منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي أ/أحمد مخالفة
أ/أحمد غير متواجد حالياً
 
أ/أحمد
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 121
تاريخ التسجيل : Apr 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,285 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي طعن الحداد في علماء السنة للشيخ ربيع المدخلي( حفظه الله)

كُتب : [ 03-13-2012 - 05:37 AM ]

طعن الحداد في علماء السنة

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:



فهذا جزء من كتابي "مجازفات الحداد" الذي بيّنت فيه مخالفات الحداد لمنهج السلف وجهله وأكاذيبه وظلمه للسلفيين وعلمائهم وقد تبعه ثلّة من الجهلة الحاقدين ولا يزالون على منهجه ومنهم أصحاب شبكة الأثري الذين يعتبرون اليوم من شرار أهل الأهواء وأشدهم كذباً وفجوراً وطعنا في علماء السنة، فهم –بقيادة فالح وعبداللطيف باشميل- حربة مسمومة بأيدي أهل البدع تطعن السلفيين في ظهورهم، كلما قاموا بنصر السنة والذب عنها منذ أنشئت الحدادية إلى يومنا هذا وهي اليوم في أسوأ أحوالها تشن حرباً شعواء على السلفيين وعلمائهم تحت ستار السلفية شأن كل صاحب فتنة لابد أن يجعل له ستاراً ليغطي شره ومكره.

وبهذه المناسبة أنزلت هذا الجزء من "مجازفات الحداد" لأذكر الناس والحداديين بمنشأ فتنتهم ونهايتها وغاياتها.



كتبه

ربيع بن هادي عمير المدخلي

18/جمادى الآخرة/1426هـ

*-*-*-*-*-*-*--**-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*--*
غمزه لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –
قال الحداد: "وعامة المسلمين من زمن على الإرجاء وعامة أهل الرأي عليه لأنه مذهب أئمتهم وما أدري كيف وقع بعض أهل السنة في هذين الخطأين.
1- قال ابن تيمية في كتابه ((الإيمان)): إن الإرجاء بدعة لفظية يعني أنَها ليست بدعة في المعنى وهذا تـهوين من شأنها, وليس بصواب بل هي بدعة حقيقة لفظاً ومعنى , ألا ترى أبا حاتم وأبا زرعة قد نقلا إجماع العلماء على إن المرجئة مبتدعة ضلال , ولذلك اشتد نكير أهل السنة منذ ظهرت حتَى قال سعيد بن جبير التابعي الإمام صاحب ابن عباس – رضي الله عنهما – لأيوب : (( ألم أرك تمشي مع طلق – وكان طلق مرجئاً ـ لئن رأيتك معه لا أكلمك أبداً )).
ومن ذلك من يقول ( مرجئة أهل السنة فاحذر الافتراء).
أتدري ماذا ارتكب الحداد في هذا الكلام القليل من الطعنات في شيخ الإسلام ابن تيمية وكل ذي ريبة يسلك هذه الطرق الملتوية. لقد طعنه ثلاث طعنات نجلاء.
1-طعن فيه بأن قوله هذا تهوين من شأن الإرجاء. وما أدراك ما نظرة القطبيين والتكفيريين إلى الإرجاء. إنها أخطر البدع عندهم وعلى رأسهم محمد قطب الذي يهذي به كثيراً لينال من أهل السنة ويرى أنه لا يقل عن العلمانية إن لم يكن شراً منها. وما رأيت أحداً يزيد على محمد قطب في الهذيان بالإرجاء إلا الحداد الماكر وكم مرة ذكره في هذا الكتاب وكم مرة ذكره في غيره , ليطعن به الأبرياء منه وقد وصم عامة الناس بالأرجاء الغالي في أول كتاب (عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة )) فوصفهم بأنهم ظنوا أن الإسلام يجب ويهدم كل شرك أو بدعة تخالطه فما يضر المسلم مع الإسلام معصية ولو كانت الشرك أو الضلال أو الفسوق وهذا الإرجاء الذي فشا فيهم... )).
فالإرجاء أنواع شرها هذا الذي ذكره بل غلاة المرجئة يقولون لا ينفع مع الكفر طاعة ويحمل الحداد حملات شعواء على مرجئة الفقهاء موهماً أنهم قد ارتكبوا شر أنواع الإرجاء.
وبعد هذا التهويل بالإرجاء يأتي إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فيطعن فيه بأنه يهون من الإرجاء أي هذا الإرجاء الذي يحذر وينذر من خطره الحداد الناصح الأمين , فأين ابن تيمية المهون من هذه الجريمة الكبيرة التي يرى المنغمسون فيها أنه لا يضر مع الإسلام ذنب ولو كان الشرك أو الفسوق , من الحداد الناصح الأمين والنذير العريان.
فإن قال الحداد وأولياؤه: إن الحداد المسكين لا يقصد ما ذكرت.
قلت : بلى لا يقصد إلا هذا وترداده للإرجاء وتَهويله به في هذا الكتاب وفي غيره لأوضح دليل أنه لا يقصد إلا هذا وما أورد ابن تيمية بعد كل هذا إلا ليطعن فيه، والله أن ابن تيمية ليرى الإرجاء بدعة ولكنه لعدله أراد التفريق بين الغلاة وغيرهم وما ألف كتابه " الإيمان " إلا لدحض الإرجاء.
2- الطعنة الثانية : هي طعنه في ابن تيمية بمخالفة إجماع العلماء فما يريد بقوله : (( ألا ترى أبا حاتم وأبا زرعة قد نقلا إجماع العلماء على أن المرجئة مبتدعة ضلال إلا ليطعن في ابن تيمية بأنه خالف إجماع العلماء وهو يردد هذا بين جلسائه ويزيد بأنه يخالف الأصول , وقد سمعنا هذا في بيتي أنا وغيري من أحد كبار أتباعه أي نسبته ابن تيمية إلى مخالفة الإجماع ومخالفته الأصول.كيف يكون ابن تيمية قد خالف الإجماع ؟ فمن انتقد البدع كلها بما فيها الإرجاء مثل ابن تيمية.
والإرجاء أنواع بينها ابن تيمية وغيره من المؤلفين في الفرق كأبي الحسن الأشعري والبغدادي والشهرستاني. ولكن لا تجد نقداً مثل نقد ابن تيمية.
فهل الحداد يجيد نقد أهل البدع نقداً علمياً أو عمله مجرد الشغب على ابن تيمية والسلفيين.
والمتتبع لسيرة أهل الحديث وموقفهم يرى التفريق بين دعاة أهل البدع وبين غير الدعاة فيهجرون الدعاة ويقاطعونَهم ويهينونَهم ويفتون بقتلهم ويعاملون غير الدعاة بغير هذه المعاملة. من أخذ العلم منهم ورواية سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ولا سيما المرجئة منهم فهل هم بعملهم هذا يهونون من شأن البدع عند الإمام الحداد الغيور ؟.
فهذا الإمام أحمد موقفه من المرجئة غير الدعاة يشبه ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية.
قال ابن مفلح في " الآداب الشرعية " : (1/ 229) :
(( قال أحمد في رواية الفضل: وقيل له: ينبغي لأحد أنه لا يكلم أحداً ؟
فقال: نعم إذا عرفت من أحد نفاقاً فلا تكلمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاف على الثلاثة الذين خلفوا فأمر الناس أن لا يكلموهم قلت: يا أبا عبد الله كيف يصنع بأهل الأهواء ؟ قال : أما الجهمية والرافضة فلا, قيل له فالمرجئة ؟ قال : هؤلاء أسهل إلا المخاصم منهم فلا تكلمه ونقل الميموني نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كلام الثلاثة الذين تخلفوا بالمدينة حين خاف عليهم النفاق وهكذا كل من خفنا عليه , وقال في رواية القاسم بن محمد : إنه اتَهمهم بالنفاق وكذا من اتَهم بالكفر لا بأس أن يترك كلامه )).
وقال أبو داود (ص276) من مسائل أحمد : (( فلت لأحمد لنا أقارب بخراسان يرون الإرجاء فنكتب إلى خراسان نقرؤهم السلام ؟ قال: سبحان الله لم لا نقرؤهم )) ؟!.
وقال : (( قلت لأحمد : نكلمهم ؟ قال نعم إلا أن يكون داعياً ويخاصم فيه )). وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانيء (1/61) من مسائل أحمد : ((سألته (يعني الإمام أحمد ) عمن قال : الإيمان قول يصلى خلفه قال : إذا كان داعية إليه لا يصلى خلفه , وإذا كان لا علم لديه أرجو أن لا يكون به بأس )).
فهل رواية السلف عن المبتدعة غير الدعاة تَهوين من شأن البدع. وهل تجويز أحمد إقراء السلام على المرجئة تهوين من شأن بدعة الإرجاء ؟
وهل تكليم المرجئة غير الدعاة وتجويز الصلاة خلف المرجئة غير الدعاة تهوين من الإمام أحمد لشأن هذه البدعة ؟
فما هو رأي العلامة محمود الحداد ؟
إن رأيه خلاف رأي السلف وخلاف رأي الإمام أحمد فقد اعترض على الإمام أحمد في تفريقه بين الداعية وغير الداعية وهذا مذهب السلف.
فقال في حاشية رقم (41) (ص68)من جزء من المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد " : ((وتفرقته - رحمه الله – بين الداعي وغيره فيها نظر , وأدلة ذلك كله قد فصلتها في كتابي الكبير (( إزالة النكرة )) )). فهل الإمام أحمد والسلف وابن تيمية وأتباعهم خالفوا الأدلة التي لا يعلمها إلا الحداد أليس في هذا تضليل للسلف وتجهيل لهم بمخالفتهم للأدلة التي عرفها وجهلوها وأتبعها وخالفوها ؟
فماذا نصنع الآن بصلاة السلف خلف المرجئة وغيرهم من أهل البدع غير الدعاة وماذا نصنع بمن روى عن أهل البدع غير الدعاة من القدرية والشيعة والمرجئة بل الخوارج بل بعض السلف كان يروي عن المبتدعة الدعاة.
وماذا نصنع برواياتهم في الصحيحين وسائر الأمهات والمسانيد والجوامع إذا أخذنا بِهذا المذهب الحداد ي الذي فات الأمة وهدى الله إليه الحداد وشيعته العظماء.
وللعلامة الحداد قاعدة عظيمة جهلها سلف الأمة وعلمها الحداد وعمل بِها الحداد وشيعته وطبقوها – لشدة تمسكهم – على أهل السنة قبل غيرهم فطعنوا فيهم وبدعوهم وقاطعوهم وهاجروهم وشنوا عليهم من الدعايات الكاذبة بما لم يفعله ولم يسبقهم إليه ألد خصوم أهل السنة.
هذه القاعدة هي كما قال الحداد في شريط (( ماذا حدث )) وفي ( ص 12- 13)من الصفحات التي فرغ فيها الشريط : ((وقال لي الشيخ دع ابن حجر والنووي والشوكاني ورشيد رضا ولنتكلم كلنا في قطب )).
قلت له : (( يا شيخ نتكلم عنهم جميعاً وعن كل مبتدع , والقاعدة في التبديع واحدة , وخطر المبتدعين كلهم واحد وكله شديد على أهل السنة وعدم الكلام في واحد منهم يجعلنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد )) ويجعل لأهل البدع علينا حجة )).
وبهذه القاعدة التي اخترعها الحداد شغب شغباً شديداً على أهل السنة وخالف السلف كما رأيت وطعن في ابن تيمية كما قرأت وما يدرينا ما موقفه من السلف فالرجل كاذب ماكر لايبدي كل ما في نفسه ولا يستطيع كل مريب أن يجهر بما ينطوي عليه ويكنه من البلايا.
3- والطعنة الثالثة : الفاجرة الخبيثة وهي قوله : (( ومن ذلك من يقول مرجئة أهل السنة فاحذروا الافتراء )).
فمن يقصد الحداد بِهذا الكلام الظالم الجريء , إنه يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية بالقصد الأول ثم علماء أهل السنة الذين يقولون بهذا القول من السابقين والمعاصرين )).
قد يساورك شك في أنه يقصد الإمام ابن تيمية لكن إذا تذكرت أن الحداد نقل كلام ابن تيمية هذا من كتاب الإيمان وإذا علمت أن ابن تيمية عدَّ مرجئة الفقهاء من أهل السنة في الموضوع نفسه الذي قال : إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة لفظي زال عنك الشك فاستمع إلى ابن تيمية ماذا يقول في كتاب (( الإيمان )) ( ص 281-282 ) الموضوع الذي أخفاه الحداد مكراً !.
((ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي , و إلا فالقائلون بأن الإيمان قول , من الفقهاء كحماد بن أبي سليمان – وهو أول من قال ذلك , ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم متفقون مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد , وإن قالوا : إن إيمانهم كامل كإيمان جبريل فهم يقولون : الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب , كما تقوله الجماعة , ويقولون أيضاً بأن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقوله الجماعة )).([1])

فهل زال الآن الشك عنك في قصد الحداد ثم انظر إلى ابن تيمية كيف وضع وجهة نظره في كون الخلاف لفظياً , ومن أي جهة تناول هذه القضية وهي جهة اتفاق مرجئة الفقهاء مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد واتفاقهم مع أهل السنة بأن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب.

ومع هذا فقد ناقش المرجئة بما فيهم مرجئة الفقهاء نقاشاً علمياً مبيناً بطلان ما ذهبوا إليه من أن الإيمان لايزيد ولاينقص ومبيناً بطلان حصر الإيمان في التصديق وغير ذلك ومع كل ذلك يتطاول عليه هذا الجاهل الظالم العاجز.عن مناقشة المرجئة من الفقهاء فضلاً عن غيرهم من غلاة المرجئة وسائر أهل البدع.

4- وطعنه رابعة في كتابه (( يوم لاظل إلا ظله )) (ص70) حيث يقول : ((وأما المرجئة فالمسلمون عندهم كلهم مؤمنون كإيمان جبريل وزيادة الإيمان ونقصه عندهم كفر, والأعمال ليست من الإيمان , وبعد هذا كله يقول قائل :

(بدعة لفظية ) لا حقيقية. فإن سلمنا قال صلى الله عليه وسلم : (( ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد أنفسهم )).

فض الله فاه يقصد شيخ الإسلام، ثم قال : وبعد هذا يقول : مرجئة أهل السنة , فهل يقال (( جهمية أهل السنة)) !؟ المرجئة فرقة ([2] ) غير أهل السنة فكيف يكونون منهم , ولهذا بسط يطول)).

فأنت تراه يلاحق شيخ الإسلام ويلح عليه كل ما وجد فرصة إلى طعنه أو غمزه بِهذا الأسلوب الماكر وهل المرجئة الذين. قال إن الخلاف بينهم وبين أهل السنة لفظي هم الذين يموه بهم الحداد على القراء ؟.

لقد بين شيخ الإسلام من يقصد كما نقلناه عنه آنفاً.

ثم انظر إلى مكره كيف ساق الحديث للطعن في شيخ الإسلام وأن قوله مما يكب الناس في النار على وجوههم.

ثم انظر إلى إلزامه الفاسد فهل يقال : جهمية أهل السنة.

فيقال له فهل الإرجاء مثل التجهم وهل إرجاء الفقهاء الذي عناه ابن تيمية مثل الإرجاء الغالي أو مثل التجهم ثم هل تنكر تسامح أحمد وغيره من السلف رحمهم الله مع مرجئة الفقهاء وغير الدعاة.

5-وطعنة خامسة في كتابه ((يوم لا ظل إلا ظله )) (ص 56- 57) قال الحداد في الموضوع المذكور متحدثاً عن المحبة في الله : (( أعني محبة الناس وكذلك محبة الأشياء الأخرى كالمساجد إلى أن قال فمن تقدم في قلبه محبة السوق على المسجد أو بلده على بلد الله الحرام أو بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو البلاد التي هي خير من بلده فذلك منكوس القلب :

ثم قال : معرضاً بالإمام ابن القيم :

((ومن هذا الباب قول بعضهم حين يريد بيان زلة متصدر ( فلان حبيب إلى قلوبنا , ولكن الحق أحب إلينا منه)). فهل هو حبيب في الله لاتباعه السنة ودفاعه عنها وعن أهلها , وهذا الكلام مشهور عن ابن القيم قاله في أبي إسماعيل الهروي صاحب (( منازل السائرين )) ومع زلل الهروي فله دفاع مجيد عن السنة وعن أهلها فله في ذلك ذم الكلام والفاروق وكانت بينه وبين الأشعرية معارك عنيفة من أجلها قال ابن القيم تلك العبارة.

ثم قال الحداد : (( ومن ذلك ( أي من انتكاس القلوب ) فرقة جمعت بين الإرجاء والخوارج قال أئمتها نحب بقدر (( يعنون بذلك أن كل شخص نحبه لما فيه من حسنات ونبغضه بقدر ما فيه من سيئات وهذا ضلال مبين فعلى هذا هم يحبون إبليس بقدر إيمانه بأن الله رب العالمين....

والخمر يحبونها لما فيها من المنافع والتداوي المحرم )).

فأضاف إلى انتكاس القلوب الجمع بين الإرجاء ورأي الخوارج وأضاف إلى الكل الضلال المبين.

قد يقال إنه يقصد الإخوان والقطبيين الذين يدندنون حول الموازنات بين الحسنات والسيئات فنقول قد يقصدهم , ولكنهم يحتجون بكلام ابن تيمية الذي يقول إن الحب والبغض قد يجتعان في شخص واحد لأنه قد يجتمع فيه الخير والشر والحداد يعرف هذا ويقصد ابن تيمية بالدرجة الأولى كما عرفنا ذلك عنه وكما شاع الحط منه ومن عصابته في ابن تيمية.

وقد ظلم الطرفان ابن تيمية فالحزبيون يستغلون كلامه في الدفاع عن دعاة البدع غلواً منهم فيهم والحداد يغلو ويتظاهر بالغلو في محاربة أهل البدع فيرى أن المبتدع تضره حسانته([3]).

وابن تيمية لا يريد هذا ولا ذاك وكتبه مليئة بالهجوم على أهل البدع والتحذير منهم بدون موازنات وإنما يقصد بكلامه في اجتماع الحسنات والسيئات الرد على الخوارج. الذين يكفرون بالذنوب وينكرون الشفاعة ويسقطون إيمان وأعمال العصاة بالكبائر إذا ماتوا مصرين عليها وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب و السنة ويرد أيضاً على أناس تشددوا عل مثل الباقلاني و أبي ذر الهروي فكفروهم وهذه أبواب غير أبواب الجرح والتعديل والتحذير من البدع وباب النصيحة وغيرها مما أجمع عليه السلف من جواز بل وجوب ذكر القدح والجرح بدون ذكر الحسنات كما في كتب الجرح الخالصة للجرح وكما في كتب الجرح والتعديل الشاملة للنوعين.

وكما في كتب السنة وكتب العقائد وهو منهج سديد عادل منصف دل عليه الكتاب والسنة وقام عليه الإجماع وممن حكى الإجماع عليه شيخ الإسلام نفسه والنووي وقد برهنت على ذلك في كتاب (( منهج أهل السنة في النقد )) وسقت فيه أقوال علماء الإسلام وأئمته.

وهو منهج لا يتم صون الإسلام وحمايته إلا به ولا يتم حماية أهل السنة من غوائل البدع والشرور إلا به. وليس من الظلم أن تذكر الإنسان بما فيه من بدعة أو كذب أو غش نصحاً للمسلمين وتحذيراً لهم من البدع والشرور.

إنما الظلم أن تطعن في إنسان بما ليس فيه ولوكان كافراً، وهذا الفعل لايفعله إلاظالم جهول وكم يحصل هذا من أهل الأهواء والبدع يظلمون أهل السنة فيرمونهم ويطعنون فيهم بما هم منه برآء وقد فعله الحداد الظلوم الجهول.

___________________

([1]) وهو- رحمه الله – مع كلام هذا يرى إن الإرجاء بدعة وادرس " كتاب الإيمان " له.

([2] ) بل المرجئة فرق متفاوتة تفاوتا كبيراً ولكن الرجل يجعلها فرقة واحدة ليتمكن من الطعن في أهل السنة وفي شيخ الإسلام ابن تيمية بصفة خاصة.
([3]) انظر : " يوم لا ظل إلا ظله ( ص57).

*-*--*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
غمزه لشارح الطحاوية ورمية للطحاوي بالتجهم

قال الحداد ( ص70 ) : (( الطحاوية أحذر منها منذ سبعة عشر عاماً ولم يحدث يوماً أن أوصيت بها ([1]).

وفي الأصل بلايا غير الإرجاء وغير مقدمتها وفيها تعالى الله عن الأعضاء والجهات. وهذه جهمية تنفي اليد والوجه والساق بزعم أنها أعضاء وتنفي العلو بزعم أنه محال عليه تعالى الجهة وفيها غير ذلك كثير.

والشرح فيه لين ([2]) في مواطن كثيرة وفيه أشيا على طريقة أهل الكلام.

وقد قال أحمد في رسالة عبدوس – رحمه الله تعالى – (( صاحب الكلام وإن نصر بكلامه السنة لا يكون من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم ))([3]).

أقول : لا نعرف الطحاوية في العقيدة إلا مع شروح أهل السنة مثل شرح ابن أبي العز وقد حققه عالمان من أهل السنة.

الأول : أحمد شاكر العالم السلفي الشهير , والثاني : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.

ثم شرحه شرحاً موجزاً كل من : الشيخ محمد بن مانع ثم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله باز ثم الشيخ الألباني , فلا يخشي على القراء الضرر منها.

وكل علماء أهل السنة والحديث يحترمون شرح ابن أبي العز للطحاوية ويعتزون به ويحترمون الشارح ولم نعرف الطعن في هذا الكتاب إلا من أهل البدع والضلال خصوم المنهج السلفي.

ثم وجدنا أشدهم طعناً فيه هذا الجاهل المتعالم المتظاهر بالسلفية مع حربه لأهلها وشغبه عليهم محمود الحداد ([4]).

ثم إن على الحداد في هذا الكلام مآخذ :

أولاً : رميه للطحاوي بالجهمية , وحمل كلامه على نفي الوجه واليد والساق بزعم أنها أعضاء ونفي العلو :

فهذه جرأة من هذا الإنسان لم يسبق إليها.

قال الشيخ ابن باز حفظه الله مبيناً مقصد المؤلف الطحاوي بهذا الكلام : (( هذا الكلام فيه إجمال قد يستغله أهل التأويل والإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته , وليس لهم بذلك حجة ؛ لأن مراده رحمه الله تنـزيه الباري سبحانه عن مشابهة المخلوقات لكنه أتى بعبارة مجملة فمراده بالحدود يعني التي يعلمها البشر فهو سبحانه لا يعلم حدوده إلا هو لأن الخلق لا يحيطون به علماً..

وأما الغايات والأركان والأعضاء والأدوات , فمراده رحمه الله تنـزيهه عن مشابهة المخلوقات في حكمته وصفاته الذاتية من الوجه واليد والقدم... وأهل البدع يطلقون مثل هذه الألفاظ لينفوا بها الصفات بغير الألفاظ التي تكلم الله بها وأثبتها لنفسه حتى لا يفتضحوا وحتى لا يشنع عليهم أهل الحق.

وقال الشيخ الألباني : (( مراد المؤلف بهذا الفقرة الرد على طائفتين :

الأولى : المجسمة والمشبهة الذين يصفون الله بأن له جسماً وجثة وأعضاء وغير ذلك تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

والأخرى : المعطلة الذين ينفون علوه تعالى على خلقه.... )).

ونقل عن الشيخ محمد بن مانع ما يؤيد كلامه.

وأنه قال : ما كان أغنى الإمام المصنف عن مثل هذه الكلمات المجملة الموهمة المخترعة.

ولو قيل : إنها مدسوسة عليه وليست من كلامه لم يكن ذلك عندي ببعيد إحساناً للظن بهذا الإمام.... )) ثم أثنى على الطحاوي خيراً واعتبره من أكابر العلماء وأعاظم الرجال )).

راجع شرح الشيخ ابن باز ( ص10-11 ).

وشرح الألباني(ص28-29).

وأما ابن أبي العز شارح الطحاوية فقد أسهب في شرح هذه الألفاظ وتوجيهها بما يتمشى مع المنهج السلفي ووضع القواعد النافعة خلال ذلك ولا يخرج في مجموعه عما قرره العلماء السالف ذكرهم.

راجعه من (1/ 260-270 ).

أما الحداد فليس لديه إلا الشغب على أهل السنة وإثارة الفتن وما أبعده عن النصحية واحترام أهل السنة.

2-وأما رمي الحداد للطحاوي بنفي العلو عن الله تعالى فهذا من ظلمه وظلمة قلبه وعقله.

فالرجل على طريقة أهل السنة المثبتين لصفات الله ومنها العلو.

قال : في هذه العقيدة : (( والعرش والكرسي حق : هو مستـغن عن العرش وما دونه , محيط بكل شيء وفوقه , وقد أعجز عن الإحاطة خلقه ))([5]) .

انظرها مع شرح الألباني ( ص37 ).

ومع شرح الشيخ ابن باز ( ص15 ).

3- قال الحداد : (( والشرح فيه لين في مواطن كثيرة )).

أقول : الرفق واللين أمر مطلوب شرعاً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش )) هذا لما ردت على يهودي حينما قال السام عليكم فقالت عائشة :

(( عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم )). البخاري (( الأدب )) (حديث6030).

ثم إن الرجل يطلق الكلام على عواهنه ويجازف في كثير من كلامه.

فأين هي المواطن الكثيرة التي يدعي أن ابن أبي العز شارح الطحاوية قد لان فيها وهل هو لين في بيان الحق أو هو لين يضيع الحق ؟.

هذا وقد قال الحداد في (( عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة )) ( ص90 ) :

(( درج كثير من أهل السنة المعاصرين على الوصية بكتاب العقيدة الطحاوية وشرحه مع أن الأصل والشرح كلاهما فيه بلايا عظيمة من الإرجاء وغيره )).

وقد طولب هو وأشياعه ببيان هذه البلايا فعجزوا وعجز شيخهم وهذا العجز أكبر دليل على كذب الحداد وأن كلامه هذا من ضمن برنامجه الخطير في محاربة أهل السنة وكتبهم.

4- قول الحداد : والشرح فيه لين في مواطن وفيه أشياء كثيرة على طريقة أهل الكلام.

فهذا الكلام تلقاه عن أهل البدع والضلال فمنذ قُرِّرَ هذا الكتاب في الجامعة الإسلامية في حدود 1381هـ وهم يرجفون بهذا الكلام لإبعاد هذا الكتاب الذي يربي أبناء العالم الإسلامي على عقيدة أهل السنة والتوحيد ولا يوجد كتاب يسد مسده.

فشرقوا به ويثيرون عليه مثل هذه الضجة المغرضة فالحداد يردد كذباً. ما يقوله أعداء السنة في هذا الكتاب القائم على أدلة الكتاب والسنة في إثبات العقيدة والرد على أهل البدع بأصنافهم من مشبهه وجهمية معطلة ومرجئة وخوارج فلذلك ضاق أهل البدع به ذرعاً.

وقول الحداد : وفيه أشياء كثيرة على طريقة أهل الكلام.

يريد أن يطعن به في الشارح وأن يبدعه بل يريد فيما يبدو تبديع من اعتمد عليهم في الشرح مثل ابن تيمية وابن القيم فإن ابن أبي العز قد اعتمد على كلامهما لعله في جل كتابه وهذا أمر معروف عند أهل السنة ولعل الحداد يعرف ذلك. ولتحقيق هذا الهدف قال : (( وقد قال أحمد في رسالة عبدوس رحمه الله (( صاحب الكلام وإن نصر بكلامه السنة لا يكون من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم )).

بهذا الأسلوب الماكر يريد أن يبدع ابن أبي العز السلفي الصادق، ويريد أن يبدع من ترسم خطاهم ونقل كلامهم من مجاهدي أهل السنة وأئمتها كابن تيمية وابن القيم. ثم نسأله هل ابن أبي العز من أصحاب الكلام حتى تنـزل عليه وعلى أئمته كلام الإمام أحمد رحمه الله.

إن الإمام أحمد يقصد بأهل الكلام خصوم السنة والمنهج الحق من المعتزلة والجهمية الذين أفسدوا عقائدهم وعقائد من تابعه تابعهم. فيرى أحمد أن هؤلاء حتى وإن نصروا السنة في ردودهم على الفلاسفة والنصارى و الملاحدة. فهم مع ذلك أهل بدع لأن عقائدهم وأصولهم قائمة على الفلسفة اليونانية المسماة بعلم الكلام فهؤلاء هم الذين عناهم احمد رحمه الله.

