفون ما لا نعلم: يأتيهم الخبر مِن كل مكان ويسبرون الأمور ويتابعونها، أما نحن فإنه ليس لنا إلا أن نعرف ما حولنا إن عرفناه وقد نكون غافلين عنه كثيرًا .
أسأل الله - تبارك وتعالى - أن يجعلني وإياكم مِمَّن اتبع الهدى أينما كان .
اللهم اجعلنا مِمَّن اتّبع الهدى أينما كان، اللهم لا تجعل أهواءنا غالبة على هدانا يا رب العالمين، واغفر لنا ذنوبنا؛ إنك أنت الغفور الرحيم .
والحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
-------------
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، رقم [6360]، من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، وانفرد به الإمام أحمد من الكتب التسعة .
(2) أخرجه أبو داوود في سننه، في كتاب [الجهاد] رقم [2241]، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهذا الحديث انفرد به أبو داوود من الكتب التسعة .
(3) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند العشرة المبشرين بالجنة، رقم [588]، وأخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [المغازي] رقم [3995]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الإمارة] رقم [3425]، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
(4) أخرجه الإمام أحمد في مسنده في مسند المكثرين من الصاحبة، رقم [5996]، والترمذي في كتاب [الجهاد] رقم [1629]، وأبو داوود في كتاب [الجهاد] رقم [2357]، من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، ورواية أبي داوود موافقة لما ذكر الشيخ، ت ط ع .
(5) أخرجه البخاري في كتاب [الفتن] رقم [6532]، ومسلم في كتاب [الإمارة] رقم [3427]، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .
(6) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [أحاديث الأنبياء] باب: حديث الغار، رقم [3216]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الحدود] باب: قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود، رقم [3197]، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
(7) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الإمارة] باب: فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، رقم [3406]، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، ت ط ع .
(8) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الجنة وصفة نعيمها وأهلها] باب: الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، رقم [5109]، من حديث عياض بن جمار المجاشعي التميمي رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .

المصدر
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_206.shtml

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML