🔹 من منافع العسل
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :*
وقوله : ( فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ )
أي : في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم .*قال بعض من تكلم على الطب النبوي : لو قال فيه : " الشفاء للناس " لكان دواء لكل داء ، ولكن قال { فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ } أي : يصلح لكل أحد من أدواء باردة، فإنه حار، والشيء يداوى بضده " انتهى .
[" تفسير ابن كثير "( 4 / 582 ) ]
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : والعسل فيه منافع عظيمة :
فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها محلل للرطوبات أكلاً وطلاء، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ومن كان مزاجه بارداً رطباً، وهو مغذٍّ ملين للطبيعة، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه ، مُذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منقٍّ للكبد والصدر، مُدِّر للبول، موافق للسعال الكائن عن البلغم،
وإذا شرب حارّاً بدهن الورد : نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون ،
وإن شرب وحده ممزوجاً بماء : نفع من عضه الكلْب الكلِب، وأكل الفُطُر القتَّال،
وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاثة أشهر، وكذلك
إن جعل فيه القثاء والخيار والقرع والباذنجان ويحفظ كثيراً من الفاكهة ستة أشهر ، ويحفظ جثة الموتى، ويسمى الحافظ الأمين، وإذا لطخ به البدن المقمَّل والشَّعر : قتَل قمله وصئبانه وطوَّل الشعر وحسَّنه ونعَّمه،
وإن اكتحل به : جلا ظلمة البصر،
وإن استن به : بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة ، ويفتح أفواه العروق، ويدرُّ الطمث،
ولعقه على الريق : يُذهب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويدفع الفضلات عنها ويسخنها تسخيناً معتدلاً ويفتح سددها، ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة وهو أقل ضرراً لسدد الكبد والطحال من كل حلو .
وهو مع هذا كله مأمون الغائلة، قليل المضار مضر بالعَرَض للصفراويين ودفعها بالخل ونحوه فيعود حينئذ نافعاً له جدّاً .وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات، فما خُلق لنا شيءٌ في معناه أفضل منه ولا مثله ولا قريبا منه ، ولم يكن معوَّل القدماء إلاّ عليه، وأكثر كتب القدماء لا ذِكر فيها للسكر البتة ولا يعرفونه فإنه حديث العهد حدث قريباً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشربه بالماء على الريق، وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل .
زاد المعاد " ( 4 / 33 ، 34 )
•┈┈•◈◉❒✒❒◉◈•┈