سؤال :
ما مناسبة ختم سورة عبس بذكر وصف القيامة بقوله تعالى:
﴿فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ{33} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ{34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ{35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ{36} لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ{37} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ{38} ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ{39} وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ{40} تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ{41} أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ{42﴾؟
الجواب :
لما قرر الله تبارك وتعالى في أول السورة أنه لا عبرة بالأغنياء والكبراء في غناهم ومكانتهم إنما العبرة بالدين، فإنما أنت رسول عليك البلاغ، فجعل العبرة بالدين، ناسب أن يرد الأعجاز على الصدور في آخر السورة الكريمة، فذكر القيامة بهذا الوصف، الذي يبين أن لا اعتبار يوم الآخرة إلا بالدين فحتى أعظم القرابات وهي الوالدية والأخوة والبنوة والزوجية، لا اعتبار لها يوم القيامة،
إنما الاعتبار بالدين ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ{34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ{35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ{36} لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ{37}﴾،
فكذا من باب أولى أصحاب الغنى والمكانة في الدنيا لا اعتبار لهم من هذه الجهة إذا لم يسلموا، إنما يقدم الفقراء والضعفاء عليهم بسبب إيمانهم وإسلامهم، بل هؤلاء الضعفاء الذين اشتدت فاقتهم فاسودت وجههم بسبب الجوع وقلة ذات اليد، سيكون على حال آخر يوم القيام فهم أصحاب ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ{38} ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ{39}﴾ . وهؤلاء المعرضون عن الدعوة والدين ، لا يؤمنون بالله ولا برسوله أصحاب الترف والنعيم الذين لا تغتر بما على وجوههم الترف والنعيم فهم يوم القيامة أصحاب ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ{40} تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ{41} أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ{42﴾.
والله اعلم.
للشيخ بازمول من موقعه