بسم الله، و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و بعد
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى: "الموضع الثاني: أنه - صلى الله عليه و سلم - لما قام ينذرهم عن الشرك، و يأمرهم بضده و هو التوحيد لم يكرهوا ذلك و استحسنوه، و حدثوا أنفسهم بالدخول فيه، إلى أن صرح لهم بسب دينهم و تجهيل علمائهم ، فحينئذ شمروا له و لأصحابه عن ساق العداوة".
قال العلامة الفوزان – حفظه الله تعالى: "لو كان يأمرهم بالتوحيد، و ينهاهم عن الشرك عمومًا، و لم يتعرض لما هم عليه، و هم يقولون: الذي نحن عليه ليس بشرك، الذي نحن عليه تقرب إلى الله بالأولياء و الصالحين، و نحن لا نشرك بالله، إنما هذا تقرب إلى الله و توسل إليه.
و لو أن الرسول اقتصر على النهي عن الشرك دون تفصيلٍ و بيانٍ، لما اعترضوا عليه؛ لأنهم يرون أنهم غير مشركين.
ثم قال: أي: لأنهم يفسرون الذي هم عليه أنه ليس بشرك، لكن عندما تقول لهم: هذه الأضرحة و هذه القبور التي تعبدونها و تنذرون لها و تذبحون لها، عملكم هذا الشرك، عند ذلك تثور ثائرتهم، هذا هو الذي فعله الرسول – صلى الله عليه و سلم، نهاهم عن عبادة اللات و العزى و مناة و الأصنام، و قال لهم: لستم على شيء، و هؤلاء الذين يدعونكم إليها هؤلاء علماء ضلال، فحينما قال لهم ذلك، ثارت ثائرتهم حمية لدينهم، و هذا هو الذي عليه غالب العالم اليوم."(1)
قلت: فالمبتدعة يقولون: الذي نحن عليه ليس ببدعة، فيلتبس الأمر على الناس، فتعيينهم بأسمائهم يرفع هذا الالتباس، و يوقِف المبتدعَ نفسه على حقيقة أمره - إن كان لا يعرفها. و الحمد لله.
و الله أعلم.
شكر الله - تعالى - لأصحاب الفضيلة: الماتن و الشارح.
و صلى الله على النبي محمد و على آله و أصحابه و سلم تسليمًا كثيرًا.
(1) من شرح العلامة صالح الفوزان – حفظه الله تعالى، على "شرح ستة مواضع من السيرة" للإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى.