✏الرسالة الأولى ( سلسلة هل الصبر على ترك المحضور أفضل من الصبر على فعل المأمور؟ للإمام ابن القيم رحمه الله)
📚قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
📚قالت طائفة بل الصبر على فعل المأمور أفضل وأجل من الصبر على ترك المحظور لأن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور والصبر على أحب الأمرين أفضل وأعلى وبيان ذلك من وجوه:
✅أحدها: أن فعل المأمور مقصود لذاته فهو مشروع شرع المقاصد فإن معرفة الله وتوحيده وعبوديته وحده والإنابة إليه والتوكل عليه وإخلاص العمل له ومحبته والرضا به والقيام في خدمته هو الغاية التى خلق لها الخلق وثبت بها الأمر وذلك أمر مقصود لنفسه،
📝والمنهيات إنّما نهى عنها لأنها صادة عن ذلك أو شاغلة عنه أو مفوتة لكماله ولذلك كانت درجاتها في النهى بحسب صدها عن المأمور وتعويقها عنه وتفويتها لكماله فهي مقصودة لغيرها والمأمور مقصود لنفسه فلو لم يصد الخمر والميسر عن ذكر الله وعن الصلاة وعن التواد والتحاب الذى وضعه الله بين عباده لما حرّمه وكذلك لو لم يحل بين العبد وبين عقله الذى به يعرف الله ويعبده ويحمده ويمجده ويصلى له ويسجد لما حرمه وكذلك سائر ما حرمه إنّما حرّمه لأنه يصّد عمّا يحبه ويرضاه ويحول بين العبد وبين إكماله.
✅الثاني : أنّ المأمورات متعلقة بمعرفة الله وتوحيده وعبادته وذكره وشكره ومحبته والتوكل عليه والإنابة إليه فمتعلقها ذات الربّ تعالى وأسماؤه وصفاته
📝ومتعلق المنهيات ذوات الاشياء المنهى عنها والفرق من أعظم ما يكون.
📚( من كتاب عدةّ الصابرين لإبن القيّم رحمه الله ج1 ص38)
✏✏