كيفية المناصحة للحكام ؟

[الواثقة بالله]

#فتاوى_منهجية

أحسن الله إليكم، نَوَدّ منكم أن تُبيّنوا لنا منهج أهل السنة في مناصحة الحكّام إذا ظهرت المنكرات؟

✍《الجواب: منهج أهل السنة والجماعة ظاهر في أنّ من أصول أهل السنة والجماعة النصح للحاكم ونصيحته.

النصح له:
- بالسمع والطاعة له في غير معصية الله.
- وبعدم الثناء عليه بما ليس فيه.

فمن أصول أهل السنة والجماعة: أنه لا يُثنى على الحاكم بما ليس فيه، ولذلك نرى أنّ من الخطأ ومما يُنفّر الناس عن الحق، من الخطئ الشرعي، ومما يُنفر الناس عن الحق ما يفعله بعض إخواننا من الثناء على الحاكم بما ليس فيه.

وقد نصّ العلماء: على أنّ من النصح للحاكم أن لا يُثنى عليه بما ليس فيه، وإنما يُثنى عليه بما هو فيه، فهذا من النصح له، ولابد من نصيحته لمن استطاع، والنصيحة لكل إنسان عقلا وشرعا بما يُناسب مقامه.

ولا شك أن العقلاء متفقون على أن نصيحة الأب ليست كنصيحة الابن، ولا شك أن العقلاء يُدركون أن نصيحة ولي الأمر ليست كنصيحة عامّة الناس، فإن لولي الأمر مقاماً، ولحفظ هيبته مصلحة لابدّ من مراعاتها.

ولذلك نصح ولي الأمر -نصح الحاكم- عند أهل السنة شرطه المحافظة على مقامه، وذلك بأن يُنصح سرّاً فيما يتعلق به، أو يوصل الأمر إلى من ينصحه سرّاً، فإن استجاب فالحمد لله، وإن لم يستجب فقد برئت الذِّمّة.

وقد ثبت في ذلك حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبت ذلك في فعل الصحابة رضوان الله عليهم.

ويُستثنى من ذلك، حالٌ واحدة:
إذا فُعل المنكر حال وُجود الحاكم وكان للمُنكِرِ عليه مقامٌ، ولم يُخش على الناس الفتنة، فإنه لا بأس من الإنكار عليه فوراً، كما فعل بعض الصحابة رضوان الله عليهم.

أما الإنكار على المنابر وفي قناة (اليوتيوب)، وفي المحاضرات فهذا ليس من منهج أهل السنة والجماعة.

طيب، إذا نصحنا ولي الأمر سرّاً فهل نسكت عن المنكر ينتشر بين الناس؟
الجواب: لا، ننكر المنكَر؛ لكن من غير ربطه بولي الأمر.

فأهل السنة والجماعة يقولون: التعامل مع البنوك الربوية بالربا حرام، ما يجوز أن تتعامل مع البنوك الربوية الربا، هذا منكر حرام، ويذهبون لولي الأمر ويُناصحونه ويقولون: أخل بلدك من هذا المنكر.

فهم يُسرّون فيما يتعلق بولي الأمر، ويُعلنون في إنكار المنكَر وتعليم الناس؛ لكن من غير ربطه بولي الأمر.

وهذا المنهج هو الذي يُحقق المصلحة؛ إلا إذا كان الإنسان يريد أن يكون (عَنتريّاً)، يريد أن يُمدح، والغالب أن من يُنكر أمام الناس بعيداً عن ولي الأمر أنّه لا يُنكر على ولي الأمر أمامه.

وذكرت مراراً وتكراراً كلمة قالها لي أحد كبار العلماء قديماً، قال:

"نحن إذا كنّا مع ولي أمرنا -وفّقه الله- كنّا للنّاس، وإذا كنا مع الناس كنا لولي الأمر".

لأنهم لا يبحثون عن بطولات، يريدون الخير، فيقولون: إذا دخلنا على ولي الأمر -وفقه الله- كنا للناس، ذكرنا له المظالم، وذكرنا له المنكرات، ونصحناه وبيّنا له فيما بيننا وبينه، وإذا خرجنا وكنّا مع الناس، كنّا لولي الأمر، أمرنا بالسمع والطاعة في غير معصية الله، وبالسكون، فيصلح هذا ويصلح هذا.

أو يَسْعَوْن -والأمر بيد الله- يَسعَوْن لإصلاح هذا وإصلاح هذا، وهذا منهج أهل السنة والجماعة.

وأهل السنة والجماعة في منهجهم ينظرون إلى النصوص كلها ويجمعون بينها ويكون فيها الخير والهداية للأمة.》

الشريط رقم [04] من شرح كتاب التوحيد
🖊السؤال الثامن

[16- 11 -1437 هـ]

════ ❁✿❁ ════

🖇رابط جوابِ الشّيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي -وفقه الله- :

📥 [http://cutt.us/kvDPo]

═══ ¤❁✿❁¤ ═══

📌قناة دروس الشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي -حفظه الله-

‌‏https://telegram.me/Sualruhaily