فوائد مختارة من كتب ابن القيم
فوائد مختارة من كتاب الوابل الصيب لابن القيم
1 ما أركان الشكر ؟
الشكر مبني على ثلاثة أركان : الاعتراف بالنعمة باطناً ، والتحدث بها ظاهراً ، وتصريفها في مرضات وليها ومسديها ومعطيها ، فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها .
2 } ما تعريف الصبر ؟
هو حبس النفس عن التسخط بالمقدور ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن المعصية ، كاللطم ، وشق الثياب ، ونتف الشعر ونحو ذلك . .
3 } ما الحكمة من ابتلاء الله لعبده بالمحن ؟
إن الله تعالى لم يبتله ليهلكه ، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته ، فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء ، كما له عليه عبودية في السراء ، وله عليه عبودية فيما يكره كما له عليه عبودية فيما يحب ، وأكثر الخلق يعطون العبودية فبما يحبون ، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ، ففيه تفاوتت مراتب العباد ، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى . .
4 } ما علامة إرادة الله بعبده الخير ؟
إذا أراد الله بعبده خيراً فتح له من أبواب التوبة ، والندم ، والانكسار ، والذل ، والافتقار ، والاستعانة به ، وصدق الملجأ إليه ، ودوام التضرع ، والدعاء ، والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات .
بقوله في الحديث [ أبوء لك بنعمتك عليّ ، وأبوء بذنبيr5 } ماذا جمع النبي ] ؟
جمع بين مشاهدة المنة ، ومطالعة عيب النفس والعمل .
فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان .
ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت . .
6 } ما أقرب باب دخل منه العبد على ربه ؟
أقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى باب الإفلاس ، فلا يرى لنفسه حالاً ، ولا مقاماً ، ولا سبباً يتعلق به ، ولا وسيلة منه يمنّ بها . .
7 } يستقيم القلب بشيئين ، ما هما ؟
استقامة القلب بشيئين :
أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب ، فإذا تعارض حب الله وحب غيره ، سبق حب الله حب ما سواه ، وما أسهل هذا بالدعوى ، وما أصعبه بالفعل .
الثانية : تعظيم الأمر والنهي ، وهو ناشئ عن تعظيم الآمر والناهي .
8 } ما مصير من أحب شيئاً سوى الله ، ومن خاف غير الله ؟
قضى الله قضاء لا يرد ولا يدفع ، أن من أحب شيئاً سواه عذب به ولا بد ، وأن من خاف غيره سلط عليه ، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤماً عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه .
9 } ما أول مراتب تعظيم الله عز وجل ؟
أول مراتب تعظيم الحق عز وجل : تعظيم أمره ونهيـه .
10 } ما علامة تعظيم الأوامر ؟
رعاية أوقاتها وحدودها ، والتفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها ، والحرص على تحسينها وفعلها في أوقاتها والمسارعة إليها عند وجوبها ، والحزن والكآبـة والأسف عند فوت حق من حقوقها .
11 } بماذا تتفاضل الأعمال عند الله ؟
بتفاضــل ما في القلـوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها .
12 } ما أهم شيء في العمل ؟
ليس الشأن في العمل ، إنما الشأن كل الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه .
13 } ما أهم شيء ينبغي على العبد أن يفتش عنه في عمله ؟
معرفة ما يفسد الأعمال في حال وقوعها ، ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من أهم ما ينبغي أن يفتش عليه العبد ، ويحرص على عمله ويحذره .
14 } ما علامات تعظيم المنــاهي ؟
الحرص على التباعد من مظانها وأسبابها وما يدعو إليها ، ومجانبة كل وسيلة تقرب منها .
وأن يغضب لله عز وجل إذا انتهكت محارمــه ، وأن يجد في قلبه حزناً وكسرة إذا عصى الله في أرضه .
وأن لا يسترسل مع الرخصة إلى حد يكون صاحبه جافياً غير مستقيم على المنهج الوسط .
15 } ما أمر الله بأمر إلا كان للشيطان نزغتان ما هما ؟
إما تقصير وتفريط ، وإما إفراط وغلو ، فلا يبالي بما ظفر من العبد من الخطيئتين .
16 } ما علاج إذا ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه ؟
إن ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه ، فليتدبر قوله عز وجل [ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثــوا إلا ساعة من نهار ] .
وقوله عز وجل [ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ] .
17 } إلى كم قسم ينقسم الالتفات في الصلاة ؟
الالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان :
أحدهما : التفات القلب عن الله عز وجل إلى غير الله تعالى .
والثاني : التفات البصر ، وكلاهما منهي عنه .
18 } ما مثل من يلتفت في صلاته ؟
مثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه ، مثل رجل استدعاه السلطان ، فأوقفه بين يديه ، وأقبل يناديه ويخاطبه ، وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يميناً وشمالاً ، وقد انصرف قلبه عن السلطان ، فلا يفهم ما يخاطبه به ، لأن قلبه ليس حاضراً معه ، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان ، أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتاً مبعداً قد سقط من عينيه ؟
19 } ما تعريف الصوم الشرعي ؟
الصائم هو الذي صامت جوارحه عن
20 } هل للصدقة تأثير في دفع البلاء .
إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت من فاجر أو ظالم ، بل من كافر ، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء ، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه .
21 } ما الفرق بين الشح والبخل ؟
الشح : هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله ، وجشع النفس عليه .
والبخل : منع إنفاقه بعد حصوله وحبه وإمساكه .
22 } أذكر أنواع السخاء ؟
السخاء نوعــان :
فأشرفهما : سخاؤك عما بيد غيرك . والثاني : سخاؤك ببذل ما في يدك .
فقد يكون الرجل من أسخى الناس وهو لا يعطيهم شيئاً ، لأنه سخا عما في أيديهم .
23 } ما أسباب صدأ القلب ، وما جلاء ذلك ؟
صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار والذكر .
24 } كيف تنال محبة الله ؟
من أراد أن ينال محبة الله فليلهج بذكره .
25 } اذكر فضل عظيم من فضائل الذكر ؟
أنه يورثُهُ ذكرَ الله تعالى له ، كما قال تعالى [ فاذكروني أذكركم ] .
ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً . .
26 } الذكر سبب في اشتغال اللسان عن الغيبة كيف ذلك ؟
لأن العبد لا بد له من أن يتكلم ، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى ، وذكر أوامره ، تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ، ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى . وقال رحمه الله في موضع آخر :
فإما لسان ذاكر ، وإما لسان لاغ ، ولا بد من أحدهما ، فهي النفس إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل وهو القلب ، إن لم تسكنه محبة الله سكنه محبة المخلوقين ولا بد ، وهو اللسان ، إن لم تشغله بالذكر شغلك باللهـو ، وهو عليك ولا بد ، فاختر لنفسك إحدى الخطتين ، وأنزلها إحدى المنزلتين .
27 } اذكر بعض الأقوال التي ذكرها ابن القيم عن شيخه ابن تيمية ؟
قال سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة .
وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري ، إن رحت فهي معي لا تفارقني ، وإن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحـة .
وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت لهم ملء هذه القلعـة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمـة .
وكان يقول في سجوده وهو محبوس : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه .
28 } كيف تذاب قسوة القلب ؟
فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز وجل .
29 } ما أفضل الذكر ؟
أفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان .
30 } أيهما أفضل ذكر القلب وحده ، أو ذكر اللسان وحده ؟
ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده ، لأن ذكر القلب يثمر المعرفة ، ويهيج المحبة ، ويثير الحياء ، ويبعث على المخافة ، ويدعو إلى المراقبة ، ويزع عن التقصير في الطاعات ، والتهاون في المعاصي والسيئات ، وذكر اللسان لا يثمر شيئاً من ذلك الإثمار ، وإن أثمر شيئاً منها فثمرة ضعيفة .
31 } أيهما أفضل الذكر أم الدعاء ، مع بيان السبب ؟
الذكر أفضل من الدعاء ، لأن الذكر ثناء على الله بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه ، والدعاء سؤال العبد حاجته فأين هذا من هذا؟
32 } أيهما أفضل الدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء ، أم الدعاء المجرد ؟
الدعاء الذي يتقدمـه الذكر والثناء ، أفضل وأقرب إلى الإجابـة من الدعاء المجرد ، فإن إنضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان أبلغ في الإجابة وأفضل . .
[ من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ]r33 } ما معنى قوله ؟
الصحيح : أن معناها كفتاه من شر ما يؤذيه ، وقيل : كفتاه من قيام الليل ، وليس بشيء .
34 } ما صحة الأذكار التي يقولها العامة على الوضوء عند كل عضو ؟
لا أصل لها عن رسول ، ولا أحد من الصحابة والتابعين ولا الأئمة الأربعة .rالله
35 } هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب ، أم لا بد من إعلامه وتحليله ؟
في هذه المسألة قولان للعلماء : والصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه ، بل يكفيه الاستغفار له وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها ، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية . .
فوائد مختارة من كتاب الفوائــد 1 }
ماذا يريد من يريد أن ينتفع بالقرآن ؟
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله .
في الحديثr2 } ماذا يتضمن قوله [ عدل فيّ قضاؤك ] ؟
يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه ، من صحة وسقم ، وغنى وفقر ، ولذة وألم ، وحياة وموت ، وعقوبة وتجاوز وغير ذلك . .
3 } لماذا إضاعة الوقت أشد من الموت ؟
لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها . .
4 } هل ينفع العلم بلا عمل وبلا إخلاص ؟
لو نفـع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين . .
5 } اذكر صفة من خَلَقَه الله للجنة ، ومن خَلَقَه الله للنار ؟
من خلقه الله للجنة لم تزل هـداياها تأتيه من المكاره ، ومن خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيـه من الشهوات .
6 } اذكر بعض نتائج المعصية ؟
قلة التوفيق ، وفساد الرأي ، وخفاء الحق ، وفساد القلب ، وخمول الذكر ، وإضاعة الوقت ، ونفْرة الخلق والوحشة بين العبد وبين ربه ، ومنع إجابة الدعاء ، وقسوة القلب ، ومحق البركة في الرزق والعمر ، وحرمان العلم ، ولباس الذل . .
7 } اذكر بعض ما أصاب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الابتلاء ؟
يا مخنث العزم أين أنت والطريق طريق تعب فيه آدم ، وناح لأجله نوح ، ورمي في النار الخليل ، وأُضجع للذبح إسماعيل ، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ، ونشر بالمنشار زكريا ، وذبح السيد الحصور يحيي ، وقاسى الضر أيوب ، وزاد على المقدار بكاء داود ، وسار مع الوحش عيسى ، وعالج الفقر وأنواع الأذى لمحمد صلى الله عليه وسلم .
8 } بما تشبه الدنيا ؟
الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج ، إنما تخطب الأزواج ليستحسنوا عليها ، فلا ترضى بالدياثة .
9 } ما سبب أخذ العبد ما حرم عليه ؟
ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين :
إحداهما : سوء ظنه بربه ، وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيراً منه حلالاً .
والثانية : أن يكون عالماً بذلك وأن من ترك لله شيئاً أعاضه خيراً منه ولكن تغلب شهوته صبرَه وهواه عقلَه . فالأول من ضعف علمه ، والثاني من ضعف عقله وبصيرته .
10 } ما مثل العمل بلا إخلاص ولا اقتداء ؟
العمل بلا إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه .
11 } كيف يعرف الإنسان قدره عند الله ؟
من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل ، وبأي شغل يشغله ..
12 } ما أقسام الاجتماع بالاخوان ؟
الاجتماع بالإخوان قسمان :
أحدهما : اجتماع على مؤانسة الطبع ، وشغل الوقت ، فهذا مضرته أرجح من منفعته ، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت .
الثاني : الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر ، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها ، ولكن فيه ثلاث آفات :
إحداها : تزين بعضهم لبعض .
الثانية : الكلام والخلطة أكثر من الحاجة .
الثالثة : أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود .
13 } ما أسباب دخول الناس النار ؟
دخل الناس النار من ثلاثة أبواب :
باب شبهة أورثت شكاً في دين الله .
وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته .
وباب غضب أورث العدوان على الآخرين .
14 } ما أصول الخطايا ؟
أصول الخطايا كلها ثلاثة :
الكبر : وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره .
والحرص : وهو الذي أخرج آدم من الجنة .
والحسد : وهو الذي جر أحد ابني آدم على أخيه .
15 } على ماذا علق الله الهداية ؟
علق الله سبحانه الهداية بالجهاد [ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ] فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً ، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى ، وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا .
16 } ما أعلى الهمم في طلب العلم ؟
أعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود المنزل ، وأخس همم طلاب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع .
17 } اذكر بعض الصفات السيئة في النفس البشرية ؟
في النفس كِبْرُ إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وحيل أصحاب السبت ، وجهل أبي جهل .
18 } في النفس البشرية بعض صفات وأخلاق البهائم اذكرها ؟
فيها من أخلاق البهائم حرص الغراب ، وشره الكلب ، ورعونة الطاووس ، ودناءة الجُعل ، وعقوق الضب ، وحقد الجمل ووثوب الفهد ، وصولة الأسد ، وفسق الفأرة ، وخبث الحية ، وعبث القرد ، وجمع النملة ، ومكر الثعلب ، وخفة الفراش ونوم الضبع .
19 } اذكر أنواع هجر القرآن ؟
أحدها : هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .
والثاني : هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه .
والثالث : هجر تحكميه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه .
والرابع : هجر تدبره وتفهمـه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به .
وكل هذا داخل في قوله [ وقال الرسـول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ] وإن كان بعض الهجر أهون من بعض .
20 } ما جزاء إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده ؟
تحمّل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه ، وفرغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته . .
21 } لماذا كان الجهاد من أعظم ما يحيا به الناس ؟
الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة ، أما في الدنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد ، وأما في البرزخ فقد قال تعالى [ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ] وأما في الآخرة فإن حظ المجاهدين والشهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظ غيرهم .
22 } كيف تتم الرغبة بالآخــرة ؟
لا تتـم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا ، ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين :
النظر الأول : النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها وألم المزاحمة عليها والحرص عليها ، مع ما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد .
النظر الثاني : النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها ولا بد ، ودوامها وبقائها ، وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بينه وبين ما ههنا .
23 } ما أشد عقوبة ضرب بها الإنسان ؟
ما ضربَ عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله .
24 } كيف يحقق الإنسان صفاء قلبه ؟
من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهـوتـه .
25 } ما هو الإخلاص ؟
الإخلاص هو ما لا يعلمه ملَك فيكتبه ولا عدو فيفسده ، ولا يُعجب به صاحبه فيبطله .
26 } لماذا اتباع الهوى وطول الأمل مادة كل فساد ؟
اتباع الهوى يعمي عن الحق معرفة وقصداً ، وطول الأمل ينسي الآخرة ويصد عن الاستعداد لها .
27 } لماذا كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه ؟
لأن أحكام الرب سبحانه كثيراً ما تأتي على خلاف أغراض الناس ، ولا سيما أهل الرياسة ، والذين يتبعون الشهوات ، فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيراً .
28 } متى يجد الإنسان مشقة في ترك المألوفات والعوائد [ جمع عادة ] ؟
يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله ، أما من تركها صادقاً مخلصاً من قلبه لله ، فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليُمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب .
29 } ما سبب إضاعة القلب وإضاعة الوقت ؟
إضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة ، وإضاعة الوقت من طول الأمل .
30 } ما أفضل الزهد وما أصعبه ؟
أفضل الزهد إخفاء الزهـد ، وأصعبه الزهد في الحظوظ .
31 } اذكر بعض حكم ابن مسعود ؟
من أعطي خيراً فالله أعطاه ، ومن وقي شراً فالله وقاه .
لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلباً .
ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية .
المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة .
ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان .
اطلب قلبك في ثلاثة مواطن : عند سماع القرآن ، وفي مجالس الذكر ، وفي أوقات الخلوة .
32 } هل يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء ؟
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار ، والضب والحوت .
فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس ، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة ، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخـلاص . .
33 } اذكر بعض علامات السعادة ؟
من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته .
وكلما زيد في عمله زيد خوفه وحذره .
وكلما زيد في عمره نقص من حرصه .
وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله .
وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم .
34 } اذكر بعض علامات الشقاوة ؟
أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره وتيهه .
وكلما زيد في عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه .
وكلما زيد في عمره زيد في حرصه .
وكلما زيد في ماله زيد في بخله وإمساكه .
وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه . .
35 } ما أعظم الظلم والجهل ؟
من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره .
36 } من أنفع الناس لك ؟
أنفع الناس لك رجل مكنّك من نفسه حتى تزرع فيه خيراً أو تصنع إليه معروفاً ، فإنه نعمَ العون لك على منفعتك وكمالك فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر .
37 } كم للعبد من موقف بين يدي الله ؟
للعبد بين يدي الله موقفان : موقف بين يديه في الصلاة ، وموقف بين يديه يوم لقائه .
فمن قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف .
والله أعلم .
فوائد مختــارة من كتاب عِدة الصابريـن
1 } أيهما أكمل الصبر الاختياري أم الاضطراري ؟
الاختياري أكمل من الاضطراري ، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس ويتأتى ممن لا يتأتى منه الصبر الاختياري ، ولذلك كان صبر يوسف الصديق عن مطاوعة امرأة العزيز وصبره على ما ناله في ذلك من الحبس والمكروه أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لـمّا ألقوه في الجب ، وفرقوا بينه وبين أبيه فباعـوه بيع العبد .
2 } أي الصبرين أحب إلى الله ؟ صبر من يصبر على أوامره ، أم صبر من يصبر عن محارمه ؟
قالت طائفة : الصبر عن المخالفات أفضل .
لأنه أشق وأصعب ، فإن أعمال البر يفعلها البر والفاجر ، ولا يصبر على المخالفات إلا الصديقون .
قالوا : ولأن ترك المحبوب الذي تحبه النفوس دليل على أن من ترك لأجله أحب إليه من نفسه وهواه بخلاف فعل ما يحبه المحبوب فإنه لا يستلزم ذلك .
قالوا : وليس العجب ممن يصبر على الأوامر ، فإن أكثرها محبوبات للنفوس السليمة لما فيها من العدل والإحسان ، بل العجب ممن يصبر على المناهي التي أكثـرها محاب للنفوس فيترك المحبوب العاجل في هذه الدار للمحبوب الآجل في دار أخرى .
وقالت طائفة : بل الصبر على فعل المأمور أفضل وأجل من الصبر على ترك المحظور .
لأن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور ، والصبر على أحب الأمرين أفضل وأعلى ، وبيان ذلك من وجوه :
أحدها : الغاية التي خلق لها الخلق ، أن فعل المأمور مقصود لذاته فهو مشروع شرع المقاصد .
الثاني : أن المأمورات متعلقة بمعرفة الله وتوحيده وعبادته وذكره وشكره ومحبته والتوكل عليه .
ثم ذكر بقية الوجوه .
3 } من الأسباب التي تعين على الصبر باعث الدين ؟ اذكر ذلك ؟
أما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور :
أحدها : إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع .
الثاني : مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له .
الثالث : مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه .
الرابع : مشهد الغضب والانتقام ، فإن الرب إذا تمادى العبد في معصيته غضب .
الخامس : مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة .
السادس : مشهد القهر والظفر ، فإن قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى وقعاً وأتـم فرحة .
4 } ما المراد بالعداوة في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) ؟
ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة ، بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد ، وتعلم العلم والصدقة وغير ذلك من أمور الدين وأعمال البر . .
5 } لماذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج أصعب أنواع الصبر ؟
لشدة الداعي إليهما وسهولتهما ، فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان ، كالنميمة والغيبة والكذب والمراء والثناء على النفس تعريضاً وتصريحاً .
ولذلك تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة ، ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة والتفكه في أعراض الخلق .
وكثير ممن تجده يتورع عن الدقائق من الحرام والقطرة من الخمر ، ومثل رأس الإبرة من النجاسة ، ولا يبالي بارتكاب الفرج الحرام .
6 } اذكر بعض ما ورد في الصبر وفضله ؟
تعليق الفلاح به : كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور .
الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره : كقوله (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ) .
تعليق الإمامة في الدين به وباليقين : قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين .
ظفرهم بمعية الله لهم : قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
أنه جمع للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم : قال تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
7 } على ماذا يدل قوله تعالى في أيوب ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ؟
هذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد . .
[ اللهم اغفر لقوميe8 } ماذا تضمنت دعوة الرسول فإنهم لا يعلمون ] ؟
تضمنت هذه الدعوة العفو عنهم والدعاء لهم والاعتذار عنهم والاستعطاف بقوله : لقومي . .
[ إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ]r9 } ما الجواب عن قول الرسول ؟
، وقدrقالت فرقة : هذه الأحاديث لا تصح عن رسول الله أنكرتها أم المؤمنين عائشة واحتجت بقوله تعالى [ ولا تزر وازرة وزر أخرى ] .
وقالت طائفة منهم المزني وغيره : إن ذلك محمول على من أوصى به إذا كانت عادتهم ذلك .
وقالت طائفة : هو محمول على من سننه وسنن قومه ذلك إذا لم ينههم عنه ، لأن ترك نهيه دليل على رضاه به .
ثم قال ابن القيم : ” لا تحتاج هذه الأحاديث إلى شيء من لم يقل إن الميت يعاقبrهذه التكلفات ، وليس فيها بحمد الله إشكال ، فإن النبي ببكاء أهله عليه ونوحهم ، وإنما قال يعذب بذلك ، ولا ريب أن ذلك يؤلمه ويعذبه ، والعذاب هو الألـم الذي يحصل له ، وهو أعم من العقاب “.
10 } ما رأيك بقول بعض الفقهاء : إن من حلف أن يحمد الله بأفضل أنواع الحمد كان برّ يمينه أن يقول : الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافىء مزيده ؟
، ولا عن أحد من الصحابة ، وإنما هو إسرائيليrهذا ليس بحديث عن رسول الله .
11 } هل الدين مجرد ترك المحرمات الظاهرة فقط ؟
ليس الدين بمجرد ترك المحرمات الظاهرة ، بل القيام مع ذلك بالأوامر المحبوبة لله ، وأكثر الديّانيين لا يعبأون منها إلا بما شاركهم فيه عموم الناس .
وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله ورسوله وعباده ، ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه ، فهذه الواجبات لا تخطر ببالهـم فضلاً عن أن يريدوا فعلها وفضلاً عن أن يفعلوها ، وأقل الناس ديناً ، وأمقتهم إلى الله ، من ترك هذه الواجبات ، وإن زهد في الدنيا جميعها ، وقلّ أن ترى منهم من يحمر وجهه ويمعّره لله ويغضب لحرماته ، ويبذل عرضه في نصرة دينه ، وأصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله مـن هؤلاء .
12 } قوله تعالى (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) هل يدخل في الآية كل من شغله وألهاه التكاثر ؟
كل من شغله وألهاه التكاثر بأمر من الأمور عن الله والدار الآخرة فهو داخل في حكم هذه الآية ، فمن الناس من يلهيه التكاثر بالمال ، ومنهم من يلهيه التكاثر بالجاه أو بالعلم ، فيجمعه تكاثراً وتفاخراً ، وهذا أسوأ حالاً عند الله ممن يكاثر بالمال والجاه ، فإنه جعل أسباب الآخرة للدنيا ، وصاحب المال والجاه استعمل أسباب الدنيا لها وكاثر بأسبابها . .
13 } لماذا كان حب الدنيا رأس الخطايا ومفسد للدين ؟
إنما كان كذلك لوجوه :
أحدها : أن حبها يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله ، ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله .
وثانيها : أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها ، ومن أحب ما لعنه الله ومقته وأبغضه فقد تعرض للفتنة ومقته وغضبه .
وثالثها : أنه إذا أحبها صيرها غايته وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله وسائل إليه وإلى الدار الآخرة ، فعكس الأمر وقلب الحكمة فانتكس قلبه وانعكس سيره إلى وراء .
ورابعها : أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعل ما يعود عليه نفعه في الآخرة لاشتغاله عنه بمحبوبه .
وخامسها : أن محبتها تجعلها أكثر هـــمّ العبد .
وسادسها : أن مُحبّها أشد الناس عذاباً بها .
وسابعها : أن عاشقها ومحبها الذي يؤثرها على الآخرة من أسْفه الخلق وأقلهم عقلاً ، إذ آثر الخيال على الحقيقة ، والمنام على اليقظة ، والظل الزائل على النعيم الدائم ، والدار الفانية على الدار الباقية . .
والله أعلم .
فوائد مختــارة من كتــاب الجــواب الكافي
1 } اذكر حالات الدعاء مع البلاء ؟
له مع البلاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً .
الثالث : ان يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه . .
2 } اذكر بعض الأمثلة على خوف الصحابة ؟
من تأمل أحوال الصحابة وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف .
فهذا الصديق يقول : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن .
وذكر عنه أنه كان يمسك بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد .
وكان يبكي كثيراً ويقول : ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا .
وهذا عمر قرأ سورة الطور حتى إذا بلغ [ إن عذاب ربك لواقع ] بكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه .
وكان في وجهه خطان أسودان من البكـاء .
وهذا عثمان بن عفان : كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته .
وهذا علي كان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل ، واتباع الهوى ، فأما طول الأمل فينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق .
3 } اذكر بعض الفضائل للمؤمنين ؟
الأجر العظيم : ( وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) .
الدفع عنهم شرور الدنيا والآخرة : (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) .
استغفار الملائكة حملة العرش لهم : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) .
موالاة الله لهم : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) .
أمره ملائكته بتثبيتهم : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ) .
معية الله لأهل الإيمان : (وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) .
أمانهم من الخوف يوم يشتد الخوف : (فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) .
4 } ما أعظم نعم الله على العبد ؟
من أعظم نعم الله على العبد : أن يرفع له بين العالمين ذكره ، ويعلي قدره .
5 } ما الحكمة من عدم قطع فرج الزاني الذي باشر به المعصية كما قطعت يد السارق ؟
لوجوه :
أحدها : أن مفسدة ذلك تزيد على مفسدة الجناية ، إذ فيه قطع النسل وتعريضه للهلاك .
والثاني : أن الفرج عضو مستور لا يحصل بقطعه مقصود الحد من الردع والزجر لأمثاله من الجناة ، بخلاف قطع اليد .
الثالث : أنه إذا قطع يده أبقى له يداً أخرى تعوض عنها ، بخلاف الفرج .
الرابع : أن لذة الزنى عمت جميع البدن ، فكان الأحسن أن تعم العقوبة جميع البدن . .
6 } ما هو القلب السليم ؟
القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة ، فسلم من كل آفة تبعده عن الله ، وسلم من كل شبهة تعارض خبره ، ومن كل شهوة تعارض أمره . .
7 } إلى كم قسم تنقسم الذنوب ؟
دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين وبعدهم الأئمة الأربعة على أن الذنوب كبائر وصغائر .
8 } هل للنظر المحرم آفات ؟
من آفات النظر : أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات ، فيرى العبد ما ليس قادراً عليه ولا صابراً عنه ، وهذا من أعظم العذاب ، أن ترى ما لا صبر لك عن بعضه ، ولا قدرة على بعضه . .
9 } أيهما أهون التحرز من أكل الحرام والظلم وغيرها ، أو التحرز من حركات اللسان ؟
من العجب : أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى إن الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول .
10 } ما أيسر حركات الجوارح ؟
أيسر حركات الجوارح حركة اللسان ، وهي أضرها على العبد .
11 } اذكر بعض خصائص الزنا ؟
من خاصيته : أنه يوجب الفقر ، ويقصر العمر ، ويكسو صاحبه سواد الوجه ، وثوب المقت بين الناس .
ومن خاصيته أيضاً : أنه يشتت القلب ويمرضه ، إن لم يمته ، ويجلب الهم والحزن والخوف ، ويباعد صاحبه من الملَك ويقربه من الشيطان .
12 } خص الله سبحانه وتعالى حد الزنا من بين الحدود بثلاث خصائص اذكرها ؟
أحدها : القتل فيه بأبشع القتلات ، وحيث خففه جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد ، وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة .
الثاني : أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم .
الثالث : أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين ، فلا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد ، وذلك أبلغ في مصلحة الحد والحكمة والزجر .
13 } ما عقوبة اللواط ؟
ذهب أبو بكر وعلي وخالد بن الوليد والزهري ومالك والإمام أحمد – في أصح الروايتين عنه – والشافعي – في أحد قوليه – إلى أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنا ، وعقوبته القتل بكل حال ، محصناً كان أو غير محصن .
وذهب عطاء بن أبي رباح والحسن وسعيد بن المسيب والشافعي – في ظاهر مذهبه – والإمام أحمد – في الرواية الثانية عنه – إلى أن عقوبته وعقوبة الزاني سواء .
وذهب أبو حنيفة إلى أن عقوبته دون عقوبة الزاني ، وهي التعزير .
14 } ما حكم من وطىء بهيمـة ؟
للفقهاء ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه يؤدب ، ولا حد عليه ، وهذا قول مالك وأبي حنيفة والشافعي في أحد قوليه .
والقول الثاني : حكمه حكم الزاني ، يجلد إن كان بكراً ، ويرجم إن كان محصناً ، وهذا قول الحسن .
والقول الثالث : أن حكمه حكم اللوطي .
15 } اذكر بعض فوائد غض البصر ؟
أحدها : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده .
الثانية : أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم – الذي لعل فيه هلاكه – إلى قلبه .
الثالثة : أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية عليه ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته .
الرابعة : أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
الخامسة : أنه يلبس القلب نوراً ، كما أن إطلاقه يلبسه ظلمة .
السادسة : أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل ، والصادق والكاذب .
السابعة : أنه يورث القلب ثباتاً وشجاعة وقوة .
الثامنة : أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب .
التاسعة : أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها .
16 } ما أنفع شيء للعيد ؟
لا شيء على الإطلاق أنفع للعبد من إقباله على الله ، واشتغاله بذكره ، وتنعمه بحبه ، وإيثاره لمرضاتـه .
نقلته من بعض المواقع ،فقمت بترتيبه لاهمية الموضوع.
والله أعلم
والدال على الخير كفاعله
لاتنسونا بالدعاء بظهر الغيب.