ولا ينطبق كلامه والعياذ بالله على أئمة الإسلام المجاهدين المناضلين عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأدلة الكتاب والسنة وبرا هبنهما.

ثم إن ابن أبي العز وابن تيمية وابن القيم أشد الناس عداوة لعلم الكلام و أشد الناس تحذيراً منه.

إن كلام الحداد في ابن أبي العز ثم عجزه عن سوق الأمثلة للبلايا الكثيرة التي ادعى أنها في الكتاب لمن البراهين الواضحة على افترائه لتشويه هذا الكتاب السلفي.

وإذا شئت أن تعلم براءة ابن أبي العز من علم الكلام وبغضه له ولأهله فاقرأ الكتاب لترى كيف حارب علم الكلام في هذا الكتاب من بدايته.

فقال رحمه الله في مقدمته ( 1/ 17 ) : (( فعن أبي يوسف – رحمه الله – أنه قال لبشر المريسي : (( العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم وإذا صار الرجل رأساً في الكلام قيل : زنديق أو رمي بالزندقة... وعنه أيضاً – من طلب العلم بالكلام تزندق...)).

وقال : وقال الإمام الشافعي- رحمه الله - : (( حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة و أقبل على علم الكلام)).

قال: (( وذكر الأصحاب في الفتاوى أنه لو أوصى لعلماء بلده لا يدخل المتكلمون)).

وطعنه كثير في الكلام والمتكلمين في ثنايا الكتاب. فكيف يرميه هذا الجاهل بأن في كتابه أشياء عل طريقة المتكلمين وينـزل عليه كلام أحمد.

إن مواقفه الكثيرة من أهل السنة السابقين والموجودين لتدل على أن في قلبه غلاً وحقداً عليهم فبعداً وسحقاً لهذا الصنف الرديء من البشر وقطع الله دا برهم.

_____________

([1]) انظر إلى هذه اللهجة كأنه شيخ الإسلام، وكأن الناس طوع بنانه مفتوحي الأعين و الآذان لنصائحه الغراء.

([2]) عبارة الحداد في عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة ( ص90) :" درج كثير من أهل السنة المعاصرين على التوصية بكتاب العقيدة الطحاوية وشرحه مع أن الأصل و الشرح كلاهما فيه بلايا عظيمة في الإرجاء وغيره ".

فلماذا يقول الآن و الشرح فيه لين ؟ لقد طلبنا منه ومن أتباعه بيان هذه البلايا في الشرح فعجز وعجزوا مما اضطر الحدادإلى القول : " والشرح فيه لين ".

وجاء بسوءة جديدة و هي قوله :وفيه أشياء على طريقة أهل الكلام.

ولكذبه عجز وسيعجزوا عن بيانها.

([3]) ما رأيت من يجادل بالباطل و الكذب مثل الحداد.

([4]) بل هو يحذر من شرحها العظيم تحت ستار الغيرة وهو لا يخدم بذلك إلا أهل الباطل و البدع.

([5]) وقال الطحاوي - رحمه الله – في إثبات صفتي الغضب و الرضى " والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى "الطحاوية مع شرح الشيخ الألباني (ص 57).

فأين هو التجهم الذي رماه به الحداد والظالم المفتري.

*-*-**-*-***-*-*-*-*-*-**-*-*-*-*-***-*-*-*-*-***-*-*-*-*-*-*-*
من عجائب هذا الحداد



ما قاله في شريط (( ماذا حدث )) وفي الصحفية العاشرة من تفريغه (( ومع ذلك كان بيني وبين الشيخ يعني ربيعاً )) خلافات وذكر منها خلاف في أبي حنيفة رحمه الله.

ثم قال : (( في شريط العلم )) (( الشعب العراقي مظلوم )) فلما كلمته في ذلك و أن هذا القول مخالف للشرع , فإن الله تعالى يقول (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً ) ويقول (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ).

وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي الدعاء للعراق , لأنها أرض فتن.

قال : كلا بل هم مظلومون وظلمهم صدام.

وهذا الكلام في ذلك الوقت وفي كل وقت خطير )).

وذكر الحداد أن في هذا الشعب فرقاً ضالة منهم الشيعة والصوفية واليزيدية وغير ها من فرق الضلال.

أقول : إني لا أذكر أنه جرى بيني وبينه خلاف في هذه المسألة بل لا أذكر إلا أن الرجل لا يستطيع أن يتكلم عندي جبناً منه لا أدبا.

وهب أنه حصل هذا الخلاف بيني وبينه. فهل قولي مخالف للشرع أو قوله ؟

إني لا أشك في أن في الشعب العراقي فرقاً ضالة من شيعة وصوفية وغيرها.

ومع ذلك فهل هناك مسلم يعتقد أن صداماً إمام عادل , وأن ما يفعله بالشعب العراقي من إذلال واضطهاد وقتل وتشريد عدل منبثق من شريعة الإسلام ؟

وهل أحد من المسلمين الصادقين أو العلماء الفاقهين يقول : إن من قال صدام ظالم ظلم الشعب العراقي بل والشعب الكويتي بل والألوف من المصريين الذين قتلهم والآلاف من البشر الذين قتلهم وشردهم أيام أزمة الخليج.

وأن الآلاف من الأكراد من رجال ونساء وأطفال الذين قتلهم وشردهم مظلومون ؟.

فهل يقول مسلم أو عالم أن هذا القول مخالف للشرع ؟.

وإن فعل صدام كل هذه الأفاعيل موافق ومنبثق من شريعة الإسلام ؟

وهل إذا مَلَّكَ الله الحداد رقاب شعب كالشعب العراقي سيفعل مثل صدام ويعتبر هذا ومن شريعة الإسلام ؟

أما أنا فأعتقد أن صداماً ظالم طاغية جبار عدو لله ولرسوله وللإسلام وما يفعله ظلم شنيع في نظر الإسلام والمسلمين. بل حتى في نظر غير المسلمين. وأنه لا يجوز قتل النساء والأطفال ولو كانوا كفاراً واضحين.

وإن الطريقة التي يقتل بها صدام رجال ونساء الشعب العراقي يبرأ منها الإسلام. فقتل الكافر لا يجوز إلا بطرق وشروط معينة بينها وشرطها الإسلام.

وأخذ الأموال في الإسلام لا يجوز إذا كان غنيمة أو فيئاً في جهاد إسلامي لإعلاء كلمة الله ولا من كفار أهل ذمة إلا بشروط يشرعها ويجيزها الإسلام لا بطريق صدام الفوضوي البعثي.

والآن نسأل ما سر إثارة الحداد لهذا المسألة وتردادها وإذا أعتها في الشريط وفي المذكرة التي أشاعها أصحابه ؟

هل الرجل من أولئك الذين أيدوا صداماً وشهدوا له بأنه بطل إسلامي في أزمة الخليج وأن جهاده إسلامي لما كان يستهدف ديار الإسلام والسنة و التوحيد ؟

إن هذا غير مستبعد فقد أيد صداماً وزكاه من تظاهر بالإسلام والجهاد أكثر من الحداد الغامض المتستر بالعزلة.

وقد يكون من الأدلة والشواهد طعنه في هيئة كبار العلماء وفتواهم إبان أزمة الخليج ذلك الطعن الخبيث الذي جرى به قلمه فقال : (( أما علماء السوء الذين يقولون مالا يفعلون بل في زماننا منهم الكثير ممن لا يقول الحق ولا يفعله ! فهؤلاء ليسوا بحكام إلا على شرار الجهال من العوام.

وهم عبيد السلاطين : اليوم يحرمون الحلال بأمرهم , وغداً يحللون الحرام بأمرهم , وهكذا ففتاويهم حاضرة حضور الدينار والدرهم والجاه والمنصب هان العلم عليهم فقبلوا المال عنه , فإنا لله وإنا إليه راجعون , فقد كان ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ينتزع العلم بانتـزاع العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالا... )).

انظر كتاب (( الجامع في الحث على حفظ العلم )) تأليف العسكري والخطيب البغدادي وابن عساكر وابن الجوزي ( ص19 ) بتحقيق الحداد وقد فرغ من ا لقسم الأول منه في (7/2/ 1411هـ) في شدة الأزمة.

ثم ما معنى قوله تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ) [ الأنعام : 29]

ذكر ابن جرير فيها أقوالاً لأهل التفسير وهي :

1- أن المؤمن ولي المؤمن والكافر ولي الكافر وهو قول قتادة.

2- وقال بعضهم يتبع بعضهم بعضاً في النار من الموالاة وهو المتابعة.

3- وقال آخرون نسلط بعض الظلمة على بعض بما في ذلك الجن والإنس([1]) . رجح ابن جرير الأول , وكلها تدل على جهل الحداد وسوء فهمه للقرآن.

فقد سمى الله الطرفين ظالمين. وفهم المفسرون ذلك ولم يقل أحد منهم أن قتل وظلم الجبابرة لشعوبهم عدل.

تعالى الله عن قول الحداد علواً كبيراً.

ولما قتل موسى صلى الله عليه وسلم القبطي الكافر الظالم قال : ( هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ) قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه الغفور الرحيم ) القصص الآية 15-16.

ولام الله اليهود على الخيانة ولو للكافرين. وعلى أكل الربا والسحت ولو من أموال الكافرين. وقال ( وإذا الموؤدة سئلت ).

ولام المشركين على قتل أولادهم. والآيات في هذا كثيرة في تحريم الظلم ولو كان على الكافرين فضلاً عن المسلمين.

ـــــــــــ

([1]) انظر تفسير ابن جرير (8/ 34) ط الحلبي.

 

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:45 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML