بسم الله الرحمن الرحيم .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يبغض كل جعظرى جواظ ، سخاب في الأسواق ، جيفة بالليل ، حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا ، جاهل بأمر الآخرة " .
قال الإمام الألباني في "السلسلة الصحيحة" :
رواه بن حبان في " صحيحه " ( 1957 - موارد ) : أخبرنا أحمد ابن محمد بن الحسن :
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي : أنبأنا عبد الرزاق : أنبأنا عبد الله بن سعيد بن
أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فذكره .
قلت : و هذا سند صحيح ، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم ، غير شيخ ابن
حبان أحمد بن الحسن و هو أبو حامد النيسابوري المعروف بابن الشرقي قال الخطيب
( 4 / 426 - 427 ) :
" و كان ثقة ، ثبتا متقنا حافظا " .
و تابعه أبو بكر القطان حدثنا أحمد بن يوسف السلمي به .
أخرجه البيهقي ( 10 / 194 ) .
( الجعظري ) الفظ الغليظ المتكبر .
( الجواظ ) الجموع المنوع .
( السخاب ) كالصخاب : كثير الضجيج و الخصام .
و في رواية ذكرها ابن الأثير
( خشب بالليل ، سخب بالنهار .أي إذا جن عليهم الليل سقطوا نياما كأنهم خشب
فإذا أصبحوا تساخبوا على الدنيا شحا و حرصا " .
( جيفة ) أي كالجيفة ، لأنه يعمل كالحمار طوال النهار لدنياه ، و ينام طول ليله
كالجيفة التي لا تتحرك .
قلت : و ما أشد انطباق هذا الحديث على هؤلاء الكفار الذين لا يهتمون لآخرتهم ،
مع علمهم بأمور دنياهم ، كما قال تعالى فيهم ( يعلمون ظاهر من الحياة الدنيا ،
و هم عن الآخرة هم غافلون ) و لبعض المسلمين نصيب كبير من هذا الوصف ، الذين
يقضون نهارهم في التجول في الأسواق و الصياح فيها ، و يضيعون عليهم الفرائض
و الصلوات ، ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون . الذين هم يراؤن .
و يمنعون الماعون ) .
"السلسلة الصحيحة" 1 / 331 .