منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي شدُّ اللِّجام في أفواه مشهور حسن ومقلِّديه الطاعنين في شيخنا الإمام

كُتب : [ 07-30-2015 - 12:32 PM ]

شدُّ اللِّجام في أفواه مشهور حسن ومقلِّديه الطاعنين في شيخنا الإمام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:
فقد اطلعتُ على مقال في منتديات كل المميعيين بعنوان [جواب الشيخ مشهور بن حسن-في دولة الكويت- عن حال الشيخ ربيع...]، قال فيه كاتبه: ((سُئل فضيلة الشيخ المحقق أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان في زيارته اﻷخيرة إلى دولة الكويت عن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي فكان جواب الشيخ مدهشاً بل مفزعاً لكثير من الحاضرين؛ قال الشيخ وفقه الله عنه: هذا الرجل = الشيخ ربيع غير مؤصِّل علمياً!!)).
وقد أكَّد كلام مشهور هذا - في أثناء التعليقات على المقال - اثنان من مشرفيهم!؛ الأول شاكر بن خضير العالم فقال: ((هذا الرأي من الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله ليس جديداً؛ بل قديمٌ جدًّا))!، والثاني نائب المشرف علي بن محمد أبو هنية فقال: ((إنَّ هذه الكلمة أشهد أنني قد سمعتها من شيخنا أبي عبيدة غير مرة, فلم تزد على ما في نفسي بحق الشيخ ربيع, ولم تؤثر فيما أعتقده بالشيخ ربيع في خطئه في معظم أحكامه على الناس جرحاً أو تعديلاً!))!.
أقول:
الله المستعان على غربة أهل العلم والحق في هذا الزمان!؛ فلم يبق إلا أن يتكلَّم أمثال مشهور حسن في مثل الشيخ العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الباري وردَّ عنه كيد وطعونات الأعادي.
يا مشهور حسن - ومن قلَّده وصفَّق له -:
مَنْ يصدقك من السلفيين - سواء كانوا علماء أو طلبة علم، وسواء كانوا كباراً أو صغاراً - في هذه التهمة الجائرة؟!
لمَ لا يسأل هؤلاء أنفسهم:
لماذا دهش أكثر الحاضرين في ذلك اللقاء وفزعوا؟!
ولماذا اعترض على كلام مشهور هذا جملةٌ من الأعضاء المشاركين في ذلك المقال في منتدياتهم؟!
الجواب واضح بلا مراء:
لأنَّ مشهوراً هذا قد تطاول على عالم راسخ خبير بأحوال الدعاة والدعوات بشهادة الكبار قبل الصغار؛ بدعوى أنه يتكلَّم بغير تأصيل علمي!!!.
فأي القولين يأخذ به السلفيون: شهادة العلماء الكبار أم شهادة مشهور حسن وأمثاله من أهل الصَّغار؟!
ولأجل هذا التعارض الظاهر بين هاتين الشهادتين في نفوس هؤلاء! – وليس ثمة تعارض في نفوس السلفيين لأنَّ مشهوراً وأمثاله لا يعتد بقولهم ولا بشهادتهم! فضلاً أن توضع في مصافِّ شهادة العلماء الكبار!! – تدخل (رأفت صالح!) لحلِّ هذا الإشكال فجاء بما يناقض تأصيله من بعد فقال: ((لا تعارض بين كلام الإمام الألباني وكلام فضيلة شيخنا مشهور حفظه الله: فلمّا زكّى العلماء الشيخ ربيع (كذا: الصحيح ربيعاً!) كانت سهامه موجهة إلى أهل البدع الحقيقيين، والآن تحولت الوجهة إلى إخوانه من أهل السنة!!، فلم يسلم من سهامه أحد لا في الأردن ولا في السعودية ولا في مصر ولا في الجزائر ولا في الكويت ولا في اليمن ولا في....ولا في.... والقائمة تطول!!، ففي عهد المشايخ الكبار كان الشيخ ربيع يختلف تمامًا عن الشيخ ربيع المعاصر، ومن تتبع أحوال فضيلته يعلم كم هو متناقض بين الأمس واليوم!!، فالعبرة بالديمومة!، فقد أثنى الإمام الألباني على أشخاص في حياته؛ وهم الآن مع أهل البدع والأهواء عياذًا بالله!!، نسأل الله الثبات حتى الممات. الشيخ ربيع الجديد ليس هو نفسه الشيخ ربيع القديم الذي كان في عهد المشايخ الكبار، رحم الله الشيخ ربيع (كذا: الصحيح ربيعاً!) القديم!)).
وهذا الجهول قد كتب مقالاً بعنوان [ردًا على متعالم - نكرة ! - مغرور ! هذا ما قصده العلامة مشهور!] قال في أوله: ((قال العلامة مشهور حسن: "الذي يرفع فلانًا إلى درجة أن يقول فيه :ابن تيمية الصغير!!، ثم بعد أربع أو خمس سنوات يقول عنه: إبليس، خبيث، شيطان، أخبث أهل الأرض، هذا ليس مؤصلًا البتة!، المؤصَّل لا يفعل هكذا، لا يلزم من الجرح نقل المجروح إلى منزلة الضَّعف". قلتُ: صدق شيخنا والله؛ فالمؤصَّل لا يفعل هكذا البتة!، الذي يقول: فلان عالم في الأصول حاذقٌ متقنٌ لمادتها ولا يجارى ولا يبارى، ثم بعد أربع أو خمس يقول عنه: هذا الرجل جاهل في علم الأصول!، نعم هذا ليس مؤصِّلاً البتة!، والذي يقول: فالح الحربي من أعرف الناس بالمنهج السلفي ومن أعلم الناس بمخابئ القطبية والحزبية وغيرهم وهو صادق فيما ينقله عنهم وفيما ينتقدهم فيه ولا يتكلَّم فيه إلا أهل البدع والضلال لأنه من حملة لواء السنة والذابين عنها والداعين إليها ولا يخش في الله لومة لائم!!، ثم بعد أربع أو خمس سنوات يقول عنه: منذ سلك السلفية وهو عبءٌ عليها، نعم هذا ليس مؤصَّلاً البتة!، والذي يقول: أبو الحسن المأربي نابغة الجرح والتعديل متخصصٌ فيها!، ثم بعد أربع أو خمس سنوات يقول: ألدُّ أعداء السلفية عبر التاريخ!!، نعم هذا ليس مؤصَّلاً البتة!، يا هذا... ويا هؤلاء: لا يلزم من الجرح للرجل أن ينفى عنه علمه أو صدقه كما يفعل ربيع المدخلي والمقلدة – الببغاوات - أتباعه كما في الأمثلة أعلاه)).
أقول لهذا الجهول:
إذا كان هذا الأمر مستنكراً في نظركم؛ فكيف سلبتم التأصيل العلمي من الشيخ ربيع حفظه الله بمجرد أن خالفكم وبيَّن انحرافكم؟!
ستقول كما قلتَ من قبل:
الشيخ ربيع كانت ردوده موجهة إلى أهل البدع ثم تحولت إلى أهل السنة!
أقول لك ولكم:
وهل كانت ردوده الأولى مؤصلة علمية أم لا؟!
فإنْ قلت أو قلتم:
لا!، ليست مؤصلة ولا علمية لا من قبل ولا من بعد!!
فجوابنا:
إذن ما قيمة شهادة العلماء الكبار له؟!
هل غشنا هؤلاء الأئمة الكبار في هذه الشهادات؟!
أم جهلوا حال الشيخ ربيع وشهدوا له شهادة بلا علم ولا صدق؟!
وإن قلت أو قلتم:
نعم؛ كانت ردوده الأولى علمية مؤصلة، وردوده الأخيرة خالية من العلم المؤصَّل!.
كان جوابنا:
على نفسها جنت براقش!
كيف تنفون عن الشيخ ربيع حفظه الله التأصيل العلمي بعد هذه السنوات الطوال؛ وأنتم تستنكرون مثل هذا عليه اليوم؟!
أم هو الكيل بمكيالين؟!
وأذكر إليك أيها الجهول نقلين من مشايخكم الذين تتعصبون لهم وتجادلون عنهم بالباطل؛ وأنتظر منك الجواب إن كان لك بعد ذلك لسان ينطق!:
قال شيخكم الحلبي:
السائل: أحسن الله إليكم، هل ما زال الشيخ ربيع حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر؟
فكان جواب شيخكم: ((هذا هو الظنُ به، وهذا هو الأملُ به، جزَاهُ الله خيرًا ورفعَ الله قدرَه وأعلاَ الله مقامَهُ، لكن الشيخ ربيع على كونه في هذه المنزلة السامية الرفيعة، هو كغيره من أهل العلم قد يُصيب وقد يُخطئ، لكن نَحْنُ على مثل يقين أن صَوَابَهُ أضعاف وأضعاف خَطَئِهِ، وأن خطأَهُ إن صدَر، فإنما يصدر باجتهاد وبعلم وبديانة، وبتقوى وبحرص على هذه الدعوة والعقيدة، وكثيرٌ مما قالَه الشيخ ربيع وحَذَّر منه - ممَا قد يُخالفُه فيه غيْرُه - نَرَى أنَّ الزمن يأتي ويجري فيما يوافق قول الشيخ ربيع، وبما يخالف غيره، فهذا في الحقيقة يجعلنا أكثر منه قرباً، وأكثر له تقديراً، وأكثر له إشادة... ولسنا كذلك بالصورة العكسية: أنَّنَا نَطْعَن في الشيخ ربيع أو نُقَلِّل من قدْر الشيخ ربيع أو نُزَهِّد في عِلْمِ الشيخ ربيع، الشيخ ربيع من أجلاء وأفاضل أهل العلم وأهل السنة، ودعاة المنهج السلفي في هذا العصر)).
[من خلال اللقاء الذي جرى مع علي الحلبي على السكايب بتاريخ الأحد 25 ربيع الثاني1428ه، الموافق 13-5-2007 بالإفرنجي]
وسُئل علي الحلبي قديماً السؤال الآتي: ما هو رأي الشيخ في الشيخ ربيع المدخلي والشيخ مقبل الوادعي؟
فكان جوابه: ((مثلي لا يُسأل عنهما، هما يُسألان عني))!.
فقال له السائل: ما رأيكم فيمن يقول عن الشيخ ربيع أنه عنده غلو في مسألة الردود؟!
فقال الحلبي: ((هذا غير مقبول منه هذا القول!!!، وإن كُنت أريد أن أقول: يُقبل منه هذا القول بالنسبة لغيره ممن يُخالف الشيخ ربيعاً، لأنَّ الذين يُخالفون الشيخ ربيعاً في العادة لا ينتقدون عليه أنه عنده غلو في الردود، هذا انتقاد مقبول - قد يكون له وجهة نظر، وإنْ كانت باطلة ومردودة وغير مقبولة لمن له تلطفٌ في العبارة وانتقادٌ لا يرجع بالطعن على الشيخ ربيع حفظه الله تعالى - ومع ذلك؛ فإنَّ الأمر كما قلتُ: هذه تهمةٌ باطلة ومردودة!، بل إنني أقول كما قال شيخنا رحمه الله: والله لقد وفَّق الله لهذه الأمَّة في هذا الزمن بالشيخ ربيع حتى يُبيِّن حقيقة ما عليه كثير من المنحرفين عن الحق، المخالفين لسنَّة سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم؛ ولولا ما وفَّقَ الله إليه الشيخ ربيعاً في مثل هذه الردود لكان كثيرٌ من الذين ردَّ عليهم لا يزالون عند كثير من الناس قادة وسادة ومفكرين وحركيين ومفسريين وكبراء و..و..و.. إلى آخر هذه الأمور.
الشيخ ربيع كما قال شيخنا فيه: "هو إمام في الجرح والتعديل في هذا العصر"، وقال شيخنا رحمه الله فيه: "لم أجد عليه غلطاً منهجياً فيما كتب"، هذا ليس يعني بمعصوم، هو ليس بمعصوم، لا هو يقول عن نفسه بأنه معصوم، ولسنا نحن نقول عنه أنه معصوم، لكنَّ عندما لا يكون من الإنسان غلط منهجي فإنَّ هذا يدل على وضوحه، وعلى ظهوره، وعلى بيانه، وعلى صلاحه، وعلى استقامته، أما أن يغلط في مسألة جزئية أو فرعية أو في تركيبة لغوية أو شيء من ذلك فهذا أمرٌ طبيعي لا ينجو أحدٌ منه ممّن مسك قلماً أو ألَّف كتاباً)) [شريط مسجَّل بعنوان (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله) من تسجيلات مجالس الهدى/ الجزائر، الوجه: ب] وهو منقول من مقال بعنوان [وقفة للاعتبار ... القول الجلي للكلام الذي يُدين الحلبي] في شبكة سحاب.
أقول لك أيها الجهول:
إذا كان كلام الشيخ ربيع حفظه الله في الرجال مبنياً على العلم والديانة والتقوى والحرص على العقيدة والدعوة كما ذكر شيخكم؛ فهل يحق له أن يصفه اليوم بالكذب والبهتان والظلم والعدوان في رده على الأعيان، وإثارة الفتنة وتفريق السلفيين وتشويه الدعوة؟!
وإذا كان شيخكم يرفض التزهيد في علم الشيخ ربيع؛ فكيف يوافق على نفي التأصيل العلمي عنه اليوم؟!
وإذا كانت تهمة الغلو تهمة باطلة مردودة كما صرح شيخكم؛ فكيف صار الشيخ ربيع في نظر شيخكم اليوم من رأس الغلاة المجرحين؟!
وإذا كان الشيخ ربيع حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر في ظنِّ شيخكم؛ فكيف أصبح اليوم عنده حامل راية التجريح المنفلت ومعظم أحكامه في الرجال مرفوضة لأنها ردود على أهل السنة كما يزعم؟!
يعني حال شيخكم كما يقول هو نفسه:
من أقصى اليمين............. إلى أقصى الشمال!!!
فهل مَنْ يفعل ذلك يعد مؤصِّلاً علمياً؟!
النقل الثاني:
قال شيخكم مشهور حسن: ((مما نعتقد ونعبد الله عز وجل به: أنَّ سبيل الإصلاح هو سبيل العلماء، وأنَّ آخر هذه الأمة لا تصلح إلا بما صلح به أولها؛ الشيخ ربيع رسَّخ هذا المبدأ ونادى به، وأتى في منطقة محرمة ألا وهي سيد قطب وأحبابه عند الحزبين، ومهما فعل الرجل إن سلمت له هذه المنطقة المحرمة فهو على خير عندهم. الشيخ ربيع يتكلَّم بقواعد أهل العلم وبقواعد البحث، وبحوثه موثَّقة علمية، ولكنها جرعة ثقيلة على بعض من لم يعرف الحق فلاقى ما لاقى وشاع عنه ما شاع؛ أيده الله ونصره وأعانه على مبغضيه ورزقنا وإياه الهدى والخير. ومن عرف مثل معرفة الشيخ ربيع حُقَّ له أن يقول مثل ما يقول وأن يصنف مثل ما صنف، وشيخنا رحمه الله تعالى لما كان يسأل عنه ولا سيّما بعد أن كتب ما كتب في بعض الدعاة كان يقول: حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر)).
أقول لك أيها الجهول مرة أخرى:
الشيخ ربيع يتكلَّم بقواعد أهل العلم وبقواعد البحث، وبحوثه موثَّقة علمية؛ كما قال شيخكم مشهور، واليوم ينفي عنه شيخكم هذا التأصيل العلمي؟!
إذن:
من أقصى اليمين............ إلى أقصى الشمال!
من أعلى القمة ........... إلى أسفل سافلين!
فهل من يفعل هذا يعد مؤصِّلاً علمياً؟!!
أظنُّ أنَّ هذه الجرعة تكفي لإخراس هذا الجهول الآن!، وهو القائل: ((لا يلزم من الجرح للرجل أن ينفى عنه علمه أو صدقه))!.
عوداً على كلام مشهور حسن في تأصيلاته الحادثة:
ينفي مشهور حسن عن الشيخ ربيع حفظه الله التأصيل العلمي في الحكم على الرجال!، ولا شكَّ أنَّ هذا طعن صريح في عالم من علماء الأمة الراسخين ممن شهد له الكبار بأنه مقدَّم في هذا الباب، وهذه جرأة من هذا الجاهل بأحوال الدعاة والدعوات لم نره يفعلها ولو مرة مع أهل البدع الظاهرين!، بل تعوَّدنا منه – عامله ربنا بعدله - التهوين من شأن العلماء الكبار وإضفاء الألقاب الفخمة لأهل البدع المعادين للدعوة السلفية!، وإليكم أمثلة من ذلك:
قال مشهور حسن في الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعد أن جعله ممن أتقن قواعد أهل العلم اتقاناً شديداً: ((الشيخ ابن عثيمين ليس بغزير قراءة، وليس بصاحب مكتبة كبيرة))!.
وما فائدة هذا الكلام الأخير وأنت تعترف يا مشهور حسن بأنَّ الشيخ ابن عثيمين من المتقنين لقواعد أهل العلم؟!
هل المقصود به التزهيد في علم الشيخ؟!
أم مفاخرة النفس بغزارة القراءة وحجم المكتبة؟!
وقال في الشيخ مقبل رحمه الله بعد أن أُخبر بكتابه [إسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي]: ((فواحد متحمِّس يكتب هذا الرد بهذا العنوان غير مقبول ممن صدر!!)) ثم قال معقباً: ((فأنا لا أريد أن أفصِّل في أصول؛ لأنه ليس من مصلحة كثير من المستمعين أن نجرئهم على العلماء...، فأنا أقول لك ولإخواننا: احفظوا ألسنتكم عن العلماء، لا تتكلموا فيهم، وقولوا: كذا خطأ، وكذا خطأ، وكذا شيء خطير؛ النصارى ليسوا إخواننا، والتزلف للنصارى - وإن كنتُ سأصبح مفتي أوروبا ومفتي أمريكيا غلط)).
واليوم يصف الشيخ ربيعاً حفظه الله بأنه غير مؤصِّل في العلم!
وأما أهل البدع:
أثنى على كتاب [الدعوة إلى الله بين الشرع والفكر] بأنه كتاب طيب، وقد راجعه - كما هو مثبَّت على طرة الكتاب! - ولم يذكر ما فيه من مؤاخذات إلى الآن على حسب مطالعتي!، ومن ذلك قول صاحب الكتاب [سعد الحصين] في سيد قطب: ((كانت فترة علاقته بجماعة الإخوان المسلمين ومضة نور لم تتكرر!، ولم تستفد منها الجماعة في تصحيح اتجاهها، وحال بينه وبين ما أراد أمر من الله؛ هو الموت، وأمر من الشيطان هو تعصب بعض قادة الحركة))، وقال: ((وبموت سيد قطب رحمه الله ماتت المحاولة الوحيدة لتصحيح الحركة من داخلها)).
وقد قال مشهور حسن في دفع هذا الأمر [بتاريخ 14/3/2009 بالإفرنجي!]: ((وحقيقة الكتاب طيب، لكن قبل أن قوَّم سيد [كذا: والصحيح سيداً] ذكر بعض العبارات عن سيد يُفهم منها أنه يمدح، لكن بعد ذلك تكلَّم بالكلام الذي نراه حقاً)).
قلتُ:
ليرجع القارئ إلى كلام سعد الحصين؛ هل يُفهم منه أنه يمدح سيد قطب؟ أم أنه صريح؟
وهل يوجد في الكتاب كلام آخر عن سيد قطب يذمه فيه؟ أم لا؟
لنعرف من هو المؤصِّل العلمي حقاً؟!
وقال مشهور حسن في عبدالفتاح أبي غدة: ((ومن الذين يفتون بمشروعية الخلو العلامة الفقيه المحقق البارع عبد الفتَّاح أبو غدة وسمعت فتواه مشافهة، والشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني وسمعت فتواه مشافهة أيضاً، والشيخ الفقيه وهبي غاوجي الألباني وسمعت فتواه مشافهة أيضاً، والشيخ الفقيه محمد الصالح العثيمين)).
قلتُ:
فلينظر القارئ إلى تعظيمه في وصفه لأهل البدع وتقديمهم، ثم لينظر إلى تقليله في وصف علماء أهل السنة وتأخيرهم؟!
ووصف مشهور حسن القرضاوي بأنه عالم مطلع وله مشاركة في الأدب!
ووصف جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده بأنهما من العلماء المجددين المصلحين!!
وذكر محمد سعيد البوطي من جملة الأعلام الذين يجيزون العمليات الانتحارية على أرض فلسطين!!
وأثنى على عبدالحميد كشك فقال: ((الشيخ عبدالحميد كشك واعظ الدنيا عندي، ولا أرى من أتقن الوعظ مثله، فهو أول من نبَّه الناس على الوعظ، أو جعل الناس يتداولون المواعظ والأشرطة، وهو رجل يحبب الناس في الإسلام؛ وخاصة في النبي صلى الله عليه وسلم، من يسمع أشرطته يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبًا كبيرًا، والرجل له هجمات شرسة على كثير من المتسيبين في الشرع، والرجل ينبغي أن يُحذَر أشد الحذر من أشرطته من أحاديثه وقصصه...))، ثم قال: ((فالرجل قوي جداً في الوعظ، متين في اللغة، صاحب عارضة وحجة قوية، وحقيقة يعني يؤثر ويشد المستمع إليه)).
وهناك أمثلة أخرى في ثناء مشهور حسن على أهل البدع من أمثال: المغراوي والمأربي وعدنان عرعور والحويني ومحمد حسان...!!.
قلتُ:
فهل يمدح أمثال هؤلاء ويتقوى بهم ويضفي عليهم الألقاب الفخمة مؤصِّل علمي؟!
وإذا كان مشهور حسن لا يعرف أمثال هؤلاء ممن يعرفهم صغار السلفية!؛ فكيف ينصِّب نفسه حاكماً على علماء الجرح والتعديل في هذا العصر، ثم ينفي عن حامل راية هذا العلم بحق التأصيل العلمي؟!
وإذا كان يعرفهم ويثني عليهم؛ فهو منهم وداع لهم.
وأحلاهما مر!
ومن تأصيلات مشهور حسن العلمية!!:
- أنَّ الدعوات المنحرفة في هذا الزمان هي جماعات أبدان لا جماعات أفهام!، وفي موضع آخر يعكس الأمر تماماً!!.
- الحكم يكون على الفرد بعينه لا على الجماعة التي ينتمي إليها!
- التحذير من الأخطاء دون التبديع والتضليل في أمثال القرضاوي!
- عدم التحدث مع العوام في الرد على فلان وفلان من أهل البدع!
- اعتراضه على فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله في عدِّ الإخوان والتبليغ من الفرق الثنتين والسبعين الضالة!
- ويقول: ((من الظلم لسيد قطب أن نعامله وأن نحاكم ألفاظه وعباراته بعبارات واصطلاحات العلماء، وإنما نحاكمها بعبارات واصطلاحات الأدباء))!
فهل يقول مثل هذه الأصول مؤصِّل علمي؟!
وإذا كان فاقد الشيء لا يعطيه؛ فكيف مَنْ - عن غيره - ينفيه؟!!
وأما دعوى مشهور حسن: أنَّ المؤصِّل لا ينزل المجروح إلى أدنى المراتب بعد أن رفعه إلى أعلى المراتب:
فهذه دعوة مبنية على امتناع وقوع مثل هذا الأمر في بني آدم!
- فإما أن يتصوَّر مشهور حسن أنَّ الرجل قد يصل إلى المراتب العليا في المدح والتعديل ثم يتهاوى في السقوط حتى يصل إلى أدنى الدركات في الذم والتجريح.
- وإما أن لا يتصور مثل هذه الحالة!
فإن كان جوابه الأول؛ فأين وجه الإشكال والاعتراض على مَنْ حكم عليه بما يستحق من مرتبة في المدح والقدح - بعد معرفة حاله وبيانه - على حسب صعوده ونزوله أو ارتفاعه وسقوطه؟!
وهذا هو عين العدل.
وإن كان جوابه الثاني؛ أي لا يمكن تصور وقوع هذه الحالة في البشر!، فيكفي في رده مثال من كتاب الله وحديث من سنة النبي صلى الله عليه وسلم:
أما المثال ففي قوله تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ)).
قلتُ:
تحوَّلَ هذا الرجل من عالم بآيات الله إلى غاو متبع لهواه، ومكذِّب ظالم، مثله كمثل الكلب!
وانتقل من درجة الرفعة التي كاد أن يصل إلى أعلاها إلى درجة الخلود إلى الأرض والركون إلى الدنيا!
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: ((قول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا" أي: علمناه كتاب الله، فصار العالم الكبير والحبر النحرير، "فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ" أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات اللّه، فإنَّ العلم بذلك يصيِّر صاحبه متصفاً بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات، فترك هذا كتاب الله وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس، فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان، أي: تسلَّط عليه حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزَّه إلى المعاصي أزاً، "فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ" بعد أن كان من الراشدين المرشدين.
وهذا لأنَّ الله تعالى خذله ووكَّله إلى نفسه، فلهذا قال تعالى: "وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا"، بأن نوفِّقه للعمل بها، فيرتفع في الدنيا والآخرة، فيتحصَّن من أعدائه.
"وَلَكِنَّهُ" فعل ما يقتضي الخذلان، فَأَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ، أي: إلى الشهوات السفلية، والمقاصد الدنيوية، "وَاتَّبَعَ هَوَاهُ" وترك طاعة مولاه، "فَمَثَلُهُ" في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها، "كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ" أي: لا يزال لاهثاً في كل حال، وهذا لا يزال حريصاً، حرصاً قاطعاً قلبه، لا يسد فاقته شيء من الدنيا.
"ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا" بعد أن ساقها الله إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها، لهوانهم على الله، وإتباعهم لأهوائهم بغير هدى من الله.
"فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات، فإذا تفكروا علموا، وإذا علموا عملوا.
"سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ" أي: ساء وقبح، مثل من كذب بآيات اللّه، وظلم نفسه بأنواع المعاصي، فإنَّ مثلهم مثل السوء.
وهذا الذي آتاه الله آياته:
- يحتمل أنَّ المراد به شخص معين، قد كان منه ما ذكره الله، فقص الله قصته تنبيهاً للعباد. - ويحتمل أنَّ المراد بذلك أنه اسم جنس، وأنه شامل لكل من آتاه الله آياته فانسلخ منها.
وفي هذه الآيات: الترغيب في العمل بالعلم، وأنَّ ذلك رفعة من الله لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أنَّ إتباع الهوى وإخلاد العبد إلى الشهوات يكون سبباً للخذلان)).
قلتُ:
فهذا الرجل كان عالماً كبيراً وحبراً نحريراً فانسلخ منه العلم النافع الحقيقي فصار من الغاوين في الضلال والخسران!
وكان أيضاً من الراشدين المرشدين فصار في أسفل سافلين!؛ لأنه لم يعمل بعلمه واتبع هواه وأخلد إلى الشهوات.
فهل من شرط التأصيل العلمي أن نصف هذا الرجل بعد أن ظهر لنا انحرافه أنه عالم كبير وحبر نحرير؟!
وهل من نفى عنه العلم النافع الحقيقي المضاد للهوى وإتباع الشهوات يخرج بذلك من أهل التأصيل العلمي؟!
آمنا بكتاب ربنا عز وجل، وكفرنا بتأصيلات أهل البدع المحدثة.
وأما الحديث فهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ؛ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا، أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا؛ يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)).
قال الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله في شرح الحديث: ((وذلك لكثرة الفتن، فيصبح الإنسان وهو مؤمن ثم يأتي في المساء وهو كافر؛ والعياذ بالله، أو يمسي وهو مؤمن ثم يصبح وهو كافر، لما يحصل له من الافتتان، وتغير الأحوال، فيكون الإنسان على الإسلام وبعد فترة وجيزة يتحول منه إلى الكفر؛ والعياذ بالله)).
قلتُ:
فهذا رجل انتقل - لشدة الفتنة - من أعلى القمة (الإيمان) إلى أدنى الوادي (الكفر) بين عشية وضحاها؛ لأنه باع دينه لأجل متاع من الدنيا قليل!
فأين وجه الاعتراض في وصفه بالإيمان أولاً ثم بالكفر بعد تغير الحال وحصول الافتتان؟!
ثم:
ألم يكن بعض الناس في مرتبة الصحابة - وهي أعلى مراتب العدول المرضيين – ثم وقع في الردة - وهي أدنى مراتب الضالين المضلين - بعد ارتداد الناس وامتناعهم عن أداء الزكاة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إلى الإسلام وعادت له رتبة الصحبة؟!
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعريف الصحابي [نخبة الفكر]: ((وَهُوَ: مَنْ لَقِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُؤمِناً بِهِ وَمَاتَ عَلَى الإسْلامِ؛ وَلَوْ تَخَلَّلَتْ رِدَّةٌ، في الأصَحِّ)).
فتغير الحكم والوصف - ولو من أعلى المراتب إلى أدنى المراتب؛ وبالعكس- يتبع تغير حال الرجل، وهذا أمر بدهي!، لا يجادل فيه إلا جاهل أو مكابر.
فإذا كنتم تتصورون نزول الرجل من أعلى القمة إلى أسفلها في الانحراف والضلال، فلماذا تستغربون نزول الرجل من العالم المنافح عن السنة القامع للبدعة إلى الداعية إلى البدع المعادي للمنهج السلفي؟!
وبالتالي: ما وجه الاعتراض على وصف هذا الرجل بالوصف الأول في (حال استقامته) وبالوصف الثاني في (حال انحرافه)؟!
أم هي ديمومة الحال مع أهل البدع دون أهل السنة؟!
ولنضرب ثلاثة أمثلة عن ثلاثة أئمة كبار:
قال شيخكم علي الحلبي: ((وَدَعْكَ أخي المنصف - (المنصف) فقط! - من كثيرٍ من الألقاب المتطايرة هنا وهناك وهنالك! التي أُطلِقت على أشخاص (!) يحملون شهادات جامعة! ولهم بين فئام وفئات أسماءٌ لامعة!!، وللأسف: أكثرُ مُطْلقيها - أو المصفّقين لها - من الدهماء أو العوامّ أو أنصاف المثقفين!!.
فإن كانوا مِن سواهم: فإنَّ إطلاقَهم لهذه الألقاب أو بعضِها كان – كما لا يخفى على ذي لُبٍّ - لظروف خاصة، وأوضاع محدَّدة، وحيثيَّات معتبرة!، وإلا فهل يُجيز سلفيٌّ اليومَ وصفَ (د.سفر الحوالي) بأنه: (ابن تيمية العصر) كما وصفه أستاذُنا الشيخ ابن باز قبل أكثر من عشرين سنة لمَّـا كان يرد على الأشاعرة؟!)).
قلتُ:
فالشيخ ابن باز رحمه الله أطلق على سفر الحوالي وصف (ابن تيمية العصر)! عندما ردَّ على الأشاعرة، فلما أظهر منهج الخوارج بالتحريض ضد الحكام والطعن في العلماء أمر بإيقاف دروسه ومجالسه تحذيراً للعامة من الاغترار به؛ فهل حذَّر منه وهو يعتقد فيه أنه ابن تيمية العصر؟!!
وهذا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لما بلغه في أحد مجالسه أنَّ البعض يصف سفر الحوالي بأنه خارجي؛ فنادى الشيخ على سفر وسأله بعض الأسئلة ثم قال: سفر خارجي على الخوارج!، ولم تنقض أيام الشيخ رحمه الله إلا وهو يصف منهج سفر بالفكر الثوري!، أي كما يقول شيخكم الحلبي: من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال.
وهذا الشيخ الألباني رحمه الله كان يحسن الظن بسفر الحوالي وسلمان العودة ويدافع عنهما ويتأول كلامهما ويرد على مَنْ يتكلَّم فيهما ويغلِّظ القول عليهم، ثم لما اطَّلع على تأصيلاتهم وانحرافاتهم وطعوناتهم وصفهم بـ (خارجية عصرية)، وصوَّب مَنْ تكلَّم فيهم من مشايخ المدينة
ورجع إلى قولهم، أي مرة أخرى كما يقول شيخكم الحلبي: من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال.
بل هذان شيخكما (مشهور حسن) و (علي الحلبي) كانا يصفان (سليم الهلالي) بأنه المحقق والداعية السلفي والشيخ الفاضل و.. و.. و..، وكان أخاً لهما ومصاحباً وجليساً في مخرجهما ومدخلهما، فلما اختلفا معه في (أموال جمعية التراث وغيرها!) صار عندهما السارق الخائن المختلس الظالم الكذَّاب الذي يحلف الأيمان المغلَّظة زوراً وبهتاناً، الداعي إلى الإمارة والحزبية و.. و.. و..
بل سلوهما عن علم (سليم الهلالي) وتحقيقاته ودعوته وديانته لتسمعا منها أعاجيب الأوصاف فيه، وانظروا مقال (الصندوق الأسود/ سليم الهلالي) في منتدياتهم.
فماذا نسمي هذا؟
من أقصى اليمين إلى أقص الشمال!
وقل مثل ذلك في:
محمد إبراهيم شقرة!
ومراد شكري!
بل الشاهد على نهجهما هذا قائم اليوم!؛ فانظروا كلامهما في:
الشيخ ربيع!
الشيخ عبيد الجابري!
الشيخ محمد بن هادي!
وانظروا بماذا كان علي الحلبي يصف (علي رضا) لما كان يكتب في منتدياته (المحدِّث القارئ)، ثم بماذا وصفه لما خرج من منتدياته وأقام له منتديات كل المميعين في الرد عليه وعلى منتديات البيضاء؟!
فخلاصة الأمر:
أنَّ تغير الرجل من أقصى اليمين إلى أقص الشمال غير مستبعد، وفي التاريخ وكتب الرجال والجرح والتعديل شواهد عدة على ذلك، والحكم على هذا الرجل بحسب تغير حاله، فقد يوصف بأعلى المراتب (لظروف خاصة وأوضاع محدَّدة وحيثيَّات معتبرة) كما قال شيخكم الحلبي، ثم لا يكون بهذا الوصف عند التغير.
وقد ضرب الحلبي - عليه من الله ما يستحق - مثالاً آخر فقال: ((وكذلك الشأنُ تماماً في وصف أستاذنا الشيخ الألباني لـ (د.ربيع المدخلي) لما كان يردُّ على سيد قطب وإخوانه قبل عشرين سنة أيضاً!؛ كما صرَّح بذلك أستاذُنا بذلك الشيخ عبد المحسن العبّاد؟!)).
قلتُ – فمع فجور هذا الكلام وتحريف النقل عن الشيخ العباد! -:
شيخكم الحلبي يسلب وصف الشيخ الألباني رحمه الله للشيخ ربيع حفظه الله بأنه (حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر بحق) بدعوى أنه وصفه بذلك لردوده على القطبيين فحسب!، ثم لما تحولت ردود الشيخ ربيع إلى أهل السنة بحسب زعم الحلبي، فإنه لا يوصف بعد بأنه (حامل راية الجرح والتعديل)، بل يوصف بـ (كبير غلاة التجريح) أو (حامل راية الجرح والتجريح)!!.
من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال!
وكلام الحلبي هذا يكذِّبه الحلبي نفسه ويناقضه!، وذلك من خلال هذين الأمرين:
الأول: أنَّ الحلبي ومشرفيه وحزبهم العنيد يعترفون أنَّ خلافهم مع الشيخ ربيع حفظه الله قبل أكثر من عقد ونصف!، وتصريحهم هذا أعلنوه في عام 2011 بالإفرنجي!، وقد يكون مخفياً قبل ذلك!، أي بدأ خلافهم مع الشيخ ربيع في عام 1996 بالإفرنجي أو أكثر!.
قال الجنيدي أبو الاختلال في تعليق له على مقال [جواب للشيخ علي الحلبي آن الأوان لإظهاره!]: ((وفرق شاسع بين أثر منهج الشيخ ربيع على الدعوة السلفية وما أحدثه فيها، وبين أثر منهج محمد حسان في الدعوة السلفية، وإنْ كان الأول خير من الثاني؛ إلا أنَّ ضرر الأول على السلفية أكثر من الثاني!!!، ولينظر المنصف ما هو مقدار ضرر محمد حسان على الدعوة السلفية، وما هو مقدار ضرر الشيخ ربيع على الدعوة السلفية!.
الردود على محمد حسان ومن شايعه كثيرة جداً؛ مع أنَّ تأثير منهجه لا يجاوز العوام الذين لا يدخلون منتدياتنا لولوعهم بالفضائيات، بخلاف الشيخ ربيع الذي لم يرد عليه إلا بعض المشايخ.
لذلك نحن نسد هذه الثغرة التي لا نرى من يسدها إلا القلة القليلة!؛ مع أنه فرق السلفية أشد تفريق [كذا: والصحيح تفريقاً]، ومزقها أشد تمزيق [كذا: والصحيح تمزيقاً].
ولعلك أخي الفاضل؛ تفرق بين اغترار السلفيين بمحمد حسان، واغترارهم بالشيخ ربيع، فلا يمثل شيئاً بالنسبة إليه.
لذلك كان ينبغي على السلفيين ومن عندهم نشاط في المنتدى وقدرة على الكتابة: أن يتوجَّهوا بالنقد للشيخ ربيع أكثر وأكثر؛ حتى نقضي على فتنته التي فرَّقت الدعوة لما يزيد عن عقد ونصف)).
علَّق الحلبي [بتاريخ 6/11/2011 بالإفرنجي] على كلامه بقوله: ((أحسنت أبا الأشبال: كلام جميل ومجمل، وأظنه كافياً في شرح وجهة نظرنا جميعاً))!.
وقال مشرفو الحلبي [بتاريخ 30/8/2011] في مقدمة مقالهم [السبب "الأساس" وراء إثارة الشيخ ربيع المدخلي للفتن بين السلفيين ... !]: ((فإنَّ ما تعايشه الدعوة السلفية من تمزق وتناحر بين أبنائها والمنتسبين إليها واقع لا يجحده إلا مكابر؛ فأمثلته عديدة، ومحاوره كثيرة، وأطرافه متشعبة، ومراتبه متفاوتة.
ومن أمثلة هذا الواقع المرير: ما جرى بين الشيخ ربيع المدخلي وأتباعه وأنصاره من جهة، ومخالفيه من المشايخ السلفيين وأتباعهم وأنصارهم من جهة أخرى، وذلك على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمان؛ فكنَّا نسمع بـ (فتنة عرعور)! و(فتنة المغراوي)! و(فتنة ألمأربي)!)).
قلتُ:
فهل خلاف الحلبي وحزبه مع الشيخ ربيع حفظه الله كان في زمان الشيخ الألباني رحمه الله؛ أي لما كان الشيخ ربيع يرد على القطبيين؟!
وإذا كان خلافهم مع الشيخ ربيع في حياة الشيخ الألباني، والشيخ الألباني رحمه الله وصف الشيخ ربيعاً بـ (حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر)، ولم يثبت تغيير هذه الشهادة في حياته، بل ثبت على لسان الحلبي ومشهور إثباتها بعد موته، فهذا يعني أنهم مختلفون الآن مع الشيخ الألباني في هذه الشهادة أصلاً!
فهل هم في صف القطبيين إذن؟!
أم هو التناقض والكذب؟!
الأمر الثاني: أنَّ الحلبي – كما تقدَّم النقل عنه – كان يثني على الشيخ ربيع وردوده على المخالفين وبيانه لأحوالهم في عام 2007 بالإفرنجي!، وكان يصفه بـ (حامل راية الجرح والتعديل) بعد وفاة الشيخ الألباني رحمه الله، علماً أنَّ خلاف الشيخ ربيع بعد موت الشيخ الألباني كان مع عدنان عرعور والمغراوي والمأربي وأمثالهم.
فكيف يزعم الحلبي اليوم أنَّ وصف (حامل راية الجرح والتعديل) كان لظرف معين (وهو رد الشيخ ربيع على القطبيين)؟!
قال تعالى: ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)).
والحمد لله على توفيقه
وأما دعوى مشهور حسن ((لا يلزم من الجرح نقل المجروح إلى منزلة الضَّعف)) فالجواب عنها:
أولاً: هذه هي الغاية المقصودة التي من أجلها نفى مشهور حسن التأصيل العلمي من الشيخ ربيع في أحكامه على الرجال!، فهو يقصد بـ (التأصيل العلمي) أنك قد تجرح الرجل بأشياء لا تصل إلى رد حديثه وتضعيفه في باب الرواية أو قل: تضليله وتبديعه في باب الموقف من المخالف، وإنما تَذكر أخطاءه من غير أن تطعن به، وهي عين قاعدة أهل التمييع المعاصر بإجماعهم: (نصحِّح ولا نجرِّح) أو (نصحِّح ولا نهدم) أو (نخطِّئ ولا نشنِّع ولا نطعن ولا نضِّلل ولا نبدِّع)!
وقد ردَّ العلماء الكبار على هذه القاعدة، وعداها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قاعدة مداهنة!، وبينوا أنَّ من يستحق التبديع يُبدَّع ومن يستحق الجرح يجرح فضلاً عن التحذير من أخطائه.
وقد يعترض معترض: بأنَّ الثقة قد يوصف بالتدليس والوهم والخطأ، وقد يختلط ويُلقَّن وغير ذلك، ثم لا ينقل إلى درجة الضعيف، وهذا صحيح، وأمثلته كثيرة معلومة في كتب التراجم والسير والرجال والتاريخ.
لكن قد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في مقدمة الفتح دفاعاً عن رواة البخاري المتكلَّم فيهم: ((فلا يقبل الطعن في أحد منهم إلا بقادح واضح، لأنَّ أسباب الجرح مختلفة، ومدارها على خمسة أشياء: البدعة، أو المخالفة، أو الغلط، أو جهالة الحال، أو دعوى الانقطاع في السند بأن يدعي في الراوي أنه كان يدلس أو يرسل.
فأما جهالة الحال؛ فمندفعة عن جميع من أخرج لهم في الصحيح، لأنَّ شرط الصحيح: أن يكون راويه معروفاً بالعدالة، فمن زعم أنَّ أحداً منهم مجهول فكأنه نازع المصنِّف في دعواه أنه معروف، ولا شك أنَّ المدعي لمعرفته مقدم على من يدعي عدم معرفته لما مع المثبت من زيادة العلم، ومع ذلك فلا تجد في رجال الصحيح أحداً ممن يسوغ إطلاق اسم الجهالة عليه أصلاً كما سنبينه.
وأما الغلط فتارة يكثر من الراوي، وتارة يقل؛ فحيث يوصف بكونه كثير الغلط ينظر فيما أخرج له إن وجد مروياً عنده أو عند غيره من رواية غير هذا الموصوف بالغلط علم أنَّ المعتمد أصل الحديث لا خصوص هذه الطريق، وإن لم يوجد إلا من طريقه فهذا قادح يوجب التوقف عن الحكم بصحة ما هذا سبيله، وليس في الصحيح بحمد الله من ذلك شيء.
وحيث يوصف بقلة الغلط كما يقال سيء الحفظ أو له أوهام أو له مناكير وغير ذلك من العبارات؛ فالحكم فيه كالحكم في الذي قبله، إلا أنَّ الرواية عن هؤلاء في المتابعات أكثر منها عند المصنف من الرواية عن أولئك.
وأما المخالفة وينشأ عنها الشذوذ والنكارة؛ فإذا روى الضابط والصدوق شيئاً فرواه من هو أحفظ منه أو أكثر عدداً بخلاف ما روى بحيث يتعذر الجمع على قواعد المحدثين فهذا شاذ، وقد تشتد المخالفة أو يضعف الحفظ فيحكم على ما يخالف فيه بكونه منكراً، وهذا ليس في الصحيح منه إلا نزر يسير، قد بُيِّن في الفصل الذي قبله بحمد الله تعالى.
وأما دعوى الانقطاع؛ فمدفوعة عمن أخرج لهم البخاري لما علم من شرطه، ومع ذلك فحكم من ذكر من رجاله بتدليس أو إرسال أن تسبر أحاديثهم الموجودة عنده بالعنعنة فإن وجد التصريح بالسماع فيها اندفع الاعتراض وإلا فلا.
وأما البدعة فالموصوف بها إما أن يكون ممن يكفر بها أو يفسق؛ فالمكفر بها لا بد أن يكون ذلك التكفير متفقاً عليه من قواعد جميع الأئمة؛ كما في غلاة الروافض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي أو غيره أو الإيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة أو غير ذلك، وليس في الصحيح من حديث هؤلاء شيء ألبتة.
والمفسَّق بها كبدع الخوارج والروافض الذين لا يغلون ذلك الغلو وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافاً ظاهراً لكنه مستند إلى تأويل ظاهرة سائغ، فقد اختلف أهل السنة في قبول حديث من هذا سبيله إذا كان معروفاً بالتحرز من الكذب مشهوراً بالسلامة من خوارم المروة موصوفاً بالديانة والعبادة: فقيل يقبل مطلقاً، وقيل يرد مطلقاً، والثالث التفصيل بين أن يكون داعية أو غير داعية؛ فيقبل غير الداعيه ويرد حديث الداعيه، وهذا المذهب هو الأعدل، وصارت إليه طوائف من الأئمة، وادعى بن حبان إجماع أهل النقل عليه، لكن في دعوى ذلك نظر، ثم اختلف القائلون بهذا التفصيل: فبعضهم أطلق ذلك، وبعضهم زاده تفصيلاً فقال: إن اشتملت رواية غير الداعية على ما يشيد بدعته ويزينه ويحسنه ظاهراً فلا تقبل، وإن لم تشتمل فتقبل، وطرد بعضهم هذا التفصيل بعينه في عكسه في حق الداعية، فقال: إن اشتملت روايته على ما يرد بدعته قبل وإلا فلا، وعلى هذا إذا اشتملت رواية المبتدع سواء كان داعية أم لم يكن على ما لا تعلق له ببدعته أصلاً؛ هل ترد مطلقاً أو تقبل مطلقاً؟ مال أبو الفتح القشيري إلى تفصيل آخر فيه، فقال: إن وافقه غيره فلا يلتفت إليه هو إخماد لبدعته وإطفاء لناره، وإن لم يوافقه أحد ولم يوجد ذلك الحديث إلا عنده - مع ما وصفنا من صدقه وتحرزه عن الكذب واشتهاره بالدين وعدم تعلق ذلك الحديث ببدعته - فينبغي أن تقدم مصلحة تحصيل ذلك الحديث ونشر تلك السنة على مصلحة إهانته وإطفاء بدعته والله أعلم.
واعلم أنه قد وقع من جماعة الطعن في جماعة بسبب اختلافهم في العقائد فينبغي التنبه لذلك وعدم الاعتداد به إلا بحق، وكذا عاب جماعة من الورعين جماعة دخلوا في أمر الدنيا فضعَّفوهم لذلك؛ ولا أثر لذلك التضعيف مع الصدق والضبط والله الموفق.
وأبعد ذلك كله من الاعتبار تضعيف من ضعَّف بعض الرواة بأمر يكون الحمل فيه على غيره أو للتجامل بين الأقران، وأشد من ذلك تضعيف من ضعَّف من هو أوثق منه أو أعلى قدراً أو أعرف بالحديث، فكل هذا لا يعتبر به، وقد عقدت فصلاً مستقلاً سردت فيه أسماءهم في آخر هذا الفصل بعون الله)).
أقول - بعد هذا الكلام المتين من هذا الحافظ الخبير -:
فأسباب الجرح هي خمسة كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله، منها ما يكون في عدالة الراوي، ومنها ما يكون في ضبطه، وثقة الراوي كما هو معلوم مجتمعة من الأمرين (العدالة والضبط)، لكن ما ينفي أحد هذين الوصفين من أسباب الجرح قد يكون معتبراً وقد لا يكون، وقد يكون معتبراً في حال دون آخر، فليس كل جرح معتبراً، ومثاله: الجرح المبهم من غير عارف بأسبابه أو الجرح بغير جارح، وإنما الجرح المفسَّر هو المعتبر، وهو الذي دلَّت الحجج الدامغة والبراهين الساطعة على اعتباره في نفسه وثبوته في شخصه، فهذا الجرح واجب القبول كما هو مقرر في علم المصطلح.
فأسباب الجرح المذكورة توجب الطعن بالرواة على حسب التفصيل الذي بيَّنه الحافظ ابن حجر رحمه الله أعلاه، وليس كل غلط أو مخالفة أو تدليس أو بدعة أو اختلاط يوجب نقل الراوي من مرتبة الثقة إلى مرتبة الضعيف، وقد يُرد حديث الثقة بشيء من هذا الجرح في حال دون آخر، كالاختلاط والتلقين والتفرد ومخالفة الثقات وغير ذلك.
فهذه مسائل مدونة في كتب المصطلح وعلوم الحديث، لكن هل مشهور حسن يختلف مع الشيخ ربيع والسلفيين في الكلام حول رواة الأحاديث أم الكلام في المبتدعة أصحاب المناهج الباطلة؟!
إنَّ مشهور حسن اتهم الشيخ ربيعاً حفظه الله بعدم التأصيل العلمي لأنه يُبدِّع أناساً أحدثوا أصولاً وقواعد مخالفة للمنهج السلفي يجادلون عنها ويدعون إليها ولم يكتف بتخطئتهم!، فمشهور حسن يريد من الشيخ ربيع أن يكون مثلهم في التأصيل العلمي (!) يُخطِّئ ما يعدونه من السلفيين لكن لا ينزله إلى درجة التبديع والتضليل والإخراج من السلفية؛ كما أنَّ الثقة قد يجرح بشيء ولا ينزله ذلك إلى درجة الضعيف!
نقول:
وقد يُجرح الثقة بجرح مفسَّر - كما تقدَّم بيانه – ينزل به إلى مرتبة الضعيف الذي يُرد حديثه بالكلية.
فكونه لا يلزم من جرحه أن ينزل إلى مرتبة الضعيف لا يعني يمتنع هذا!، والعبرة بنوع الجرح وما ذكره العلماء من ضوابط في أسباب الجرح كما تقدَّم.
وأما الحلبي وحزبه العنيد فعندهم الجرح المفسَّر المعتبر المقنع للجميع - عدا المجروح والمدافع عنه والمجادل! – التي دلت البراهين الساطعة والحجج الدامغة على اعتباره وثبوته لا يلزم الأخذ به، على قاعدة (لا يلزمني) و (لا يقنعني)!!.
وعند هؤلاء المميعة: اختلاف العلماء في راو أو مبتدع يعد حجة في رد الحجج والبراهين على جرحه أو تبديعه، ويعدون كلامهم في تبديع أصحاب المناهج الباطلة والدعوات المنحرفة وما لهم من تأصيلات فاسدة وقواعد كاسدة بالمصادر الموثوقة (كتبهم المدونة، وأشرطتهم المسجَّلة بأصواتهم، وأخبار الثقات عنهم) من قبيل مسائل الاجتهاد!، لا من قبيل أخبار الثقات التي يجب قبولها.
وهذه كله من أباطيل هؤلاء، وقد ردَّ العلماء والمشايخ وطلبة العلم على شبهاتهم في ذلك وكشفوا استدلالاتهم الباطلة، فلا حاجة إلى الإعادة والإطالة، والله الموفِّق وحده.
بقي لنا ملاحظة وتنبيه:
أما الملاحظة:
فلما كان كلام مشهور حسن (المنقول في مقالاتهم) يشمل كل صورة تغير!، أي أنه ينفي التأصيل العلمي عمن تغير حكمه في آحاد الناس من التعديل إلى التجريح!!، وهذا أمر لا ينكره مبتدئ في طلب العلم فضلاً عمن يوصف بالعلامة المحدِّث الأصولي!!، لكثرة الأمثلة الدالة على خلاف هذا الكلام من كتب الرجال، ولهذا حاول بعض مقلديه أن يحمِّلوا كلامه أكثر من ظاهره!، فزعموا أنه يقصد لا يلزم في تبديع من كان سلفياً عندكم وعالماً في الأصول مثلاً أن تنفوا عنه معرفته بعلم الأصول بعد تبديعه!، وليس ثمة ما يسعفهم في هذا التأويل من سياق كلام مشهور حسن المنقول!، وإنما هو من قبيل الترقيع والتلميع!!.
وأما التنبيه:
فقد رأيتُ أغرب ما في مقال [جواب الشيخ مشهور بن حسن-في دولة الكويت- عن حال الشيخ ربيع...] أنَّ أحدهم عمَّم في نفي التأصيل العلمي عن (كثير من علماء الأمة الفحول في باب الردود) قياساً على مقاله مشهور في الشيخ ربيع فقال:
((أقول وبالله التوفيق: الشيخ ربيع لا شك ولا ريب أنه مؤصل علمياً، ولا يحتاج هذا إلى إثبات، ولكنه سدده الله إذا غضب أو خالف أحداً خرج عن هذا التأصيل العلمي في كثير من ردوده وليس في كلها، من تحميل النصوص والألفاظ ما لم تحتمل علمياً، وربما قعَّد تقعيدات لا يُوافق قطعاً عليها.
ومن قال: إنَّ الشيخ ربيعاً لا يخرج أبداً عن التأصيل العلمي في ردوده؛ فإنه سيضطر لموافقة الشيخ في كل انتقاداته للمشايخ السلفيين!، وربما اضطر إلى تبديعهم كما بدَّعهم الشيخ بناء على التأصيل العلمي.
وأقول أيضاً: إنَّ هذا الذي وقع فيه الشيخ ربيع هو حال كثير من العلماء الفحول الذين حدثت بينهم الخصومات!، حتى خرجوا عن التأصيل العلمي في كثير من ردودهم!!، لما يحدث في النفوس بين الأقران، وأظن أنَّ هذا لا يخفى على من قرأ في الردود)).
قلتُ:
فهذه هي التربية التي يتربى عليها هؤلاء في مدرسة مشهور حسن!، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والعجيب أنَّ أحد المشرفين (شاكر المتعالم!) انتقده في ذلك - انتقاداً خجولاً مصحوباً بالإطراء والقدقدة! - أولاً فقال له: ((يكادُ يكون هذا الطّرح من أكثرِ ما قيل دقَّةً، وأضبطِهِ لغةً، لكن: قد تُنَازَعُ أخي في نسبةِ (الخروجِ الكثيرِ) عن التأصيلِ العلميِّ إلى (العلماء الفحول)!، والإشكالُ في الوصفِ بـ (الكثرة)، أما في أصلِ الوقوعِ فلا نزاع، لكن من (أقلّهم) لا من (أكثرهم)، ولا يظنّنَّ ظانٌّ: أنَّ الذي ننكرُه ها هنا هو وقوعُ بعضِ العباراتِ الشديدةِ من أهل العلم في حقِّ بعض المردودِ عليهم، فهذا كثيرٌ نعم، لكنّه ليسَ خروجاً أصلاً، وأنّما الذي ننكرُ وقوعَه من (العلماء الفحول) هو إقامةُ (ردودٍ) و(خلافاتٍ) و(خصوماتٍ) و(موالاةٍ) و(معاداةٍ) على أساسٍ غيرِ علميٍّ أصلاً، وإن كانَ ثمَّةَ أساسٌ علميٌّ، فليسَ إلّا على طريقةِ أصحابِ (البِدَعِ الإضافيَّةِ) من التبرُّكِ ببعضِ النّصوص، مع كونِهَا لا صلةَ لها بحقيقةِ وواقعِ ما هم عليه، فوقوعُ هذا من الفحول من أندر النّادر، فأينَ كثرتُه؟!)).
ثم لما اعترض عليه ذاك الطاعن في العلماء الفحول جملة، خنس هذا المشرف وخضع لنصيحته من باب ((ترطيب الأجواء وتسكين النفوس))!.
فانظروا يا رعاكم الله:
كيف أصبح السكوت عن الطاعن في أهل العلم في باب ترطيب الأجواء وتسكين النفوس؟!
والله الذي لا إله إلا هو:
إن لم يكن هذا هو التمييع فلا نعرف ما هو؟!
والحمد لله على توفيقه.
كتبه الشيخ رائد آل طاهر
سحاب السلفية
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:25 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML