بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله - سبحانه و تعالى - في سورة البقرة :
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 268
يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله في تفسيره للآية :
.. و إياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك و يخوفكم بالفقر و الحاجة إذا أنفقتم ، وليس هذا نصحا لكم بل غاية الغش {إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } ، بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم ، ومع هذا فهو {يعِدُكُم مَّغْفِرَةً } لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم ، { وَفَضْلًا } و إحسانا إليكم في الدنيا و الآخرة ، من الخلف العاجل و انشراح الصدر ونعيم القلب و الروح و القبر ، وحصول ثوابها و توفيتها يوم القيامة ، وليس هذا عظيما عليه لأنه { وَاسِعٌ } الفضل عظيم الإحسان { عَلِيمٌ } بما يصدر منكم من النفقات قليلها و كثيرها ، سرها و علنها ، فيجازيكم عليها من سعته وفضله و إحسانه ، فلينظر العبد إلى أي الداعِيَيْن يميل .
اهـ